19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

كفى نقدا .. اريد حلاً في التــغيير والاصلاح

كفى نقدا .. اريد حلاً في التــغيير والاصلاح

المرحلة التاريخية الراهنة التي نمر بها تحتم على كل العقلاء وذوي الالباب وأصحاب ‏الراي والمشورة التعاون لانقاد المجتمع والارتفاع الى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في ‏هذه اللحظة التاريخية والتكتل من اجل الوطن والمواطن لينبثق عن رؤاهم مشروع يؤسس ‏لحكومات مسؤولة في وطن آمن مستقر. ‏
‏ فلا يكاد يخلو لقاء يجمع نخب مثقفة او أكاديميين او حوار في برامج لقنوات فضائية او ‏مقالات لكتاب مرموقين او راي لمختصين او مراكز دراسات وبحوث ومواقع الكترونية وكل ‏وسائل التواصل الاجتماعي وحتى جلسات حوارية من أناس بعيدين عن السياسة في لقاءات ‏شعبية. لا يخلوا كل ذلك من نقد للحالة العراقية وخصوصيا السياسية منها وكل نواحي الحياة ‏الاجتماعية والتربوية والإعلامية والاقتصادية .. وقد سأم الكثير هذا النقد والنقد اللاذع. وبدل ‏ذلك النقد علينا إيجاد بدائل وحلول. وكلامي هذا غير موجه لليائسين والقانطين من التغيير ‏والإصلاح او اللذين انزووا يطلبون الحل من الخالق ونسوا ما امرهم به من مسببات التغيير ‏والإصلاح او اللذين ينتظرون احتلال جديد للبلاد او انقلاب عسكري امنيات اكل عليها الدهر ‏وشرب فهؤلاء غير معنيين بما نطرحه لانهم ارتأوا الجلوس في البيت والنقد ويتمنون على الله ‏الاماني. بل أوجه رسالتي هذه الى كل وطنيّ يتألم ولدية حس وحماس لإنقاذ الوطن. ‏
‏ ولإصلاح الحال في بلادنا في الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي كل مناحي ‏الحياة يحتاج الى همة عالية من شخصيات نخبوية صالحة مصلحة مختلفة التوجهات والثقافات ‏يجمعها جامع واحد حب الوطن وراحة المواطن وتضع خارطة طريق لخطة استراتيجية ‏طويلة الأمد للتغيير والإصلاح وممكن ان تنجح برأي المتواضع هذه المبادرة بطريقتين ‏أساسيتين: -‏
الأولى : – ‏
‏ تشكيل حزب او تحالف سياسي باسم ((الكتلة الوطنية الديمقراطية)) أو أي مسمى ‏يظم معظم التوجهات والنخب الوطنية من السياسيين والاكاديميين والمثقفين وفق رؤية سياسية ‏وطنية جديدة على ان تكون الديمقراطية هدف جامع ووسيلة لتحقيق بقية الأهداف ويؤمن بقبول ‏الجميع ولا يستثني احد نظراً لصعوبة قبول انفراد تيار لوحده بإنجاز هذه الأهداف التي لا بد ‏من ان لا تستبعد الكتلة أي احد. وكل ذلك تشكل وفق الدستور والقوانين النافذة كقانون ‏الأحزاب وقوانين الانتخابات والأنظمة والإجراءات المكملة لتلك القوانين. ‏
‏ فلو تم تأسيس هذه الكتلة وتسجيلها كحزب او ائتلاف سياسي وفق رؤية جديدة بمشروع ‏سياسي طويل الأمد يكون مُفَصّل ومحدد بجدول زمني قابل للتطوير والتغيير وفق معطيات ‏الاحداث ورؤية المشاركين ويُعْلنْ ذلك بمؤتمر موسع يحظره نخبة من الاكادميين والمختصين ‏والمهتمين بحيث ينشر قبل اشهر ويعلن عنه ويسمح بتدوين كل مهتم ملاحظاته حول المشروع ‏وتناقش كل المقترحات بهذا المؤتمر سيستشعر الجميع بانهم شركاء وداعمين. ويُعَد برنامج ‏انتخابي لكل دورة انتخابية وفيها تفصيل المشروع السياسي لمرحلة الانتخابات وكيفية اختيار ‏المرشحين والدعاية الانتخابية لهذة الكتلة او التجمع السياسي الجديد وهذا يحتاج حملة قوية ‏تشمل كل محافظات العراق وشرائحة ولا تستثني احد. والكلام في ذلك يطول. وهذه الفقرة ‏تندرج ظمن العمل السياسي الممنهج بتشكيل حزب سياسي او كتلة سياسية وفق السياقات ‏القانونية وعليهاعبئ كبير باقناع الشارع الذي يتصور بان السياسة داء وليس فيها علاج لحثهم ‏على تبني هذه الفكرة وقد يكون النسبة العليا من الناخبين رصيد هذه الكتلة حيث يتجاوز عدد ‏الناخبين غير المصوتين على النصف في العموم وقد يتجاوز 80% بين أوساط المثقفين. لذا ‏سيكون ساحة التاييد واسعة جدا.‏
الثانية: – ‏
‏ العمل خارج نطاع الأحزاب السياسة بتشكيل ((الكتلة التاريخية)) خارج الاحزاب ‏والتحالفات السياسية وهذا المصطلح له تعاريف كثيرة ولكن ساقتطف تعريف للأستاذ علاء ‏اللامي يغني في هذا المجال((ائتلافٌ يَنْشط بموجب رؤيةٍ استراتيجيّةٍ جديدة تتوحّد حول ‏نقاطٍ برنامجيّةٍ قادرةٍ على جمع فئات المجتمع حول هدفٍ واحد؛ وتلعب الإيديولوجيا، ‏وبعضُ المكوِّنات الثقافيّة، دورًا حاسمًا في صياغة هذا التوجّه الائتلافيّ وتمتين ‏الوحدة بين مكوّناته)). وهناك من ينسب هذا المفهوم لابن خلدون وينسبه اخرون لأنطونيو ‏غرامشي القائد الشيوعي الإيطالي. والامثلة كثيرة في العصر الحديث كالكتلة التاريخية في ‏جنوب افريقيا حيث شكل سكانها الاصْليون كتلة تاريخية للقضاء على التمييز العنصري من ‏قبل البيض للحصول على حقوق متساوية وتم تقويض هذا التميز. ومثال اخر في بولونيا حيث ‏قامت الكتلة التاريخية بإنجاز مهمة استراتيجية فقد كان مطلبهم التعددية السياسية والنقابية في ‏وجه احتكار الحزب الواحد للسلطة في بولونيا فَتَعَبأَ البولونيون لتكوين هذه الكتلة والاطاحة ‏بالنظام. وقد تكون انتفاضات الربيع العربي لها بعض الشئ من معنى الكتلة التاريخية حسب ‏راي الأستاذ علاء اللامي رغم اني أرى ذلك يختلف او لم تنضج فيه مفهوم الكتلة التاريخة لان ‏المنتفضون لديهم رؤية موحدة في التغيير والإصلاح واراء شتى في طرق الوصول للهدف. ‏والكلام كثير والامثلة لا حصر لها وفي عصور شتى لكن وددنا فقد الإشارة الى احدى الطرق ‏المهمة في التغيير والإصلاح بدل النقد او اليأس.‏

ميزات هذه الخطوات:-‏
‏1-‏ خطوة أولية تعقبها خطوات كثيرة ومهام جسيمة وحوارات معمقة لتتبلورة بصيغة ‏مشروع متكامل.‏
‏2-‏ ‏ جامعة لاطياف نخبوية متعددة.‏
‏3-‏ كل خطواتها وفق القوانين النافذة.‏
‏4-‏ عملها في الساحة العراقية مع مشاركة الكل داخل وخارج الوطن.‏
‏5-‏ خطوتها تدرس بعناية من مختصين وقد يطول ويقصر فترة تنفيذ المشروع حسب همة ‏وكفاءة ومقبولية القائمين عليه ويبدأ العد التنازلي من الشروع في الخطوة الأولى للقاء ‏هذه النخب. فممكن ان تنجز المهام بعدة سنوات او عدة عقود من الزمن.‏
‏6-‏ نكسر حاجز اليأس والقنوط الذي أصاب عموم المجتمع حتى بعض نخبه. ‏
‏7-‏ غير محسوب لاي طرف فهذا العمل يظم كل التوجهات والأفكار السياسية سواءا قومية ‏او علمانية او دينية .. الخ. يؤسس لديمقراطية تكون خيمة يستظل بها الجميع.‏
‏8-‏ هدفها الرئيس قبول الديمقراطية ونجاحها في تحقيق كل الأهداف الأخرى كاستقرار البلد ‏والتداول السلمي للسلطة والعراقيون متساوون فلا احد فوق القانون مهما كان والفصل ‏بين السلطات … الخ.‏
‏9-‏ المشاركة من الجميع ( سياسيين/ اكاديميين/ اقصاديين/وجهاء/ مراكز بحوث ‏ودراسات/ أصحاب رؤوس الأموال/ علماء الاجتماع/ كل النخب وبكل الاختصاصات/ ‏عموم الوطنين. … ).‏

‏ ان كل هذه الاسطر عبارة عن فكرة لعمل مهم وشاق وطويل لاجل التغير وإصلاح ‏حال البلاد والعباد دون الركون الى اليأس او استخدام سلاح النقد وتوجية التهم دون بدائل ‏وحلول وهذه الفكرة قابلة للحوار والنقاش مع كل المهتمين وحتما عند البدأ سيجتمع الكثير ‏من اختصاصات عدة لبلورة الفكرة وصياغتها بطريقة اكثر ملائمة ومقبولية لنتعاضد جميعا ‏للارتقاء بهذه المسؤولية. عسى ان نضع لبنة في البناء السليم للوطن والله ولي التوفيق.‏