18 نوفمبر، 2024 1:22 ص
Search
Close this search box.

يا ليتها لم يقلها ؟!!

يا ليتها لم يقلها ؟!!

اضحى التدخل الاقليمي والدولي في العراق على قدم وساق وبخطى متعثرة مما اربك الشارع العراقي ولم يعد قادراً على ايجاد مخرج من هذا النفق المظلم . في حين يمتلك بعض الساسة مفاتيح الحل وباراء متباينة ولكنهم حجبوا واوصدوا كل السبل ارضاءاً لاسيادهم كي يمرروا اجنداتهم سواءاً كانت من الشبابيك او الابواب . والذي نشاهده اليوم أن  الجميع يُعلن خوفه على مستقبل العراق ووحدته واغلبهم من المساهمين في تهديم ركائزه بمعاول الطائفية والفتن . والمستغرب ان ذلك يحدث بمرأى ومسمع المشاركين في العملية السياسية ، وكان من بينهم رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي بات مستمعاً جيداً لرئيس وزراء تركيا وهو يتحدث معه عن مستقبل العراق في ظل بقاء المكون ( الشيعي ) على رئاسة الوزراء مما يشكل خطراً على المنطقة ، لا بل زاد من حماسه عندما اكد  ان على ( رئيس الوزراء نوري المالكي تسليم السلطة الى ابناء السنة في العراق ) . امام هذه التصريحات الجريئة والوقحة بحضور رئيس مجلس النواب العراقي في زيارة غير معلنة لتركيا وتداعيات انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الى جبال قنديل العراقية البالغ عددهم اكثر من (5000) خمسة آلاف عنصر مدجج بالسلاح من خلال صفقة عقدت بين ( اوردغان واوجلان وحكومة اقليم كردستان ) . اين هي السيادة في القانون الدولي ؟ وهل ان مفهوم اوردغان للسيادة القوي يحتوي الضعيف لابل يأكله ، فلو عرف اوردغان ان العراق قادر على ردعه لما تطاول وتدخل . نعتقد ان التحول الدراماتيكي للسياسة التركية من علمانية الى دينية طائفية متطرفة لتعيد امجاد الخلافة العثمانية في سياسة فرق تسد وفرض المذهب الحنفي على الامصار الاسلامية التي احتلتها طيلة خمسة قرون ، وما فعلته في سوريا منذ سنتين وتدخلاتها في الشأن العراقي سيكون عامل جذب للمتشددين للتواجد في المنطقة فضلاً عن خلق بؤر للتوتر الاقليمي بدعم امريكي وبمباركة (اسرائيلية ) . ومن يرجع الى الوراء يجد ان تركيا ( اسيا الوسطى ) التي  تسمى سابقاً كانت تحت سيطرة العراقيين من اكديين وبابليين واشوريين واخرها الحكم الاسلامي الذي حولها الى حاضرة اسلامية . في المقابل تنامت جينات الحقد في شخصية اوردغان ليحرق الاخضر واليابس ويثبت ان الخلافة العثمانية في طريقها الى الظهور على يديه .  وليس العتب على من قال وتدخل وافترى وانبرى وتجبر وحلم باعادة  الرجل المريض ، ولكن لمن سمع وارتضى وهان عليه سب اهله وقومه في حضرته وحسبنا بقول الشاعر العربي ( وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ) .

أحدث المقالات