انني لا أود ان استبق مقالي هذا بأستعراض مشاكل الناس، وأني أعلم أن البرلمان ليس جهة تنفيذية ، ولكن لا بد لي من الاشارة في هذا المستهل ان البرلمان ، بكل دورانه ، وهذه الدورة بالذات أصبح هو أيضا من المولدين للمشكلات العامة ، واود هنا أن أشير إلى قراره الخجول بإعادة الاعتراف بالمفوضية العليا التابعة للكيانات السياسية بعد ان تخلى عنها البرلمان السابق ، والسبب واضح لان هذه المفوضية كان لها كل الفضل في عضوية كل البرلمانيين الحاليين ، رغم انف المواطن الذي استشعر الغبن في اعمال تلك المفوضية ، والخروقات القانونية والسياسية التي ارتكبتها خلال الانتخابات الاخيرة ، وعضوها كاكائي الشاهد من اهلها على ان امرأة العزيز هي الخائنة.
لقد سارع البرلمانيون دون استثناء نحو عطلة الفصل التشريعي ، بل ودون خجل، وكأنهم مرهقين لكثرة العمل، أي عمل انجزتموه ايها السادة غير الموازنة .؟ وهي موازنة مثقلة بأثقال الاقتراض، انكم كمن سبقوكم تدعون الإيام ولا تعدون المنجزات ، تعدون المكاسب لا تعدون المشاريع ، انكم لا زلتم بلا قرار لرئاسة اللجان ، اية مستقبل للعراق على أيديكم وانتم لاهئون وراء كتلكم المتخالفة والمتصارعة .
ان الفصول التشريعية يمكن تجاوزها بأسباب الزمن في بلد مثل العراق يغدق عليكم ولا تتنازلوا عن ما هو لكم ، في حين تنازل لكم هذا البلد ان قبلكم نواب وان الكثير منكم لا يستحق هذا العنوان ، اصحوا على زمانكم واتقوا الله بعباد الله ، وتعالوا على أنفسكم شيئا ، لقد تجاوزت البطالة حدودا بدأت تهدد أمن المجتمع ، وتجاوز الفقر وخاصة الريف حدا لا تحمد عقباه ، أما المرض فنواب البصرة يشرحون حال الناس ، أما حال النازحين فنواب الموصل يقدمون لكم التفاصيل ، والارهاب بدأ يرفع راسه لنواب الانبار المنصة لتوضيحها لكم ، والخدمات الغائبة على نواب الوسط والجنوب التوضيح ، وانتم لاهون تقولون اكثر مما تفعلون ، الفضائيات ممتلئة بعروضكم كما كان اسلافكم من النواب ، وحال البلد واقفة ان لم تكن الى الوراء، ولعلمكم ان عبد المهدي ووزارته غير قادرة بهذه الكوكبة من الوزراء على تحقيق طموحات هذا الشعب ، والفساد هو الاخر يرفع يد من يريد الانجاز ، انني لست متشائما لكن الاحظ كالاخرين ان عبد المهدي لا زال واقفا عند نقطة الشروع والبرلمان لا زال بلا مشروع ، والقادم من الايام بلا امل او نزوع… وأخيرا ستلقون جميعا باللائمة على رئيس الوزراء ، والزمن ماض، والعراق من فصل تشريعي الى آخر ربيعي…