بعد تحرير العراق او احتلال العراق من قبل القوات الامريكية كل ما كان يهم المواطن العراقي هو التخلص من نظام دموي حكم العراق طيلة ربع قرن من الزمن اذاق فيها العراقيون جميع انواع الظلم والقتل وتقيد الحريات وخاصة الحريات الاعلامية ، وحظر جميع انواع الانشطة الحزبية والسياسية بأنواعها ،فكان الحديث عن حزب غير حزب البعث معناه جريمة من الدرجة الاولى او خيانة الوطن ومصير الذي ينتمي لغير الحزب الواحد او الانتماء لحزب اخر هو الموت ومصيره المقابر الجماعية المتواجدة في كافة انحاء العراق .
لذلك لما اتى المحتل الامريكي بهؤلاء السياسيون وأسس لما يسمى بمجلس الحكم سيئ الصيت والذي مكن المحتل من تنفيذ اجندة خارجية تأسس لما وصل عليه الحال هذا اليوم
لان كل شي كان مدروس ومعد مسبق لكل هذه السيناريوهات التي تحدث ما بين فترة وآخرة ،فاليوم هناك بالعراق مئات الاحزاب سوى كانت دينية او يسارية الى اخره من الاحزاب المتواجدة على ا لساحة العراقية ،ولكن لا يحاسب القانون العراقي بالإعدام على مؤسسي هذه الاحزاب ،وطبعا الشعب العراقي شعب بسيط قنوع لا يطالب بالكثير ،ولكنه شعب يحب الحياة ،والعيش بسلام وأمان واستقرار بعيد عن القومية والمذهبية والأحزاب التي لم تجلب للعراق وللشعب العراقي غير الموت والدمار ،بربكم في اي بلد سمعتم عن لغة تفاهم مابين الاطراف السياسية المتناحرة تكون الموت والدمار للشعوب التي تنتمي اليها ؟
طبعا هذه الغة غير موجودة بآي بلد بالعالم غير بلدي العراق !!
نعم هذه لغة التفاهمات والتنازلات ،فعندما يريد طرف سياسي من الطرف الاخر تنازلت ستكون هذه التنازلات هي عبارة عن دمار وخراب ودماء .
وبالعودة الى ساحات الاعتصامات الموجودة بالعراق وفي محافظات معينة دون غيرها ،طبعا هذه التظاهرات مشروعة ويكفلها الدستور العراقي ما زالت تظاهرات سلمية .
ولكن بنفس الوقت كنا قد حذرنا من دخول بعض المندسين الى ساحات الاعتصامات من اجل خلق ازمة ما بين الجيش والمتظاهرين وهذا الطرف الثالث لا يريد الخير والتقدم والأمن والأمان للعراق وللشعب العراقي بل يريد بقاء العراق في ازمات متلاحقة حتى يبقى العراق دولة محطمة مدمرة .
وبنفس الوقت حذرنا من ما حدث من ان هذه التظاهرات سوف يعقبها اعتصامات ثم اصطدمات ،وهذا ماحدث بالضبط كما كان معد له من قبل بعض الاطراف التي مع الاسف تشترك بالعملية السياسية ولكنها بنفس الوقت تريد تدمير العراق وعودة الحرب الطائفية والأيام السوداء الحزينة التي احرقت العراق وأخرت عجلة التقدم فيه .
ولكن اليوم وبعد احداث الحويجة التي حدثت ما بين قوات الجيش وبعض المتظاهرين داخل الساحة حدث ما كان بالحسبان وما كان يريده الطرف الثالث الذي اشعل نار الفتنة التي بالطبع لن تحرقه لأنه بعيد كل البعد عن هذه النار ،وفعلا حدث الذي كنا نخاف منه عودة بعض المجاميع المسلحة الى الشارع حاملة السلاح بحجة حماية ابناء بعض المناطق السنية ،ولكن بالباطن هذه المجاميع المسلحة هي من اجل حرق الاخضر واليابس في العراق الجريح العراق الذي يعاني من ازمة سياسية خانقة اذا لم تحل بطرق الحوار والجلوس الى طاولة واحدة ، فنحن اذن على اعتاب حرب اهلية جديدة وقودها الناس البسطاء الذين لأحول ولا قوة لهم
وبذلك يجب على الخصوم السياسيون تخفيف حدت الخطاب الاعلامي وحصره بما يخدم المواطن وحقن دماء العراقيون التي اصبحت رخيصة وارخص من قبل في ظل تواجد هكذا قادة لا يهمهم الوطن ولا المواطن ، من انتم حتى تفعلون بالعراق بلد الحضارات كل هذه الافعال ،انكم تسيرون بالعراق الى حافة الهاوية وانتم تعلمون ما الذي سوف يحدث قبل غيركم ، قدموا بعض التنازلات من اجل حقن دماء العراقيون الغالية علينا والرخيصة عندكم ، تنازلات تضمن استقرار العراق والعودة به الى الحياة الطبيعية عراق حر مستقل ديمقراطي تعددي .