خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بعدما أنهى الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، فترتي رئاسته ونأى بنفسه بعيدًا عن السياسة – بعض الشيء – بقدر كبير من الاحترام والتأييد، يبدو أن أشباح ما أقترفه من ذنوب سوف تظل تلاحقه، إذ كشف تقرير للصحافي الكولومبي، “خوسيه إغناثيو”، بموقع (بلس. كوم) اللاتيني؛ عن وجود علاقة بين إدارة “أوباما”، وتمدد تنظيم (داعش) الجهادي في “العراق” و”سوريا”، وذكر أن الرئيس السابق سمح لعناصر (داعش) بالانتشار في الأراضي العراقية لتسهيل تدخل “واشنطن” عسكريًا فيها.
وأشار الكاتب الكولومبي إلى أن هذه المعلومات تأتي على ضوء تصريحات تليفزيونية أدلى بها رئيس الوزراء العراقي الأسبق، “نوري المالكي”، الأسبوع الماضي، قال فيها إن أجهزة المخابرات الأميركية التقطت صورًا جوية تظهر مسلحي (داعش) وهم يخيمون على الحدود العراقية مع “سوريا”، وكانت هذه العناصر تنتظر الإطاحة بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، كي تقوم بمهاجمة البلاد، لكن إدارة “أوباما” رفضت إرسال طائرتين لضرب معسكرات الإرهابيين في منطقة “الجزيرة”؛ التي تحصنت استعدادًا لمهاجمة “العراق” بعد السيطرة على “سوريا”.
إدارة “أوباما” رفضت تقديم دعم عسكري للعراق..
وأضاف “المالكي”، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 8 أعوام، منذ 2006 وحتى 2014، في تصريحات له، الأسبوع الماضي، أن “بغداد” لجأت إلى “واشنطن” لتقديم المساعدة لها على صورة طائرات مقاتلة لتقوم بقصف المواقع التي يختبيء بها عناصر التنظيم، لكن الحكومة الأميركية، برئاسة، “أوباما”، رفضت تقديم الدعم العسكري لـ”العراق”، رغم وجود اتفاقية أمنية موقعة بين البلدين منذ 2008، في حين أوصته باللجوء إلى “الأردن” رغم أنه لم تكن هناك بينهما اتفاقية دفاع مشترك وقتها، وأضاف أن حكومة، “حيدر العبادي”، التي تلته، هي من طلبت تدخل “الولايات المتحدة” عسكريًا لمواجهة (داعش)، ثم استدرك وأوضح أنه تواصل مع الأميركان ليعرف بالتحديد اسم الجهة التي تطلبت التدخل الأميركي، لكنهم رفضوا الإفصاح عنها.
تفكك الجيش وخطة “أوباما” مستمرة..
وأضاف “إغناثيو” أنه على أية حال، أرسلت القوات المسلحة العراقية “الفرقة السابعة مشاة”، (السليمانية)، لكنها فقدت قيادتها على يد العناصر الإرهابية حتى تفككت بالكامل، ومع ذلك لم تتوقف إستراتيجية “أوباما” التي استهدفت مصلحة (داعش) عند هذا الحد، إذ أمر بتعليق إرسال قطع غيار الطائرات الهليكوبتر ومعدات تسليح أخرى إلى الجيش العراقي، وأوقف تفعيل اتفاقية بيع طائرات مقاتلة من طراز (إف-16) التي كانت “بغداد” قد سددت قيمتها مقدمًا.
وأشار إلى أنه؛ بناء على توضيحات “المالكي” يبدو أن موقف إدارة “أوباما” من السماح بهروب العناصر المتطرفة أمرًا غير مفهومًا، وعلى الجانب الآخر، ثمة الكثير من الدعم والتمويل الذي قدمته حكومة “أوباما” للتنظيم المتشدد.
“أوباما” مؤسس “داعش”..
أشار الصحافي الكولومبي أيضًا إلى تصريحات أدلى بها الكاتب، “بن ردوس”، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في “البيت الأبيض” لفترة طويلة تحت رئاسة “أوباما”، خلال حوار موسع أجراه مع موقع (ذا إنترسيبت)؛ كشف فيه أن إدارة “أوباما” عبر سياستها الخارجية مولت تنظيم (داعش) الإرهابي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وأوضح “إغانثيو” أن تصريحان “ردوس” تتفق مع وصف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خلال حملته الانتخابية لـ”أوباما”، بأنه من قام بتأسيس (داعش)، وأوضح “ترامب” أن الانسحاب الأميركي الكامل من الأراضي العراقية سمح للتنظيم بفرض سيطرته، كما صرح الرئيس الأميركي الحالي، في آب/أغسطس عام 2016، وسط حشد من الناس، بأنه: “لم يكن علينا الخروج من حيث خرجنا، لقد أطلقنا العنان لغضب رهيب في الشرق الأوسط، وبدلًا من الإبقاء على قوى صغيرة كان من الممكن التحكم فيها فيما بعد أخرجناها” من المشهد.