23 ديسمبر، 2024 9:52 م

انتخابات مجالس المحافظات .. انتخبوا السيدة !

انتخابات مجالس المحافظات .. انتخبوا السيدة !

علقت في شوارع العراق أعلانات ولوحات بأسماء ألمرشحين للأنتخابات ألمحلية وكان من ضمنها لوحة تدعوا ألى أنتخاب ألسيدة دون وجود صورةأو أسم وكان ألى جانبها أسم زوجها فلان ألفلاني عضو في مجلس أحد ألمحافظات ؛أما أللوحة ألأخرى فأن أسم السيدة موجود ولكن وجهها مغطى {بالبوشية}؛ولافتات أخرى عشائرية تهنئ أحد أفرادها بمناسبة ترشيحه للأنتخابات وغيرها من أليافطات ألتي غطت ساحات وأزقة ألعراق كافة.
ألناس في الشارع العراقي تطرح تساؤلات عن هوية وكفاءة ألمرشحين لهذه ألأنتخابات ليتسنى لهم أنتخاب من يمثلهم ويدافع عن مصالحهم ويلبي أحتياجاتهم وحل مشاكلهم ؛فكيف يستقيم في عصرنا هذا أنتخاب مرشحات دون الكشف عن الوجه أو ألأسم وما علاقة ألزوج بكفاءة زوجته حتى لو أفترضنا أنه كفوء!!أما الشعارات العشائرية فتثير ألأستغراب وألدهشة فهل هؤلاء سيخدمون ألعشيرة أم يخدمون مصالح الناس وحل مشاكلهم.فهل تحل ألسيدة مشاكل الناس بالرموت كنترول أو بقراءة الفنجان أذا لم تكن راغبة بذكر أسمها أو أظهار وجهها. ربما أنها قرأت ألقصة التراثيةألتالية ؛عندما أدعت أحد ألنساء ألنبوة في زمن ألمأمون ؛ولما حضرت سألها ألمأمون ؛من أنت ؟!! فقالت أنا فاطمة ألنبية ؛فسألها أتؤمنين بما جاء به محمد{ص} فقالت نعم كل ماجاء به حق وصدق ؛فقد قال لانبي من بعدي ؟ فهل قال لانبية من بعدي؟فدهش ألمأمون وقال للحاضرين ؛أما أنا فقد أنقطعت ؛فمن كان عنده حجة فليأت بها ؛فمن كانت له حجة بموضوع السيدة فليأت بها؟!!.ربما كانت السيدة وألأخرى صاحبة { البوشية} تريد أن تحل محلها أبنتها أو أختها أو صديقتها عندما تكون مشغولة بأعمالها الخاصة أو للبحث عن عقارات جديدة أو مقاولات أسوة بمن سبقها من أعضاء ألمجالس!!
أستخدام ألدين والشعارات ألدينية في كسب ألأصوات للمرشحين للأنتخابات ظاهرة أخرى لوحظت أيضا ؛ مثل خادم الحسين أو أنهم يقيمون  موائد ألطعام لزوار ألأمام ألحسين}ع} وغيرها ؛أما على ألجانب ألأخر فظهرت شعارات مثل مرشح ألأصالة العربية وطرد ألغرباء عن ألمناطق العربية ألأصيلة أو أعادة روح ألأسلام الحقيقي بعدأن شوهته ألعقائد ألدخيلة على ديننا وغيرها !! فمنهم ألغرباء؟ هذا لايعلمه الا الله والراسخون في ألعلم.
جرت ألأنتخابات السابقة وكانت نتائحها كارثية وحسب المقولة ألشهيرة {نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!!}فلم نرى حقوق ألمواطن والدفاع عنه  من أولوياتهم ؛بل كانت مصالحهم وعوائلهم وأحباءهم في ألمقدمة ؛وألخدمات تدهورت من ألسيئ الى ألأسوء وراحت ألمليارات في جيوب مجموعة من ألسراق وألمافيات ولم تحصل محاسبة لهم ومعاقبتهم على مأأقترفوه بحق من وضعهم في ألمسؤولية ؛فهل نتوقع أن يتبوء ألمناصب بعد هذه ألأنتخابات من هم أفضل حالا ممن سبقهم أم أسوأ وألأيام بيننا
 ربما من سبقهم لم يعطوا ألفرصة ألكافية لأثبات كفائتهم ؛كما حصل لأحد أدعي ألنبوة في زمن ألمأمون ؛فأراد ألمأمون أن يضعه أمام ألأمر ألواقع ؛فقال له ألمأمون :أريد منك بطيخا في هذه ألساعة ؟ فأجابه ألرجل أمهلني ثلاثة أيام ؛فأجاب ألمأمون لا أريد ألبطيخ ألساعة؛فقال ألرجل ماأنصفتني يأمير ألمؤمنين ؛فاألله تعالى خلق ألسموات وألآرض في ستة أيام ؛لايخرجه من ألأرض ألا في ستة شهور ؛أفلا تصبر علي أيام؟فضحك ألمأمون منه وأجازه ؛وأنتم ياعراقيون أصبروا عليهم فربما أحفادهم بعد عمر مديد سيحققون أمانيكم!!!!!!!.
ما يجري في العراق لايختلف عما كان يجري من أنتخابات كارتونية في العديد من الدول العربية؛ذكر لي أحد ألأساتذة المصريون الذي كان يعمل معي في ألجزائر في ثمانينات ألقرن ألماضي ؛أن والده كان مديرا لشرطة ألجيزة في ألقاهرة وكان مسؤولا عن جمع صناديق ألأقتراع لأنتخابات ألرئاسة في عهد جمال عبد الناصر؛ذهبت معه بعد أنتهاء ألتصويت لنقل صناديق ألأقتراع لمراكز الفرز والعد؛وبعد أن وضعت الصناديق في سيارة الشرطة وفي أثناء توجهنا لتسليمها ؛أستمعنا من أذاعة ألقاهرة ؛أن نسبة ألمصوتين لصالح ألرئيس عبد الناصر في منطقة ألجيزة99%؛أمر والدي سائق العربة بالتوقف قرب أحد ألمناطق لجمع ألأزبال وأمر ألشرطة برميها في القمامة وذهبنا الى ألبيت!!!. لاتستغربوا فأنتخابات ألمجلس ألوطني ورئاسة الجمهورية في زمن ألنظام السابق كانت نتائجها لاتختلف عما حصل في مصر والكثير من الدول ألعربية ؛وقد شاهدنا على شاشات التلفزيون عندما قام عزت الدوري بتقديم نتائج ألتصويت لسيده ؛وقال بالحرف ألواحد{سيدي فقط مائة شخص لم يصوتوا لسيادتكم ربما يكونوا قد ماتوا أو أنهم غير سعيدي الحظ!!!!}.
فأذا كانت أحوالنا بهذه الصورة ألمزرية ؛فلماذا أهدار ألمليارات على أنتخابات معروفة ألنتائج سلفا ؛ونحن نعرف تأثير رجال الدين وشيوخ ألعشائر والتيارات ألسياسية عليها ؟ ؛لماذا لايتم أختيار أهل ألخبرة وألمعرفة وأصحاب ألأختصاصات في أدارة شؤون ألدولة ؛وما أكثرهم في العراق؛ويجب ألتذكير ؛أن ألأنتخابات في الدول العريقة ؛لمجالس ألمحافظات لايعني أزاحة أهل ألخبرة وألأختصاصات من مواقعهم؛ولكنها تعتبر مؤشرا على نجاح ألأحزاب ألسياسية ؛وألأفكار التي تبنتها في خدمة ألمواطنين؛وألأستفادة منها في ألأنتخابات ألعامة ؛وهذا مايحصل في بريطانيا مثلا.