ذهبت الوجوه الباكية التي اتعبتها غبار الايام الصعبة التي رسمت دموع بريئة على عيون ابناء اغنى بلد في العالم من حيث الحزن الازلي الذي لم يفارقهم , حيث زحفت الى ( صناديق الانصاف) او بما تسمى باللغة المتداولة بصناديق الاقتراع , لكي تضع مظلوميتها بين ايدي تعتقد أنها سوف تكون لها العون لرفع الحرمان عن كواهلهم , وأعطوا صوتهم بقلوب محملة بآهات ولواعات صامتة , لما صب عليها من ظلم بسبب واقع وصف بالدوامة الدائمة ما بين ازمة سياسية وصراع طائفي مبطن بروح الوطنية , التي لا يشعر بها ابناء الوطن الواحد فكل منهم مختلف مع الاخر نتيجة الرؤوس المحركة للخلافات بين فئات المجتمع, فالسياسيون يتصارعون ويختلفون وحماة الوطن (ولد المسكينة) والفقراء هم الضريبة , يذبحون قرباناً الى الاجندات الداخلية والخارجية التي تقف ورائهم دول تهدف الى تمزيق وحدة الصف وخلق الفتنة من خلال بث العناصر الاجرامية وسط المساكين العزل لخدمة مصالحهم , حيث تعبث في ارض بلد عرف شعبهُ على امد العصور بأبناء المعضلات , فما ان خرجوا من نظام طاغي استغل المواطن العراقي ابشع استغلال ولم يقدم له غير الظلم والحرمان والموت المجاني , ولم يجدون أنفسهم الا وقد دخلوا حقبة جديدة كما توصف بأنها مرحلة يقال أنها أكثر انصاف , وهي فترة يقف على رأسها ثلة من مدعي السياسة , مسكوا بأيديه زمام الامور الذين غيروا مجرى خارطة التعايش والتصالح السلمي الى عداء مستمر دون اي تطبيق للشعارات الرنانة (المزيفة) التي يختبئون بعباءتها , لقد طفح الكيل من خداعكم ومن اقاويلكم التي تؤدي الى التيه والضياع , من خلال اداءكم السيء لوطن فيه كل مقومات النجاح والتقدم والتطور التي تؤهله الى البلدان المتطورة انه بلد عرف بأرض الخيرات , اين هذه الخيرات ؟ واين هي من الجائع العراقي ؟ حيث تحاصصتم بها دون ملكة الضمير التي تفتقدونها , كل ما أتيتم به عديم الصحة وكذب فما زال المواطن العراقي تفترش ارضه الشوارع ويمد يد العون وهو ينظر لكم وكيف تعبثون بأبسط حقوقه , تركتموه يصارع الحياة بانعدام الامان والموت العشوائي ,اذا عليكم أيها الساسة ان تصحوا من سباتكم وتكونون عون للمظلوم لا ثقلاً عليه .