منذ إندلاع ” إعتصامات ، إحتجاجات ” الغربية كتب من كتب وأدلى بدلوَه من أدلى ، ناقمين على السيد المالكي ومعترضين على سياساته وفريقه الإستشاري في إفتعاله الأزمات وطريقة إدارته لها ، ملفات تُبرز ويُهدد بها خصوم سياسيين ، وأُخرى تُقفل ويُغض الطرف عنها لمجرمين أوغلوا في الدماء ، مؤسسات دولة مسيسة تتحكم بها إرادة ورغبات من تسيد القرار السياسي ويتحكم فيه ، ديكتاتورية تنموَ بوتيرة متصاعدة تستظل بعنوان ديمقراطي وتحتمي به ، و ” صبيان الدعوة ” يتقاذفون مؤسسات الدولة ، مهمشين شركاءهم في العمل السياسي ، مساحة من حرية النقد والشجب أتاحها التغيير الكبير في عراق مابعد صدام حسين لامنة فيها لأحد على آخر ورسالة كتبت بحروف ناصعة لاتقبل اللبس مفادها ” لا لديناصور جديد يحكم أو حزب واحد يتسلط ” ، ومن رأى في العمل المناهض ” الإعتصامات ” وجملة مطالبها بعداً طائفياً تدعمه جهات إقليمية يراد من خلالها إفشال تجربة ” شيعية ” في الحكم وإعادة عقارب الساعة إلى ماقبل نيسان 2003 .
سُئلت أيام العنف الطائفي الذي لفنا برداءٍه الأحمر عام 2006 ، موت مجاني ، سيارات وأجساد بشرية مفخخة تحصدنا عن مستقبل هذه البلاد ، كنت متفائلاً جداً بمستقبل جديد لاح ليَ في الأفق قلت ” سنضحك كثيراً ومستقبلنا واعد ” ، لا أعلم الآن مدى توهمي لحظتها وصراع السلطة ينذرنا من جديد بقادمٍ أتعس وأكثر بؤساً من أيامنا تلك ، هل أذهب لمكان إعتصام إحدى مدن العراق ” الغربية ” لأنقل لكم ” تسامحاً ” وقبولاً بالآخر تحسدنا عليه منظومة عريقة ديمقراطياً ” نكتة ” أو لأسمعكم صراخات موروثة عن أصولاً ليَ فيها عيب لاأدركه أنا واسمي ” جريمة ” أقترفها أبي بحقي وجدي من قبل بحق أبي ، أم أرتمي بأحضان ” مختار عصر ” يتوعدهم بالإنتقام لمقتل ” عبدالزهرة ” و ” عبدالحسين ” لتكونوا على بينة من حجم الكارثة التي تنتظرنا ، إنها مشكلة الشرق الأزلية ” لاوجود لآخر مختلف ” أنا أو الجحيم ، والصراع السياسي فيه يأخذ بعداً دينياً ” الأنظمة القومية العروبية ” مثالاً ، أستنجدت بأمهات كتبنا بحثاً عن نص قرآني وآخر نبوي يجعل من دين سماوي ” اليهودية ” محل سُبة ، تستعين به لا في حربها مع الدولة العبرية بل لبقائها عنواناً للمقاومة ” العدوَ متربص بنا ونحن له بالمرصاد ” أو طائفي يلغي الآخر ، يكفره ويفتي بقتله تقرباً لرب لاأعرفه أنا ويحتكر حقيقة الإيمان لنفسه ولمكونه المذهبي الموروث من آباء وأجداد لا عن دراية منه بما ورث أو قراءة .
هنا الحويجة ، جنوداُ قتلوا ومعتصمين ، سليمان بيك تنتفض وتعلن إمارتها والرمادي تتوعد وتتسلح ، صدقت الرواية الحكومية في الأحداث الأخيرة أم كذبت وكُذبت الأمر خطير والجميع في محنة ، حزن إلا من تراوده منا أحلام مريضة بإنهيار الدولة ، ودعوات إستبدال رئيس الوزراء بآخر من التحالف الوطني سُنة ” بدعة ” قد يعاد تكرارها مع كل مأزق سياسي تفقد عبرها العملية الديمقراطية المناخ الواجب توفره لديمومتها ، الرجل نختلف معه وعلى طريقة أداءه كثيراً ترأس مجلس الوزراء بعد أن توافق عليه الجميع ، فشل في مهمته كما يدعيَ البعض وأختلق أزمات أم فشل من أُستوزر له من الكتل المنظوية في حكومته ويكررها دائماً ، المهم الوزارة وقبل عام من إنتخابات برلمانية قادمة فشلت في مهامها خلقت مناخاً مشحوناً بالكره وروح الإنتقام بإنتظار بديل ناجع لا يعيد لنا ” لحمتنا ” كما يتغنى بها البعض ويتمنى بل يمنحنا شعور بأن الحياة معاً في وطن واحد ممكن وغير مستحيل يُنزع عنه تصورات قديمة مسبقة عن علوَ مكوَن على آخر بحكم تسيد تأريخي له أو إحساس جديد لآخرين بإنتزاع ماكان مُستلب منهم .