في الوقت الذي تعمل فيه أحزاب وميليشيات وشخصيات عراقية تسير في فلك النظام الايراني وتأتمر بأمره، على توسيع نفوذه في العراق والدعاية الرخيصة له الى حد الدعوة لإستنساخ تجربته السياسية ـ الفکرية ـ الاجتماعية الفاشلة، فإن الانباء تحفل بتقارير خبرية مختلفة تٶکد معظمها على تراجع الدور الايراني على مختلف الاصعدة وإزدياد عزلته الدولية في ظل تزايد الضغوط الدولية عليه وبصورة ملفتة للنظر.
بعد أن قامت بريطانيا بإدراج حزب الله اللبناني بقسميه العسکري والسياسي في قائمة الارهاب، فقد تقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشكوى شديدة اللهجة لمجلس الأمن ضد الأنشطة الصاروخية الإيرانية. وتتعلق الشكوى بنشاطات الصواريخ الباليستية الإيرانية القادرة على حمل أسلحة نووية. وعدد السفراء الثلاث في الرسالة التجارب والنشاطات الباليستية الإيرانية. وقطعا فإن هکذا شکوى مقدمة من هکذا دول کبرى، ليست مجرد شکوى عادية يمکن أن تمر مرور الکرام بل إنها ستکون لها آثار وتداعيات يمکن أن تٶسس لتفعيل هذا الموقف ضد النظام الايراني، وهو أمر وارد خصوصا وإن هذا النظام يمر بواحدة من أسوأ مراحله منذ تأسيسه ويعاني ضعفا لم يعد خافيا على أحد.
في ظل هذا الموقف ومع تدني الاداء الاقتصادي للنظام الايراني الى أدنى مستوى له وظهوره واضحا حتى على دعمه لمرتزقته في بلدان المنطقة ويکفي أن نشير الى أن أبواقه العميلة التي تشيد به ليل نهار في وسائل إعلامية مشبوهة تعمل لصالحه في العراق لم يستملوا رواتبهم منذ 6 أشهر، هذا الى جانب ماقد ذکرت الانباء عن إن معاقل الانتفاضة التي يقودها أنصار منظمة مجاهدي خلق، قامت بتوجيه 124 ضربة للنظام تراوحت مابين إحراق مراکز ومقرات لقواته القمعية وإنزال وإحراق صور وشعارات تمجد النظام، علما بأن القادة والمسٶولين الايرانيين صاروا يشکون علنا من هذه النشاطات ويحذرون منها خصوصا وإنها تتوسع دائرتها شهرا بعد شهر بصورة ملفتة للنظر.
الدائرة الآخذة بالتضييق على النظام الايراني، لابد لعملائه ومرتزقته في العراق أن يفهموا ويستوعبوا مايجري مع هذا النظام الذي صار أکثر من ثقيل ليس على المنطقة والعالم وإنما على الشعب الايراني نفسه الذي صار يعلن جهارا وعلانية من إن المواجهة القائمة بين الولايات المتحدة الامريکية وبين النظام شأن لايعنيه البتة وإن على النظام نفسه أن يتحمل تبعاتها، مع ملاحظة مهمة أخرى على أذرع إيران في العراق والمنطقة أن تأخذها على محمل الجد وهي إن الوجود والنفوذ الايراني في العراق هو أحد الاهداف المهمة في المواجهة الدولية القائمة مع النظام الايراني حيث لم يعد المجتمع الدولي يستسيغ أنف النظام الايراني المحشور قسرا في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة!