عبر الوسائل الأعلامية وقبل أيام تابعنا تحركات الدكتور أياد علاوي وأعلانه تشكيل تكتل أطلق عليه تسمية (المنبر العراقي ) . ومن خلال الحملة الأعلامية لهذا التكتل الجديد القديم تم الترويج على انه سيكون التكتل الوحيد القادر على معالجة مشاكل العراق منطلقاً من التوجه لتغيير الدستور وسن قانون انتخابات جديد كبداية لبرنامجه .
ومن هنا وقبل الخوض في توقعات ماسيجري في قادم الأيام والشهور علينا أن نشير الى اننا لانستطيع ان نبخس جهود الرجل عندما كان رئيس للوزراء محاولاً أصلاح الأوضاع في العراق . لكن الرجل ومع كل أسف تعامل بنرجسية زائدة مع الكم الهائل من العمالة والتزاحم على تنفيذ أجندات خارجية على الساحة العراقية .
طوال السنوات الماضية لم يكن الدكتور علاوي بعيداً عن المشهد السياسي العراقي لكنه كان محاصراً بأرادته من قبل أحزاب مرتبطة بأيران ومن قبل مجموعات مرتبطة به كانت سببا في فشله كونها لم تعمل بجدية للوصول الى الشارع العراقي بشكل واقعي وأعتمدت على التوقعات من أن الشارع قد مل أحزاب السلطة وبالنتيجة سيتجه لمشروعهم . وحتى لو كانت هذه الأفكار صحيحة لكنها كانت غير كافية في بحر متلاطم من التوجهات العقائدية والطائفية والمذهبية وبالنتيجة فأن كل ماحذرنا منه في السابق من أن سياسات المحيطين بالدكتور علاوي ستدمر أي برنامج له وكان الذي حذرنا منه قد اتضح جلياً . فبعد أن كان الدكتور علاوي خيارا لدى الكثيرين أصبح بفعل تلك السياسات شيء من الماضي لأنه لم يقدم شيء وهو القريب من الحكم نائبا لرئيس الجمهورية .
برنامج الدكتور علاوي الجديد القديم ستكون فرص نجاحه ضئيلة جدا كون الشخصيات التي اعلنت عنه هي ذات الشخصيات التي رافقت علاوي وسببت له الفشل وبالنتيجة اصبح الحال مشابه لسياسات الأحزاب حين دخلت الأنتخابات الأخيرة حيت روجت لوجوه جديدة لتستغفل الشارع على ان تلك الوجوه ستلبي طموحه. وكانت النتيجة واضحة من خلال عزوف الشارع عن المشاركة في الأنتخابات وتزويرها من قبل أحزاب وشخصيات بعينها .
برنامج الدكتور علاوي الجديد يتعامل مع الحلم على انه حقيقة متناسيا ان الشارع العراقي قد مل كل الطبقة السياسية التي تدير الحكم في العراق والتي حولته الى بلد فقير ينتعش فيه الخراب ويزدهر فيه الموت وتضيق فيه الحياة . يبدو ان الذي اعلنوا البرنامج الجديد نسوا او تناسوا أن أن أحزاب السلطة المسيطرة على أموال البلاد ومقدراته لاتسمح لأي فكرة تؤدي الى الأصلاح لأنها تعني نهايتهم لذلك فأن الطرق التقليدية للأصلاح من خلال التظاهرات أو الشعارات أنما طرق لاتجدي نفعا بل هي طرق مرحب بها من قبل أحزاب السلطة . كما أن دغدغة مشاعر الناس بشعارات تغيير الدستور أيضا أصبحت مكشوفة بعد أن أدرك الشارع العراقي أن الدستور قد كتب بطريقة يصعب تغييرها أو حتى تعديلها . لذلك نقول ان برنامج الدكتور علاوي الجديد لن يكتب له النجاح انما هو خيال يصعب تصديقه في بلد انتعشت فيه البطالة والفقر والجوع والأمية وسوء الخدمات والقتل بفعل سياسات من يحكمه ………