خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
يمكن للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن يزيد من ساعات البث في وسائل الإعلام الروسية لأي سياسي إسرائيلي، كما يمكنه إعطاء التعليمات بتخصيص مزيد من الوقت للدعاية والترويج لصالح أحد الأحزاب الإسرائيلية أو أحد الزعماء السياسيين، قبيل الانتخابات الإسرائيلية؛ المقرر إجراؤها في شهر نيسان/إبريل المقبل. بحسب الكاتب الإسرائيلي، “دوف هلبرتل”.
“بوتين” سيؤثر بشكل مباشر !
أوضح “هلبرتل”، في مقاله بموقع (نيوز وان) العبري، مدى تأثير وسائل الإعلام الروسية على الرأي العام في “إسرائيل”، ولا سيما على الناخبين من أصول روسية.
مشيرًا إلى أنه في مقدور الرئيس الروسي، “بوتين”، أن يؤثر على نتائج الانتخابات الإسرائيلية دون اللجوء لحرب المعلوماتية أو الأساليب السرية.
موسكو لن تلجأ للوسائل “السيبرانية”..
يقول “هلبرتل”؛ إن “بوتين” لن يلجأ للحرب المعلوماتية أو الوسائل “السيبرانية”، فهو لن يحتاج إلى شيء من ذلك، لأنه سيؤثر على الناخبين بأسلوب مباشر وبشكل عادي.
وفي أعقاب التقارير التي أفادت بأن “رئيس جهاز الأمن العام”، في “إسرائيل”، قد حذر من من احتمال تدخل دولة أجنبية في العملية الانتخابية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”: “إن إسرائيل مستعدة لإحباط أي محاولة تدخل سيبرانية في الانتخابات، وأنه ليس هناك دولة في العالم أكثر استعدادًا لإحباط ذلك التهديد، من إسرائيل”.
وأضاف “نتانياهو”؛ أن تلك الدولة الأجنبية ستحاول التدخل في الانتخابات الإسرائيلية عبر الأساليب “السيبرانية”؛ واختراق المواقع الإلكترونية.
لكن المتحدث باسم الرئيس الروسي، “بوتين”، سارع بالرد، قائلًا: “إن روسيا لا تعتزم التدخل في الانتخابات بأية دولة من دول العالم”.
وبالفعل لن تتدخل “روسيا” في الانتخابات الإسرائيلية بمثل تلك الوسائل.
الإعلام الروسي يؤثر على الناخبين الإسرائيليين..
جدير بالذكر؛ أن هناك بعض الدول الغربية قد اتهمت “روسيا”، خلال السنوات الأخيرة، بالتدخل في شؤونها الداخلية – من خلال نشر معلوات كاذبة أو اختراق المواقع الإلكترونية أو تسريب الوثائق – بهدف التأثير على نتائج الانتخابات أو الاستفتاءات العامة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستتدخل “روسيا”، أيضًا، في الانتخابات الإسرائيلية ؟.. والجواب هو: أنها سيمكنا أن تفعل ذلك بكل سهولة. وهي ليست في حاجة للوسائل الخفية والسرية.
من المعلوم أن الرئيس الروسي، “بوتين”، يسيطر بشكل كامل على وسائل الإعلام الروسية، وتلك الوسائل الإعلامية، سواءً كانت صحافية أو إذاعية أو تليفزيونية، لها تأثير بالغ في آراء 880 ألف ناخب من الناطقين بـ”اللغة الروسية”، في “إسرائيل”.
ووفقًا للمعلومات التي نشرتها – في حزيران/يونيو الماضي – “وزارة إستيعاب اللاجئين” في “إسرائيل”، فإن قرابة 70.5% ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، يتابعون بشكل دائم وسائل الإعلام بـ”اللغة الروسية”، كما أنهم يشاهدون شاشات التليفزيون الروسية الخاضعة لـ”الكرملين”.
علمًا بأن الرئيس، “بوتين”، يسيطر أيضًا على شبكات التواصل الاجتماعي في “روسيا”.
إن التليفزيون الروسي يبث برامجه السياسية من دون توقف تقريبًا. كما يظهر أيضًا سياسيون إسرائيليون، من الموالين لـ”روسيا” على شاشات التليفزيون الروسي، وهم يحصلون على مقابل مادي لمجرد مشاركتهم في البرامج السياسية بتلك القنوات.
ويمكن للرئيس الروسي أن يزيد أو يقلل من ساعات البث لأي سياسي إسرائيلي. كما يمكنه أيضًا إصدار التعليمات لتخصيص ساعات بث إضافية من أجل الترويج لأي حزب إسرائيلي أو لأي زعيم سياسي إسرائيلي.
الخريطة السياسية..
نظرًا لأن قرابة 620 ألف مواطن إسرائيلي قد هاجروا لـ”إسرائيل” من دول “الاتحاد السوفياتي” سابقًا، وأنهم يتابعون وسائيل الإعلام الروسية، فإن التأثير الإعلامي الروسي من الممكن أن يكون فوريًا، خاصة أن أي عدد، مهما قل، من المقاعد لهذا المعسكر أو ذاك، من الممكن أن يكون له تأثير بالغ في طبيعة نظام الحكم القادم في “إسرائيل”.
فإما أن يكون النظام تابعًا لليمين أو الوسط أو اليسار. إذ أن متابعة أكثر من نصف مليون مواطن إسرائيلي للدعاية العلنية أو الضمنية، لصالح أحد الأحزاب أو السياسيين، من شأنها أن تغير ملامح الخريطة السياسية الإسرائيلية برمتها.
استغلال وسائل الإعلام الروسية..
أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن هناك زعماء سياسيين إسرائيليين قد أدركوا مدى التأثير الهائل لوسائل الإعلام الروسية على الخريطة السياسية الإسرائيلية، مثل “أرييل شارون” و”إهود باراك” و”نتانياهو” و”أفيغدور ليبرمان”، الذين كثيرًا ما يستغلون تأثير وسائل الإعلام الروسية. ولقد أدرك هؤلاء السياسيون جيدًا أن وسائل الإعلام الروسية تُعد وسيلة جيدة، لتفادي القيود المفروضة على الدعاية الانتخابية، ومن خلالها يضيفون لأنفسهم مزيدًا من الوقت للدعاية الانتخابية.
ففي أثناء الحملات الانتخابات أو مع إقترابها، يتوجه سياسيون إسرائيليون بشكل مفاجيء ومُكثف إلى “روسيا” لإجراء لقاءات سياسية، وهناك بالطبع يشاركون في البرامج السياسية. ولعل ذلك هو السبب الأساس الذي جعل “نتانياهو” يُكثر، خلال العام المنصرم، من السفر إلى “روسيا” ومقابلة الرئيس، “بوتين”. فهذا بالطبع يضيف إليه مزيدًا من المقاعد في “الكنيست”.
“بوتين” والنفوذ الإقليمي..
يرى الكاتب الإسرائيلي؛ أن سيطرة الرئيس الروسي على مقاليد الأمور في “سوريا”، ونفوذه الكبير على “إيران” و”حزب الله”, يمكن أن يكون لهما أيضًا أثر بالغ في تحديد ميزان القوى السياسية في “إسرائيل”.
لأن “بوتين”، من خلال نفوذه الإقليمي، يمكنه أن يقرر ما إذا كان الهدوء سيسود في الجبهة الشمالية لـ”إسرائيل”، أم أن “إسرائيل” ستنساق إلى الحرب. وهذا أيضًا له تأثير كبير على الرأي العام والناخبين الإسرائيليين.