23 ديسمبر، 2024 9:14 م

هل هم إرهابيون أم شهداء ؟

هل هم إرهابيون أم شهداء ؟

من يريد أن يفقد عقله عليه أن يتابع مجريات الحوادث في العراق ، ففي هذا البلد ضاع العقل وفقدنا بوصلة الحق وركبنا موجة التخلف وأصبح كل المحللين في حيرة من أمرهم لان العراق يختلف بكل المعايير فيما لو أراد أحدنا أن يحلل ويتقصى الحقيقة .
 
جرى الذي جرى في ساحات الاعتصام في محافظة كركوك وبالذات في قضاء الحويجة ( كان اختيار الحكومة لهذه الساحة لأنها الاضعف بين الساحات عددا بالمعتصمين ) ، وهنا وجدنا أن المالكي ومن معه كانوا في بداية الامر مندفعين لاتهام المعتصمين و( القتلى ) بانهم إرهابيون وهذا ما سمعناه من خلال التلفاز مع القادة العسكريين والسياسيين ( رهط المالكي  ) ثم انقلب الوضع بعد ليلة واحدة بحيث تم اعتبار هؤلاء الإرهابيون ( شهداء ) وتم اطلاق سراح من تم القاء القبض عليه اخيرا في ساحة الإرهاب (كما يدعون ) وهم يحملون الأسلحة الخفيفة ( بنادق ) كما قالها علي غيدان عضو قيادة الفرقة و( هناك بنادق قنص وسلاح متوسط بي كي سي ) كانت من ضمن الاسلحة التي عثرنا عليها في ساحات الاعتصام ( هكذا قالها علي غيدان بالحرف الواحد ) .
 
هنا وصلنا لمربط الفرس ومربط الفرس هو السؤال ، والسؤال هنا هل هم إرهابيون أم شهداء ؟ فإن كانوا إرهابين كيف لحكومتنا التي تتمشدق بمحاربة الإرهاب أن تسمح للإرهابين أن يحصلوا على صفة ومميزات الشهيد ؟ وكيف يتم مساواة الإنسان الذي خرج لعمله وفجأة تعرض لتفجير عجلة مفخخة ثم استشهد وبين هؤلاء المسلحين ( كما يقولون ) فهنا الفرق يجب أن يكون واضحا للشعب حتى نفهم كيف هو التعامل من قبل ( حكومتنا الرشيدة ) مع الاسماء الالقاب ( شهيد وإرهابي ) .
 
أما إن كانوا شهداء فعلا ( باعتراف الحكومة ) هنا وجب على الحكومة أن تقدم كلا من القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وقائد القوات البرية وقائد الفرقة وآمر اللواء وآمر الفوج وآمر السرية والفصيل وحتى الجنود الموجدين للمحاكمة ، كيف بحكومة تقتل الأبرياء ( ما داموا شهداء فهم أبرياء ) وكيف الدستور يسمح للحكومة بقتل الابرياء وما دام هؤلاء أبرياء كيف تم قتلهم .
 
كيف لحكومة وخلال ساعات الليل فحسب تغير بوصلة الوصف وتنقل الإرهابيين لخانة الشهداء؟ وكيف لها أن تتخبط بهذا الوصف ؟ وهل يحق لها اعتبار الإرهابيين شهداء ؟ وهل يجوز لنا أن نعتبر كل إرهابي شهيد ؟ وهل يحق لأهالي الشهداء أن يتقدموا بشكوى ضد الحكومة باعتبار إنها قد اعتبرت المجرمين من ضمن الشهداء ؟  وهذا يعني أن المقتول أصبح قاتلا والقاتل أصبح مقتولا ؟ وهل هذه هي ديمقراطية الدم ونحن لا نعلم ماهيتها  .
 
ثم إني لا أفهم ماهي الفائدة من هذه المعركة الخاسرة وهل حقق المالكي فوزا على الإرهاب أم اصبح في موقف لا يُحسد عليه لدرجة بدأ يختار مفردات تعني للسامع ( الاستجداء ) وهل هيبة الحكومة في الاستجداء من الإرهابيين حسب وصفكم الاول لهم ، وأين ذهبت هيبة القوات المسلحة إن كانت أسيرة أهواء رجل لا يفهم في استخدام بندقية كلاشنكوف عيار ( 7.62) ملم ويشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة .
 
هنا وصلنا لمتاهة الضياع بين الرأي السديد في وصف المقتولين في ساحة الحويجة وهل هم إرهابيون أم شهداء ؟ أنا ارى إنهم شهداء إرهابيون ، أو إرهابين شهداء ، ولنحمي الحكومة من الهفوات أملا منا أن تتعلم حكومتنا أن تناقش القرار قبل أن يصدر وينقل من قبل وسائل الإعلام حتى لا تكون حكومتنا ( المريضة ) محط سخرية لقلم الفواز وغير الفواز وبنفس الوقت تتعلم كيف تكذب فالكذب المضبوط خيرا من الصدق الغير مضبوط وأعتقد أن الحكومة تحتاج إلى كذاب بغداد ( قاسم المكصوصي ) مرة أخرى لأنه خير كذاب في حكومتنا أو الاستعانة بالأخر وهو الدكتور الافتراضي ( مزور شهادة الدكتوراه ) علي الدباغ الناطق الرسمي للكذب العراقي الحكومي ومزيدا من الهفوات حتى يزداد عدد الكتاب الساخرين ( والقراء الضاحكين ) من وعلى تصرفات الحكومة ( الرشيدة ) .
[email protected]