خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشر (مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي) مقالًا للمحلل الإسترتيجي وخبير الشؤون الإيرانية، “راز تسيمت”، حول مستقبل “إيران” بعد مرور 40 عامًا على “الثورة الإسلامية”؛ التي قادها الزعيم الديني، آية الله “الخُميني”.
“خامنئي” متمسك بقيم الثورة..
يقول “تسيمت”: في الـ 13 من شهر شباط/فبراير الجاري، أعلن المرشد الأعلى، “علي خامنئي”، خطة لخارطة طريق، بمناسبة مرور أربعة عقود على “الثورة الإسلامية”، وفيها تناول بالتفصيل منجزات الثورة، وقدم نصائحه للشباب في “إيران” لخوض غمار المرحلة القادمة.
وتعكس خارطة الطريق مدى حرص “خامنئي” وإصراره، على التمسك بقيم الثورة ومبادئها الأساسية، سواءً فيما يخص الساحة الداخلية أو ما يخص السياسة الخارجية للنظام الإيراني.
خطة لا تُلبي الطموحات..
يرى “تسيمت”؛ أن خطة خارطة الطريق التي صاغها “خامنئي” لا توحي بأن لديه أي استعداد لجعل الفكر الثوري يتماشى مع الواقع المتغير، أو حتى مع مطالب الجماهير.
كما أن تلك الخارطة لا تقدم أي حلولًا عملية للمشاكل والأزمات التي يعانيها الشعب الإيراني. وتؤكد المواقف المتشددة للمرشد الأعلى، “خامنئي”، على أنه لا يمكن إحداث تغيير جوهري في “إيران”، على الأقل طالما بقي هو شخصيًا لا في سدة الحكم.
ومع ذلك، فإن رفضه التخلي عن روح “الثورة الإسلامية”، لا يمثل في هذه المرحلة تهديدًا آنيًا لاستقرار النظام.
تمهيد الطريق لعودة “الإمام الغائب”..
في مستهل خطابه؛ أكد “خامنئي” على أن قيم الثورة خالدة، وأنها لا تقتصر على جيل بعينه. فـ”الثورة الإسلامية”، على حد قوله، تتسم بالمرونة وتراعي النقد ومستعدة لمعالجة أخطاء الماضي، لكنها في الوقت ذاته، متمسكة بمبادئها وملتزمة بها.
كما وجه الزعيم الديني الدعوة؛ لشباب “إيران”، كي يحملوا لواء المرحلة الجديدة من تاريخ “الثورة الإسلامية”، وكي يدافعوا عنها ويسعوا لتحقيق أهم شعاراتها، ألا وهو بناء “حضارة إسلامية جديدة”، وتمهيد الطريق “لعودة الإمام الشيعي الغائب”.
أهم إنجازات الثورة..
وعدد “خامنئي” أهم إنجازات الثورة، مثل تحقيق الاستقرار والأمن, إضافة إلى التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور الصناعي والاقتصادي وتعميق الشراكة الشعبية في العمل السياسي، وزيادة وعي المواطنين الإيرانيين حول “القضية الفلسطينية” والقضايا الدولية، ولا سيما حول جرائم الغرب و”الولايات المتحدة”.
إضافة إلى تحقيق عدالة توزيع موارد الدولة، وترسيخ العدالة الاجتماعية، لا سيما مقارنة بما كان سائدًا خلال العهد الملكي الذي سبق “الثورة الإسلامية”.
إيران لا تزال تواجه تهديدات..
أشار “خامنئي”، إلى أن “إيران” لا تزال تواجه تهديدات من الدول الغربية، لكنها باتت الآن أقل بكثير من مستوى التهديدات التي واجهتها خلال السنوات الأولى للثورة. فإذا كان الغرب قد سعى، في الماضي، لمنع “إيران” من الحصول على أسلحة أساسية، فإنه يحاول الآن منع “طهران” من إرسال أسلحة إيرانية متطورة لقوى المقاومة.
الغرب يسعى لإفساد الشباب..
تركزت توصيات، “خامنئي”، لجيل الشباب، في عدة مجالات مثل النهوض بالعلوم والأبحاث، والتمسك بالأخلاقيات والمباديء، وتحسين الاقتصاد وتشجيع العدالة ومكافحة الفساد والتمسك بالاستقلال والحرية.
وأوضح “خامنئي” أنه رغم التقدم الكبير في مجالات البحث العلمي؛ إلا أن “إيران” لا تزال بعيدة عن تحقيق المستوى العالمي، وينبغي على الشباب اعتبار التقدم العلمي والتكنولوجي وكأنه فريضة عين.
كما دعا، الشباب، إلى العمل من أجل إحباط المحاولات الغربية لترويج نمط الحياة الغربي، بهدف إفساد جيل الشباب في “إيران” عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
معوقات الاقتصاد..
وفي المجال الاقتصادي؛ أكد “خامنئي” على ضرورة تحقيق استقلالية الاقتصادية الإيراني، وتحدث عن الإخفاقات التي تعوق إدارة اقتصاد البلاد، ومنها الاعتماد المُفرط على “النفط”، والتدخل الحكومي في الاقتصاد، والاعتماد الشديد على الاستيراد وسوء إدارة الموازنة والإسراف الحكومي.
مشيرًا إلى أن حل كل المشاكل التي تواجه الإيرانيين، يكمن في تنفيذ ما يُسمى، بـ”اقتصاد المقاومة”، الذي يعني تقليل اعتماد “إيران” على الجهات الأجنبية.
واستبعد، “خامنئي”، ما يُقال من أن المشاكل الاقتصادية نابعة عن العقوبات الدولية؛ وأنه ينبغي الخضوع للإملاءات الغربية لرفع العقوبات.
صحوة إسلامية..
وفيما يخص السياسة الخارجية؛ أوضح “خامنئي” أن الساحة الدولية تواجه الآن صحوة إسلامية، تتبنى نموذج المقاومة والتصدي للهيمنة الأميركية والصهيونية، وأن “الولايات المتحدة”، وحلفائها، قد فشلوا في الوقت الذي حققت فيه “إيران” المزيد من بسط نفوذها وترسيخ وجودها في المنطقة.