26 نوفمبر، 2024 1:35 م
Search
Close this search box.

الحرب الباردة القادمة رسالة أطمئنان

الحرب الباردة القادمة رسالة أطمئنان

من سوريا الى اوكراينا الى فنزويلا و غيرها من الدول الأخرى مرورآ بالغاء معاهدات الحد من التسلح الصاروخي و النووي و الحملات الأعلامية التحريضية و الأخرى المضادة و الأتهامات المتبادلة بزعزعة الأستقرار العالمي من خلال دعم و اسناد الأنظمة الأستبدادية و المنظمات الأرهابية و تقديم الدعم المالي و التسليحي لها و اشتداد التنافس على مناطق النفوذ و التسابق في الأستحواذ على مكامن الثروات و عزل بلدان و حصار اخرى و عقوبات تفرض على حكومات و شخصيات مطلوبة للقضاء هناك و تستقبل كالأبطال هنا و استقطابات دولية في احلاف و معاهدات عسكرية جديدة و بؤر توتر و تدخل و احتمالات اصطدام بالقوات العسكرية في هذا البلد او ذاك و مناطق نزاعات و حروب و اماكن صراعات و أزمات .

اجواء الحرب الباردة بدأت تلوح و تتشكل معالمها و ملامحها بعد فترة ليست بالطويلة من الهدؤ و استتاب الأمر للقوة العظمى الوحيدة ( الولايات المتحدة الأمريكية ) بعد تفكك القوة العظيمة المقابلة ( الأتحاد السوفييتي ) و تشرذمه الى عدة دول صغيرة و ضعيفة ليس في مقدورها و لا بأستطاعتها مواجهة او مجابهة ( امريكا ) المنتصرة في تلك الحرب الباردة الا ان ( روسيا ) قد لملمت شتاتها و استرجعت شيئآ من قوتها و اثبتت وجودها في الميدان الحي في اختبار القوة الروسية المتصاعدة و التي بدأت بالعودة و بقوة واضحة في اخذ دور ( الأتحاد السوفييتي ) القديم كعامل توازن ( رعب ) مع القوة الأمريكية الوحيدة .

على الرغم من ان الحرب الباردة هو دليل على التوتر و عدم الأستقرار و كذلك هو دليل و اثبات ان هناك اكثر من قوة عظمى تتواجد في الساحة الدولية و لا يمكن للقوة الكبرى الوحيدة ان تنفرد بالقرار دون رادع من عقوبة كما حدث عقب انهيار ( الأتحاد السوفييتي ) و انفراد ( الولايات المتحدة الأمريكية ) بأتخاذ القرارات و الهيمنة على العالم و هكذا كانت امريكا ان اسقطت نظام ( طالبان ) في افغانستان و احتلت العراق دون تفويض من الأمم المتحدة و كان التدخل الأمريكي في مختلف دول العالم تدخلآ سافرآ و فضآ و يفتقر الى المسوغ القانوني و الأخلاقي و لم تكن هناك من قوة توقف الزخم الأمريكي المتصاعد عقب سقوط القوة الموازية ( الأتحاد السوفييتي ) .

في عالم احادي القطب و هيمنة القوة المنفردة ظهرت تلك القوة العظمى الدكتاتورية و التي انفلتت من عقالها و فقدت صوابها و كانت من الطيش و الخطورة على السلام العالمي ان هددت حكومات و دولآ عديدة و انذرتها بضرورة الأنصياع للأوامر و التوجيهات الأمريكية و الا فأن غضب و حنق الدولة العظيمة الوحيدة سوف يلحق افدح الأضرار بهم و بدولهم و شعوبهم و هكذا كان اللأعب الوحيد في الساحة الدولية يفعل ما يحلو له دون حسيب او رقيب حتى كانت الجيوش الأمريكية تنتقل من مكان الى آخر و تحتل بلدآ و تطيح بحكومة بلدآ آخر بشكل علني بعد ان كانت تفعل ذلك سرآ و خفية خشية ردة فعل القوة العظمى المضادة ( الأتحاد السوفييتي ) .

الأنسحاب الأمريكي من ( سوريا ) هو نقطة البداية في التوجس الأمريكي و الحذر الشديد من القوة الروسية المتصاعدة و التي كان لها وجود مهم و مؤثر في الحرب السورية و الذي قلب موازين القوى لصالح الجيش الحكومي بعد ان كانت جيوش المعارضة السورية المسلحة قريبة من تحقيق النصر النهائي و اسقاط النظام السوري الا ان تدخل الجيش الروسي و بقوة الى جانب الحكومة السورية حال دون ذلك و كان التدخل العسكري الروسي دون اذن او حتى مشورة مع الطرف الأمريكي كان بمثابة اعادة الوجود العسكري الروسي على الساحة الدولية من خلال البوابة السورية بعد غياب لسنوات عديدة و طويلة .

كل الحروب الساخنة منها او الباردة هي ادوات تدمير و تخريب و رعب و لا فائدة ترجى منها و يبدأ مع تلك الحروب سباق التسلح المتبادل و تبدأ مصانع السلاح بالعمل و الأنتاج لمعدات القتل و الموت و تبدأ بؤر التوتر بالتشكل في مختلف دول و بلدان العالم و يبدأ الأستقطاب و الجذب لهذا المعسكر او ذاك و يكون العالم كله في حالة شد و جذب و تحبس الأنفاس عند كل ازمة او مواجهة بين القوى العطمى و تختلق معارك و حروب هنا و هناك لأشغال الخصم و صرف الأنتباه عن الهدف الحقيقي المرصود و بذلك تكون البشرية في خطر محدق و مأزق محكم الا ان للحرب الباردة فضيلة واحدة و حسنة فريدة لا غير في الأطمئنان ان هناك قوتان تتصارعان و تتنازعان و تقف كل منهما للأخرى بالمرصاد و المراقبة و الترصد و ليست قوة وحيدة غاشمة و متغطرسة تتحكم بمصائر الشعوب و الدول كما يروق للسيد ( ترامب ) ان يتقاذف وحده ( بالكرة ) الأرضية .

أحدث المقالات