في الوقت الذي اني لا أويد تقسيم العراق لاني انسان قومي ولائي لله ثم للوطن الموحد القوي ولأني لست بانسان طائفي لكن لا استحي بل اشرع في القول والدفاع عن طائفتي اذا ما استهدفت او تعرضت للاضطهاد من اي طائفة اخرى ليس سعيا وراء صراع طائفي بل لان الدفاع حق مشروع حتى في قانون الغاب .ولست ممن يتحاشون تصويب الامور مخافة ان يتهموني بالطائفية فانه لمن المضحك ان ترضى ان يمارس الاخرون الطائفية ضد مكونك وانت لا تتحرك ساكنا خوفا من اتهامك بالطائفية ! .ومقالي هذا هو تكملة لمقال سابق لي بعنوان ( التكفير بين السياسة والدين وعلاقته بانشاءالاقاليم في العراق )..ولذلك اصف الطائفيين بانهم وعلى اقل تقدير مخطئين اشد الخطأ وهالكين انفسهم مع الاخرين وسنعود عليهم في نهاية المطاف هنا.
تعودت الجلوس والتمعن في الاحداث في محاولة تحليلها ولم تكن المرة الوحيدة التي جلست متسائلا بلماذا تم كشف مخططات بايدن الشريرة التي تفضي الى تقسيم العراق وفي كل مرة اصل لغرابة هذا الكشف فمن عادة الامبريالية العالمية الكشف عن مخططاتها بعد ربع قرن مثلا لا ان تستبق الاحداث حتى لا يتعرض مشروعها او ستراتيجيتها للخطر او المعوقات .!!؟ فهل هذا كان مقصودا ؟ ام انه مجرد صدفة ام زلة لسان !..هذا ما سنحاول الوصول اليه هنا ..
نعم ان جميع مخططات الاستعمار كانت غير معلنة فمع هذا التسائل عن تقسيم العراق يبرز تسائل اخر وهو لماذا سبق أعلان ذلك اعلان عن وجود سايكس بيكو جديدة اي تقسيمات ادارية جديدة للمنطقة تنشأ من خلال حروب او تغييرات انظمة لتتلائم اكثر مع الغرب..؟؟
من العادة انك اذا كنت على موعد ما فانك تحضر نفسك مسبقا لما ستقول فيه وربما تاخذ احتياطات اخرى مساعدة بحيث تكون ذاهبا لموعدك وانت مشحون في الاتجاه الذي تؤمن به او خططت له ..اذكر مرة اني ذهبت في زيارة صديق بمعية قريب لي كنت قد اخبرته بان يعتذر عن دعوة الغذاء اذا وجهت الينا ولكني فوجئت بقريبي يجيب عن سؤال ليس له علاقة بالغذاء بان يقول للمضيف لا شكرا لا نستطيع البقاء للغذاء لان لدينا موعد اخر ضروري ! مما ادى الامر الى ان يستدرك الصديق بالسؤال اولا فيما اذا كنا نريد غذاء ثم بادر ثانيا بدعوتنا للغذاء..فوقع الجميع في الاحراج .!!
اذن من ناحية نفسية فان الكشف عن هذه التقسيمات للامة العربية وعن العراق بالذات لا بد وان المراد منها هو تهيئة جيراننا لوجبة الغذاء !! وعليه فسياخذ الجميع استعدادته و احتياطاته وخططه ليشحن نفسه بهذا الاتجاه فتنغلق العقول لتتحول الى قناعة مفادها ان مخطط الامبريالية الامريكية يهدف الى تقسيم المنطقة فعلينا ان ننتهز هذه الفرصة ونعمل على اخذ اكبر منطقة ممكنة لامتداد نفوذنا وايضا فكل الاطراف المتضادة ستحمل نفس هذه الفكرة وستعمل على تحقيق ستراتيجيتها من خلال تخطيطها هي واحتياطات مواجهة المضاد …لو كان الامر كذلك فانها الخطة الشيطانية الكبرى بعينها للفوضى الخلاقة التي تجعل الاخرين يتصارعون فيما بينهم خدمة للامبريالية !! ومن ثم تنفيذ مخططاتها باقل خسائر وكلفة ممكنة لها ..وكلنا نرى صراع تمديد النفوذ واضحا بين ايران والامة العربية فدعونا نركز هنا على تقسيم العراق اولا..لماذا ؟.. المخطط يقول ان العراق الموحد هو خطر عظيم لا يمكن ان يبقى في الوجود لانه القوة الوحيدة في المنطقة التي ستقف ضد مخططات الامبريالية العالمية (ورغم ان هذا صحيح) فان المخطط سيسعى الى تفكيك العراق الى عدة كانتينات تساعد في النهاية تسهيل امتداد الصهاينة في حلمهم من البحر الى النهر .. هنا اطلقت الامبريالية رسالة او مفهوم مفاده انهم غير مهتمين ببقية اجزاء العراق الاخرى أي ان المقصود من كل هذه العمليات هو محافظة الانبار !! ,و كتحرك او تصرف طبيعي لهذه الرسالة فان الاكراد سيجدون في ذلك فرصتهم التاريخية في مسعاهم القوي لتحقيق حلمهم الانفصالي وستتحرك ايران وتركيا لمحاولة ابتلاع اجزاء كبيرة من العراق او وضعها تحت (اباطها) ان لم يكن كل العراق الذي هو هدفهما الاول في طريق ابتلاع الامة العربية ولذلك فان احتمالات التصادم مع امريكا سيكون ايرانيا اكثر منه تركيا في الوقت المنظور كمسبب لهذه الاطماع المتبادلة .وبالمضاد ستتحرك القوى الوطنية كل على اختلافه ومبادئه لمحاولة الخروج من هذه الحبكة منتصرين و يختلط الحابل بالنابل كما يحدث الان (واكثر الجهات ستتعرض لصعوبة موقفها واكبر الخسائروالتضحيات هي الساعية لابقاء وحدة العراق ).. ولذلك برزت هجمات متبادلة يقودها رموز تلك الاطماع وبيادق الشطرنح في هذه العملية سواء علموا ام لم يعلموا بالمخططات ثم برزت النزعات الطائفية بقوة وبصورة غير مسبوقة لانها الطريق الجاهزوالواسع الانتشار لتحقيق تلك الاطماع المتاحة من قبل الامبريالية وبرز معها مضادها الطائفي وبقى الغير طائفي محشورا في الزاوية يحاول تبرئة نفسه من الطائفية او توضيح ذلك ويشتد الصراع وتضعف الامة بل تتناحر فيما بينها ,
الساعين للاقاليم
اقول مهما حاول الساعين للاقليم ابعاد شبهة الطائفية عنهم فلن ينجحوا! لان المكون الاكبر الذي سيحدد كيانهم سيكون من طائفة واحدة لم يتحاشى البعض على التصريح علنيا عنها وقد حاولت ان اجد بمخيلتي تسمية اخرى ومهما حاولت فانها لم تخرج من النطاق الطائفي الا في افتراضية ربما يسمون اقليمهم باقليم العراق الموحد الذي يبقي الباب مفتوحا لبقية الاقاليم او المدن للاندماج معهم في مسعى تصحيحي غريب يعمل ضد الحكومات الطائفية ولاعادة توحيد العراق من جديد تحت ثقافة مطبقة تنبذ الطائفية وتحاربها ! لكن مع ذلك فسيبقى تحت هذا التكوين الطائفي مهما حاولوا.. الا ان ينتخبوا حزبا غير طائفيا يترأس حكومتهم المحلية وربما وصلنا للخيال في تحليلنا هنا بسبب ما يعتبره البعض شرعية الاطماع !.ثم ان اقليم صلاح الدين ديالى سيكون من الضعف الشديد اذا ما انشئ لوحده فيكون لقمة سائغة للاطماع.اما اذا نشئ بمعية كركوك ونينوى والانبار فانه قد ينشئ توازن معقول لكن الخوف يبقى هاجسا مشروعا ضد الانفصال الذي سيؤدي الى نهاية الجميع .
النظرة المستقبلية المتوقعة و الحذر منها!
متوقع (وهذا تحليل شخصي) ان تكون هناك معركة كبرى في سوريا قد تنتشر بعد دخول قوات اخرى او اقطار في الصراع ثم تنتشر لتكون حربا طائفية تأكل الاخضر واليابس ولذلك فان نشوء اقليم غرب وشمال غرب العراق قد ينقل الحرب لداخل العراق او يؤدي للانفصال .
مالحل لتلافي ذلك ؟؟!
دعونا بصدق نتنزه عن النفس اللوامة وننتقد ها على ما فعلت ونقول كفى للشحن الطائفي , المضحك المبكي اننا نكره بعض على قضية قد مر عليها تقريبا 1400 سنة !!! واننا وانتم لا علاقة لنا بها بل ان الاطراف الرئيسية ( الخلفاء الراشدين ) لم يتنازعوا بيهم وانما النزاعات حدثت من بعدهم ..ويا ليت لا يساوي الطرف الاخر الجميع بالكراهية ايضا فان الغالبية نيتها ما تحب وتعلن اسلامها وانها مخدوعة بسبب ثقافة الطائفية البغيضة التي تنخر بالاسلام .. تعالوا اذن نسحب البساط من تحت ارجل الامبريالية ونرفع شعار المحبة طريقا للاستقرار وحماية حدود العراق التاريخية فهل نحن ملبون ام يقودنا رسّنا …الى ما رسم وخطط لنا ؟!