انتشر الإسلام في خلافة عثمان بن عفان [عام 26 هج] وكان الصحابي حذيفة بن اليمان الأنصاري أول أمير عليها ، فأخذ الإسلام في الانتشار،وقد هاجر إلى بلاد باب الأبواب في قرون الإسلام الأولى موجة من قبيلة غسان العربية القحطانيه التي كانت تسكن الشام وكان عدد تلك الموجه بضعة آلاف من الغساسنه مع عيالاتهم قال ابن خلدون{.. فانحازت غسان الى الجبل الذي فيه مدينة الأبواب،فحالفت غسانُ الشركسَ- الذين هناك غالبون على بلاد القوقاز – فنزلت غسان في بسيط بلادهم وخالطوهم بالنسب والصهر واندرجوا فيهم ، قال ابن خلدون {فمن انتسب الى غسان من الشركس فهو مصدق في نسبه ..لأنه نسب قوي في الصحة}.
بعد الثورة الشيوعية عام 1917 التي صادرت العقيدة الإسلامية ، تعاطف فريق من المسلمين مع الألمان الذين وعدوا باستقلال البلاد الإسلامية التي احتلتها روسيا ،وحينما هرب الجيش الأحمر السوفيتي من القرم وبلاد القوقاز وغيرها خلال الأعوام (41-1942م) قام الألمان بإنشاء دولة إسلامية مستقلة في قراتشاى كما قاموا بإنشاء دوله أخرى في القوقاز سلموا السلطة فيها للزعماء المسلمين، وكانت تشمل جمهورية شاشان والأنغوش وغيرها،كذلك انخرطت جموع من أبناء الجمهوريات والمقاطعات الإسلامية في القوقاز وغيرها ، في (الفيلق الإسلامي) و (جيش تحرير تركستان(.
حينما انتهت الحرب العالمية الثانية قام جيش ستالين بقتل وتصفية كلَّ الذين تعاونوا وتعاطفوا مع الألمان في القرم والقوقاز من المسلمين ،بل تجاوزت عمليات قتل الذين تعاونوا، فسقط مئات الآلاف بتهمة أو بدون تهمة أو بدون حاجة الى تهمه، ورغم أن ما حدث يتجاوز العقوبة المعقولة ويتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية،إلا أنَّ ذلك قد حدث لبعض الشعوب في التاريخ أكثر من مرّة على يد بعض الطغاة والحاقدين والمستعمرين ،ولكن أولئك الطغاة أمثال (جنكيز خان) لم يقوموا بنفي وطرد شعب بأكمله من وطنه كما فعل ستالين ،فبعد التصفيات السالفة أصدر مجلس السوفيت الأعلى برئاسة ستالين في20/6/1946م- قراراٌ بإلغاء جمهورية القرم ، وقال القرار – { إنَّ شعب القرم خان الدولة السوفيتية وتعاون مع الألمان }- فتم نفى شعب القرم المسلم بأكمله الى أرجاء من سيبيرية والاورال وأطراف آسيا وتخوم المحيط الهادي، بحيث بلغ عدد الذين هربوا لاجئين الى تركيا من القرميين خلال المراحل السابقة كان أكثر من مليون ومائة وعشرين ألفاً حسبما جاء في أحد بيانات{منظمة اللاجئين القرميين}.
في3 مارس1924م ألغى مصطفى كمال الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية،لأنه أحدث ثورة على الحكم العثماني الذي كان يحكم بسم الدين الإسلامي بصفة الخلافة العثمانية،فلكي يقيم حكمه الجديد المسقط للخلافة العثمانية، من البديهي أن يُحدثَ تغييراً راديكالياً من الجذور على طبيعة الحكم السابق، الأمر الذي دعاه لكي يعلنَ تركيا جمهورية ًعلمانية . باعتباره أنَّ الخلافة فقدت شرعيتها العالمية حين رفعت الأمم الإسلامية يدها عنها وقاتلت ضدها خلال الحرب العالمية الأولى وأعلنت نقض التبعية لها.
بعد مجيء جمال عبد الناصر إلى السلطة بمصر عام 1953م حاول القضاء على تنظيم الأخوان المسلمين، وعند مجيء حكومة البعث إلى السلطة بالعراق عام 1968م حاول القضاء على حركة الدعوة الإسلامية، إلاّ أنَّ النتائج تؤكد بأنَّ الإيمان بالدين والعقيدة لن ينتهيا، مهما حاولت القوى الحاكمة في السلطات أن تنفي أو تفني الإيمان في قلوب المسلمين.
ها هي الإتحاد السوفيتي كما ترون لا زال المسلمون يؤدون فرائضهم في الحج كلَّ عام،وهؤلاء الأتراك كما ترون،يحكمون بسم حزب العدالة الإسلامي، وهؤلاء المصريون كما ترون، يحكمون بسم حزب الأخوان المسلمين، وهؤلاء العراقيون كما ترون، يرأس حكومتهم الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية.
هذا بالنسبة للدين الإسلامي؛ أما بالنسبة للإيمان بالعقائد الدنيوية اللا دينية،فكم حاول البعث عام 1963م في العراق أن يمحو الحزب الشيوعي العراقي، وكم قتل وأعدم وسجن وعذّب من مناضلي هذا الحزب الوطني العريق ، إلا أنّه لم يستطع أن يفنيه، لأن الطاقة لا تفنى ، وهو حزب يمتلك طاقة مبدئيته العنيدة التي جعلته ـ رغم التضحيات ـ أنْ يثبت على الإيمان،وهؤلاء هم الشيوعيون في العراقِ لليوم باقون.
إنَّ إيمانَ الإنسان ِ حقيقة ٌ لا تفترقُ عنه أبداً،فمهما حاول ويحاول الآخر المختلف أن ينزع ثوب العقيدة من جسد المؤمن لن يستطيع، ومهما حاول الآخر المختلف أنْ يطفئ ضوءَها في قلوب المؤمنين لن يستطيع.
إذن؛ نحنُ أمامَ حقيقتين لا تفترقان ، هما الإيمان والإنسان !!!