اليوم تاريخ قد لا يعني الشيىء الكثيرعند غالبية الناس , لكن أدعوكم لنرجع الى الوراء ونوقف عقارب الساعة ونتمعن في دلالات وأهمية تخليد هذا اليوم يوماً عالمياً للغة الأم ، تلك اللغة التي رضعناها مع حليب أمهاتنا ، تلك اللغة التي نطقنا بها ونحن كائنات ضعيفة ، تلك اللغة التي كنا بها نكف عن الصياح ما أن تنطق بها صوت الأم
فاللغة من مقومات الحياة والفكر لدى الإنسان ، وهي روح الجماعة التي تكسب حساً وإحساساً بالخصوصية والتميز، حيث لا يمكن للغة شعب ما أن تبقى حية وأن تتطور إذا لم يستخدم هذا الشعب لغته الأم كلغة للحياة اليومية.
وعليه لقد بادرت منظمة اليونسكو الدولية بعد إقتراح من بنغلاديش وافقت المنظمة عليه إلى تخليد هذا اليوم تحت عنوان “اليوم العالمي للغة الأم” بعد مرور عدة عقود على فرض اللغة الأوردية بالقوة من قبل حاكم باكستان آنذاك وذلك في 17كانون الأول عام 1999، وهذه المبادرة حظيت بدعم من ثمانية وعشرين دولة.
لا ننسى نحن الكورد في المناطق المتنازع عليها ما عانيناه من ممارسات النظام البائد لسنوات خلت من خلال سياسة التعريب ذات الطابع الشوفيني المقيت من منع التحدث بلغة الأم بعد وصفها بأوصاف لا تليق بها كونها تمثل التراث والحضارة والقيم وإحدى المقومات الأساسية للقومية , فبها يتعرف العالم على الإنتماء القومي للفرد وبدونها يفقد الإنسان هويته القومية التي ناضل من أجل الحفاظ على ديمومتها وضحى في سبيلها بعد أن قدم قوافل من الشهداء تكريماً لها .
وبعد أحداث السادس عشر من أكتوبر عادت حليمة الى عادتها القديمة ومارست الحكومة المركزية من خلال ما يسمى بفرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها والقانون براء منهم كخرق دستوري فاضح للمادة الرابعة أولاً من الدستور العراقي الذي صوت عليه غالبية العراقيين والتي تنص على ( اللغة العربية واللغة الكوردية هما اللغتان الرسميتان للعراق , ويضمن حق العراقيين بتعليم أبنائهم باللغة الأم كالتركمانية والسريانية والأرمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية وفقاً للضوابط التربوية , أو بأية لغة أخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة ) , الى تنفيذ سساسة التعريب ومنع التحدث بلغة الأم ومنع التعليم بالإضافة الى منع المراسلات باللغة الكوردية في الدوائر والمؤسسات الرسمية ناهيك عن الممارسات غير المنظورة وما خفي كان أعظم .
نتعز نحن الكورد بلغتنا الأم كونها رمز لهويتنا القومية ودليل لتراثنا الحضاري وقيمنا الإنسانية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية.
فشكراً لحكومة كوردستان على وضع المناهج التعليمية بلغة الأم حفاظا على ديمومتها والشكر موصول لكل من حافظ على لغتنا الجميلة والتزم بالتحدث بها رغم كل الظروف كونها لغة أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا من الإندثار كما هو الحال لتعرض أكثر من 7000 لغة للإندثار لعدم إعطائها أهمية في تعليم أبنائها .
منطقة المرفقات