لايختلف اثنان في مدينة الموصل على طعم المرارة التي يلقاها المواطن البسيط عند مراجعته لأي دائرة في محافظة نينوى.فالوقت المهدور وكميات المئات من الأطنان من الورق الذي لاداعي له أثقلت كاهل المواطن والدولة على حد سواء…
ففي كل معاملة تقدمها الى دائرة من دوائر هذه المحافظة يجد المواطن نفسه مطالب بالمربع الذهبي وما أدراك ما المربع الذهبي إضافة إلى تأييد المختار مشفوعاً بختم القائم مقامية ومركز الشرطة وتجد الناس يهرولون بهذه الدوامة المزعجة لغرض اكمالها وبعد اكتمال اي معاملة يستلم هذه المستمسكات المرفقة مع الطلب المعني الموظف المختص لتتحول بعدها هذه الاوراق نهاية كل عام إلى سلة المهملات .
وترى اهل الموصل يقفون يومياً من الصباح الباكر بطوابير منظمة أمام الدوائر الحكومية وهم يلعنون الحظ الذي انجبتهم به أمهاتهم في هذه البقعة من الأرض ليطل عليهم مدير تلك الدائرة وهو يسمعهم كلام معسول مفاده نحن هنا لخدمتكم فساعدونا على القيام بواجبنا ونظمو الطابور ..كل هذه المعانات لكي تحصل ربما على هوية الأحوال الشخصية اوشهادة الجنسية العراقية اوربما معاملة جواز سفر أو تأييد شهادة جامعية ..
ولو نظرنا للأمر من باب التطور العلمي الذي حصل في العالم كافة لنجد انفسنا أننا بلد متخلف وشعب لم يعرف طعم الراحة في هذه الدنيا…فاليوم العالم حدد شخصية الإنسان ومعرفته من خلال بصمة الاصبع اوبصمة العين بل وصل ابعد إلى من ذلك من خلال بصمة الصوت ومازلنا نبصم بالحبر الازرق ونلوث أصابعنا بهذه المادة الزرقاء…
الى متى يبقى المواطن من أبناء محافظة نينوى يذهب الى أغلب دوائر الدولة لتسهيل معاملته ليبلغه المعني بالأمر أن الموظف المختص حاليا في اجتماع وربما من أجل توقيع بسيط تقضي من حياتك يوم كامل بالانتظار المزعج والممل وخاصة نحن نعرف أن دوائر الدولة خالية تماما من استعلامات فيها مقاعد مريحة يجلس عليها المواطن لانتظار انجاز تلك المعاملة ..
وسؤالنا هو متى تنتهي اجتماعات موظفي الموصل في دوائرهم ؟؟وماهي سرية هذه الاجتماعات التي تعرقل توقيع البريد؟؟ ومتى تتغير لهجة الموظف مع المراجع ونسمع من جنابه الكريم كلام طيب ومقنع يجعلنا نتعاطف معه بدلاً من السب والشتم ..
هذه همومك أيها الموصليون مع الروتين لاتقل خطورة عن همومكم مع مدينتكم المنكوبه والتي أصبحت أنقاض يتناحر فوقها السياسيين الا بإس التناحر…
متى سوف نتحرر من هذا الجهل والتخلف وإضاعة الوقت وعدم احترام الإنسان وعدم مراعاة ظروفه الخاصة …متى تنتهي مهزلة المربع الذهبي والتي الغيت في أغلب دول العالم منذ ثمانينات القرن الماضي عندما دخل نظام الحاسوب الى الخدمة …
اعانكم الله بابناء محافظتنا على موظفيكم الذين مجرد أن يجلسون على كرسي الوظيفة يتجرد البعض منهم حتى من انسانيته ويتعامل وكأنه وحش كاسر وصوته يلعلع امام المراجعين بدون حياء وخجل…
ملاحظة ارجو من كل الإخوة المعلقين أن يكون التعليق على حالة حصلت معهم اثناء مراجعتهم الى إحدى دوائر الدولة بدون تردد أو خوف من احد فالراتب الذي يستلمه الموظف المختص مقابل خدمة المواطن وبذلك يعتبر أجير وليس متفضل… تحياتي للجميع