بعد نحو 120 يوما من عمر الحكومة و اكثر من ذلك ذهب من عمر الدورة التشريعية الجديدة ،
وقد بدأت الكتل السياسية تذهب الى فترة السبات بعد ان اوشكت على انهاء مشوارا كبيرا من
التدافع على المناصب والمصالح ، فوزعت رجالتها هنا وهناك في مؤسسات ماتزال تعاني من هيمنة الاحزاب على مفاصلها وقد لا ناتي بجديد للحديث عن ذلك ..
ما يهمنا قرأة ما تحقق للكتل حتى لان..
قد يكون سائرون والفتح ، نالا النصيب الاكبر من الوزارات ، وربما بدرجة اقل الكتل الاخرى ولكن الملفت للنظر ان تحالف النصر قد يكون اكبر الخاسرا بمضمار تدافع المصالح ، ونيل الحصة من (كعكة المناصب )
وبدرجة اقل فان تيار الحكمة هو الاخر، لم ينل نصيبا من الوزارات قياسا لما يملك الاخرى من وزارات ومناصب رغم امتلاكها عددا اقل من ما حققه الحكمة او حتى النصر .
وتذهب اتجاهات الرأي الى تسويق افكارا متععدة اهمها ان الكتل التي ظفرت بمناصب ستضمن مصادرا للتمويل وبالتالي وجودا في البرلمان المقبل ، فالمناصب التي حصدت بالمعركة ، تدر امولا تستثمر بتريب مشاريع سياسية ، وهذه هي النقطة الاهم التي جعلت من العملية السياسية تراوح مكانها ، فالاحزاب تتنافس للحصول على وزارات بهدف ضمان مشروعها السياسي ولا تتنافس في مضمار تقديم برامج خدمية او تنموية ممكن ان تدفع بالعجلة السياسية الى الامام.
وربما لا تنتبه تلك الكتل الى قضية مهمة ، وهي ان الفشل في ادارة مؤسسة ، معناها السقوط بنظر الجماهير، اي انها تحصد امولا على حساب خسارة الناخبين ، وقد يكون ذلك سببا في تراجع شعبية الكثير من الاحزاب وموتها سريريا رغم ان تلك الاحزاب تمتلك ارصدة واموال ضخمة جدا ، فالجماهير عاقبت تلك الاحزاب على مستوى فشلها وحجم سرقاتها وشاهد كيف ان جهات سياسية انتهت تماما وتراجعت امام جهات جديدة فتية ، تنتهج ذات المنهج في تمويل نفسها من الوزارات والمناصب وبالتالي سيتكرر معها المشهد ذاته ..
وهكذا فان وجود الاحزاب في العراق تحول الى لعبة تجارية ، او وبالا على الوزارات والمناصب ..!!
والحزب الذي يقرأ المشهد جيدا ، يمكن ان يستثمر اخطاء تلك الاحزاب ويعمل عليها من اجل ان يهيء لقاعدة جماهيرية جديدة ، رغم ان مفردة الاحزاب بدات تثير اشمئزاز الكثير من المواطنين ..
اعود للقول ان تحالف النصر ربح جولة انتخابية لم تكن نظيفية من حيث الخروقات ، وكتحالف فتي عابر للطائفية والمكوناتيه ، فقد نجح في اختراق قواعد الاحزاب التقليدة وحاز على مقاعد في اغلب المحافظات ، و لكن للتاريخ فهو خسر معركة التدافع على المناصب ،
لانه لم يكن يركز على المناصب والوزارات اولا ، وقد يكون اكثر التحالفات الذي استهدف و خطط لتفككه ، وخصصت موازنات ضخمة لشراء اعضائه وهذا ما عشناه .
ولكن كل ذلك يدفعنا الى التساؤل: الم تعي الكتل السياسية خطأ الهيمنة على الوزارات بهدف الانتفاع منها..
ولم تدرس تلك الاحزاب تجارب العمل الحزبي بدول اخرى ..؟!