يتعرض المجتمع للأمراض كما يتعرض الفرد لها، وهي تصيب كل فئات المجتمع و طبقاته، ولا تستثني أحدًا إلا ما رحم ربي، وطبعًا لكل أمراضه الخاصة به، ومن الأمراض التي يعاني منها المجتمع في وقتنا الحاضر هو “هوس الإفتاء بغير علم” واستغراق الغالبية بهذا الأمر مما يجعلنا نُطلق تعميمًا بأن غالبية الأفراد يُنصب نفسه بديلاً للمرجع أو هو المرجع الأعلى أو إنه نائب الإمام أو الإمام أو أعلى مرتبة، بل يُتخيل في بعض الأحيان أن هؤلاء أصبحوا أنبياء أو آلهة.
فكثيرًا ما تراهم يضربون أحكام الله سبحانه و تعالى عرض الحائط في سلوكياتهم من حيث القول والفعل والموقف، فكل واحد من هؤلاء اله ورب لا يقبل الشريك وله الأمر وحده.
وهم فراعنة الساحة بلا منازع رغم إنهم عادة لا يملكون سلطة فرعون، لكنهم مع ذلك فراعنة الساحة، فعندما تطرح رأيًا يُخالف هواهم أو اعتيادهم أو تقاليدًا ورثوها عن أسلافهم، فإن الحكم عليك سريع والاتهامات جاهزة، بسبب الجهل المتفشي، فمن أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع و المعارضة قبل أن يفهم والحكم بما لا يعلم كما قال أئمة الهدى “عليهم السلام”، فلا عملية استماع وإنصات أو نقاش وحوار، بل معارضة سريعة بدون فهم وتحليل وحكم قاطع لا يقبل الاعتراض.
وهذا يمثل أحد الأمراض الخطرة في المجتمعات الإسلامية لتعدي أثرها إلى العلماء والصالحين، فيكون العالم تحت وطأة وتسلط هؤلاء بحيث يبقى يجاريهم على حساب تربية المجتمع.
وهذا ما يشير له الشهيد مرتضى مطهري في كتاب “نقد الفكر الديني” تحت عنوان “علماء الدين وإرضاء العامة” بقوله: (في كثير من الحالات هناك نقاط تشابه بين المجتمع والفرد، ومن تلك النقاط الإصابة بالأمراض وبالطبع فإن الأمراض الاجتماعية تختص بالمجتمع وتتناسب معه، فلكل مجتمع نوع من الأمراض الخاصة به. إن مجتمع علماء الدين يعاني من مرض أدى إلى جموده وتوقفه عن الحركة، وهو مرض “الاتجاه نحو عوام الناس” وهو مرض خطير فعلا).
ويضيف الشهيد مطهري (وبسبب هذا المرض فإن المؤسسة الدينية لا تستطيع أن تتقدم كما ينبغي، وأن تأخذ موقعها في طليعة الأمة، وأن تكون _ بكلمة أخرى _ هادية للمسيرة الاجتماعية، بل مضطرة للتحرك خلف القافلة. إن من خصائص عوام الناس أنهم يرتبطون بالماضي ارتباطًا وثيقًا، ولا يميزون بين الحق والباطل، ويعتبرون كل جديد بدعة أو ناجمًا عن الأهواء، فهم لا يفهمون سنة الخلق ومتطلبات الفطرة والطبيعة، لذلك فهم يعارضون أي جديد ويعملون دائمًا على الاحتفاظ بالحالة القائمة).
ومن يقرر الخروج عن تفرعن هؤلاء فهو يسير على عكس التيار، وعليه تحمل كل ما ينتج عن ذلك، كونه اختار طريق الأنبياء والمصلحين في التبليغ وتربية المجتمع. وهذا ما نشاهده هذه الأيام من حملة مسعورة ضد “الراب المهدوي” وهو وسيلة اقتنصها المرجع المحقق السيد الصرخي لتربية الأبناء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شباب الوطن بعد أن تكالبت عليهم وحوش الجهل والمخدرات والانحراف والإلحاد.
https://www.facebook.com/aldewanialiraqi/videos/1017404355115155/?fref=gs&dti=444584772573530&hc_location=group