تزداد التحرکات والتصريحات الصادرة من جانب الاطراف المحسوبة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق وبشکل خاص من جانب الوجوه العائدة للميليشيات المسلحة”ذراع طهران في العراق”، والتي تسير کلها في سياق العمل من أجل الاسراع في إخراج القوات الاجنبية وتحديدا الامريکية من العراق، خصوصا بعد أن بدأ الصراع بين واشنطن وطهران يتخذ إتجاهات حاسمة وتبدو طهران فيها الجهة والطرف الاضعف، ولأن النفوذ الايراني في العراق خصوصا وبلدان أخرى عموما کانت ولاتزال أهم ورقة للمساومة وممارسة الضغط على واشنطن، فإن النظام الايراني يکثف من مساعيه عبر أذرعه في العراق من أجل إخراج القوات الامريکية من العراق لأن بقائها لايسمح لها بأن تتصرف کصاحبة الامر!
عندما يقول النائب عن تحالف الفتح(الجناح السياسي للميليشياويون الايرانيون)، حسين اليساري في تصريحات له بأن:” الاتفاقية نصت وبشكل صريح على عدم بناء اي قواعد امريكية في العراق او نشر قوات عسكرية، فضلا عن عدم استخدام مياه العراق وارضه وسماءه في الاعتداء على دول الجوار او اي دولة اخرى ، او حتى السعي لذلك”، فواضح جدا إن الذي يصيب الميليشياويون بالحزن والکئابة المفرطة هو إحتمال إستخدام المياه والاراضي العراقية وسماءه لضرب ولي نعمتهم بالدرجة الاولى، لکن الذي يثير السخرية هو إن هٶلاء الذين يتباکون على سيادة العراق وإستقلاله ويرفضون بناء قواعد عسکرية ونشر قوات أمريکية، يتناسون بأنهم بأنفسهم يشکلون قاعدة وقوات لدولة أجنبية هي إيران ويقومون بخدمة مصالحها على حساب سيادة وأمن وإستقرار العراق.
ليس ترامب من يسعى الى نسف الاتفاقية الامريکية ـ العراقية کما يزعم المحسوبون على إيران، بل إن النظام الايراني وعملاءه من يسعون الى ذلك ليس حبا في العراق ودفاعا عن سيادته وأمنه وإستقلاله کما يدعون وإنما من أجل أن يجعلون أبواب العراق مفتوحة کلها أمام النظام الايراني ليسرح ويمرح ويستخدم العراق کساحة وکورقة من أجل الدفاع عن وجوده الذي بات مهددا من جانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من طرف ومن جانب بلدان العالم من جهة ثانية وخصوصا بعد أن إتضح الدور المشبوه والخبيث لهذا النظام والذي لم يعد سرا تأثيراته بالغة السلبية على السلام والامن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم.
هذه المساعي المشبوهة التي يضطلع بها المسيرين والموجهين من جانب النظام الايراني إزدادت سخونتها بعد إنعقاد مٶتمر وارسو وبعد إجتماع 60 دولة وإتفاقها على الدور المخرب لهذا النظام وضرورة التصدي له وردعه، ولکن، هل بإمکان غصن للشجرة من أن يسند جذعها؟