حقيقة مؤلمة لكن حاضرة في مشهد انتكاسات الخطوط الجوية العراقية هي الفساد الذي مازال ينخر في مفاصل الناقل الوطني العراقي (شركة الخطوط الجوية العراقية ) من حيث تغلغله الى كل مفردات عمل الشركة مما انهكها وجعلها قاب قوسين او أدنى من انهيارها .
باب أخر من ابواب الفساد المالي (المشرعن) والذي يهتك ميزانية الشركة والدولة العراقية وهدر اموالها لحسابات الفاسدين وهذه المرة من خلال موضوع التدريب المتقدم للطيارين العاملين على طائرة البوينغ 737-800 والبالغ عددهم 100 طيار , حيث يجرون هذه التدريبات والاختبارات بشكل دوري كل ستة اشهر من قبل مدربين عراقيين معتمدين من سلطة الطيران المدني العراقي ولكن في منشأة غيرعراقية (أكاديمية طيران الإمارات) ويقال انها تخصهم ؟ أي المدربين العراقيين المسؤولين عن التدريب , حيث يقومون بفرض اسعار مبالغ بها تصل الى 1950$ للمتدرب الواحد (اي مامجموع 3900$ سنويا للمتدرب ) وبما انه يوجد عدد 100 طيار سيكون المبلغ الكلي لهم ( 390000$ سنويا ) علما ان هناك مراكز تدريبية عالمية مثل المركز التدريبي لشركة لوفتهانزا الالمانية وهي من اعرق الشركات العالمية في الطيران و كفاءة مدربيها عالية المستوى حيث تبلغ كلفة التدريب للطيار الواحد مبلغ (800$) وهذا يعني انها تتقاضى مبلغ (160000$) سنويا فقط لل 100 طيار , وبحساب فرق المبلغ سيكون هناك هدر مالي سنوي قيمته (230000$) تذهب الى جيوب الفاسدين .
أن احتياجات منظومة الطيران المدني العراقي مـــن الكفـــاءات البشـــرية المؤهلـــة سواء من الطيارين او غيرهم من الكوادر العاملة فـــي مجـــال الطيـــران يستوجب من الادارة الجديدة لشركة الخطوط الجوية العراقية إيـــلاء التدريـــب والتأهيـــل كامـــل العنايــة والاهتمــام لمسايرة ومواكبة التطــورات التـــي تشهدها صناعـــة الطيـــران من خلال بناء مؤسسات تدريبية متطورة تستخدم فيها التقنيات الخاصة بأجهزة الطيران التشبيهي «سميوليتر» داخل العراق , وخصوصا لوعلمنا ان مكان هذه المؤسسة التدريبية جاهز في مطار بغداد الدولي واسعار هذه الاجهزة هي ضمن امكانية الشركة المالية .. سؤال يطرح نفسه !