22 نوفمبر، 2024 6:37 م
Search
Close this search box.

حقيقة النظام السياسي في العراق

حقيقة النظام السياسي في العراق

من اكبر المغالطات او من باب الضحك على الشعوب ، بل حتى من السخف ، أن يطلق على طبيعة النظام السياسي في العراق بأنه نظام ديموقراطي لعدة أسباب سنأتي على ذكرها . فمن المضحك حقاً إن معظم السياسيين ، إذا لم يكن جميعهم ، يعتقدون ويصرحون بكل غباء بأنهم يمارسون “سلطانهم ” بموجب نظام ديمقراطي لأنه يعتمد على مبدأ الإنتخابات الذي يفرز ممثلين عن الشعب لإدارة شؤونهم كافة ، أي انهم يمثلون إرادة الشعب . ومن المستغرب كذلك حقاً ان شرائح كبيرة من المجتمع العراقي تؤمن ، بجهل تام ، بأنهم يمارسون حقهم الطبيعي في إختيار قياداتهم ويفتخرون بكل غباء أيضاً بأنهم في ظل نظام سياسي ديمقراطي يضمن لهم مبادئ الحرية واحترام حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والتقدم . فمن المؤسف حقاً أن يدرج النظام السياسي في العراق تحت مسمى ” النظام الديموقراطي ” جزافاً . فمفهوم النظام الديموقراطي ، كنظام حقيقي ، له شروط ومستلزمات وقواعد ثابتة لا يمكن تجاوزها أو التلاعب او المغالطة في تفسير مفاهيمها . وإذا أردنا أن نكون منصفين في وصف طبيعة النظام السياسي في العراق علينا أن نجد تسمية مناسبة للتعبير عن هذا النظام . فالنظام السياسي في العراق بكل بساطة يجمع مابين خصائص عدة أنظمة متباينة . فهو عبارة عن نظام طائفي من جانب ، وهو نظام محاصصة من جانب ، وهو نظام مشاركة من جانب ، وهو نظام ديكتاتوري ليس فردي وإنما متعدد الأطراف من جانب ، وهو نظام مليشيات وعصابات من جانب ، وهو نظام ديني ” نظام الملالي ” من جانب ، وهو نظام يعتمد توجيه المخلوقات البشرية بوضع أصواتها في صناديق ” يطلق عليها صناديق الإقتراع ” كل حسب الإنتماءات الطائفية أو العشائرية أو المناطقية أو القومية أو الرمزية سواء كانت داخلية أم خارجية ، وتسمى في العراق ممارسة ديموقراطية حسب إدعاء الساسة الأغبياء أو حسب تصورات شرائح الشعب المغيب عقلياً وفكرياً . ولذلك فإن أفضل تسمية لطبيعة النظام السياسي في العراق يجمع كل تلك المميزات والخصائص ألا وهي النظام ” المسرحي الديموقراطي الديني الطائفي العشائري الرمزي ” ( على غرار الجماهيرية الليبية الديموقراطية الشعبية الأفريقية القذافية ) .
الى الأغبياء فقط من الشعب العراقي ، إن النظام الديموقراطي الحقيقي الذي يحقق الحرية والرفاه والمستقبل الواعد للشعب وأجياله لا يمكن أن يطبق في أي بلد في ظل وجود الحالات والظروف التالية :
١- مجتمع متخلف وغير متحضر بتكوينه وأفكاره كأن يكون مجتمع بدائي ، أو بدوي وعشائري كالمجتمع العراقي ، أو طائفي كالمجتمع العراقي .
٢- مجتمع معظم شرائحه جاهل ومغيب ومؤمن بالخرافات يخضع ببساطة لإملاءات وتوجيهات وفتاوى الجهلة من المعممين والدجالين كالمجتمع العراقي .
٣- وجود عصابات ومليشيات ومافيات ورؤوس ورموز تحت مسميات مختلفة ( حشد .. حشد مقدس .. حماة الأعراض .. تيجان الرؤوس .. خطوط حمراء .. مرجعيات .. سماحات .. قيادات .. وجاهات .. رموز دنيوية وآخروية .. الخ ) تتحكم بكل مفاتيح ومفاصل الحكم وتتحكم بكل مصادر القرارات ، وهي الحالة التي يعيشها العراق .
٤- ظهور أي حالة فساد مالي أو إداري أو أخلاقي في أي مفصل من مفاصل الدولة ومهما كان حجمه في أي دولة ديموقراطية يؤدي الى موجة من الإجراءات والتحقيقات وقد تؤدي الى سقوط حكومات ، إلا في العراق فإن الفساد المالي والإداري في معظم مفاصل الدولة العراقية واضح ومعلن بشكل علني دون محاسبة أو معالجة . فالفساد المالي والإداري يعتبر ميزة يفتخر بها الساسة العراقيون . وبالرغم من جسامة وخطورة عمليات الفساد فإن الجميع سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية أو القضائية وحتى الشعبية من خلال معظم المنظمات ووسائل الإعلام منتفعون أو نائمون وغير مدركين للمشكلة القاتلة لأنهم ببساطة جزء من منظومة الفساد .
‎٥- ليس في المنظومة الديموقراطية الحقيقية أي وجود أو تأثير مباشر للمرجعيات الدينية في نظام الحكم ، ففي
‎الأنظمة الديموقراطية الدين لله فقط وليس للسياسة والإخلاص للوطن فقط وليس للخارج ، فليس للتوجهات الدينية من موقع أساسي في إدارة شؤون البلد . إلا في العراق الذي يأتمر الكثير من شرائح مجتمعه بأوامر وتوجيهات مرجعيات دينية محلية وخارجية متخلفة وجاهلة أصلاً بأمور السياسة وكيفية إدارة شؤون البلاد وفق النظم الديموقراطية الحقيقية . فجميع الشخوص المؤثرة والمسيرة فعلياً للشأن العراقي في المرحلة الحالية هم مجموعة من الشخوص تتميز أولاً بأنهم أشخاص لايمتلكون أي مستوى مهم أكاديمياً أو ثقافياً أو إدراكاً . خذ على سبيل المثال الأشخاص في أعلى سلم السلطة أو المؤثرين في المشهد السياسي الآن في العراق وهم العامري ومقتدى الصدر أساساً والخزعلي الى حد ما ، باعتبارهم يملكون أجنحة مسلحة مؤثرة ، فإن هؤلاء القادة ( النكرة ) جميعاً إنتمائهم لغير الوطن وهناك شواهد على ذلك ففي العراق الدين ، ( وخصوصاً الطائفة ) ، هي التي تتحكم بعقلية العراقي في تصرفاته وسلوكياته . ،
‎الخلاصة ان العراق يحكمه شقاوات من الجيل الثالث لذلك فإن أفضل وصف للنظام العراقي هو نظام الشقاوات العراقي . وهنيئاً للشعب المغيب يقودكم جهلة وإنتماءاتهم لخارج الوطن.

أحدث المقالات