من الصديق الصحفي المغترب صبري الربيعي (أبور رغيد) تسلمتُ نسخة من الجزء الاول من كتابه الذي حمل عنوان : أوراقي في الصحافة والحياة . وبينما أنا عاكف على قراءته جاءني اتصال هاتفي من الزميل الربيعي وهو في بلد غربته (هولندا) . ودار بيننا حديث ، تطرقنا فيه الى بعض وقائع الماضي والحاضر في تجربتنا الصحفية . وتمنى ان يجري نقد موضوعي لكتابه ، إن عزمتُ على عرضه صحفياً . وَعَدْتُه وأغلقنا الهاتف . عندها رجعت لذاكرتي وأوراقي .. منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ، عملنا سويةً تحت خيمة الاعلام العراقي ، لكننا لم نعمل في مؤسسة اعلامية واحدة حتى مطلع ثمانينات القرن الماضي . فقبل نهاية عام 1981 ، توليتُ رئاسة تحرير مجلة ألف باء ، خلفاً للصحفي حسن العلوي ، الذي غادر العراق . هناك التقيتُ الصحفي ورئيس قسم التحقيقات في المجلة الزميل صبري الربيعي .
وكان هناك لقاء عمل بيننا . فبعد مضي أيام على مباشرتي عملي بالمجلة ، إتصل بيَ – هاتفياً – محافظ (…) ، وطلب إرسال صحفي من المجلة لتغطية انجازات المحافظة . وتمت تسمية الزميل الصحفي صبري الربيعي لانجاز المهمة . وفي لقاء العمل ، لفتَ الربيعي الانتباه الى أن هذه المهمةلابد أن تنجز بحذر ودقة . فهذه المدينة (مركز المحافظة) هي المكان حيث ولد رئيس الدولة ، بل ومعظم المسؤلين الأساسيين فيها . كان الربيعي مصيباً بالاشارة بهذا الاتجاه : ضرورة أن لا تُعرض المنجزات بشكل مبالغ فيه ، وأن لايقلل من عرضها : تخصيصات وانجازات . وأنجز الربيعي المهمة بذكاء ومهنية. وافترقنا .. وزارني حيث كنتُ أعمل بأمانة بغداد عارضاً فكرة (الدليل العراقي للصفحات الصفراء) وحاملاً نموذجاً من هذا الدليل ..