مؤتمر (الامن والسلام؟!..) في الشرق الاوسط والذي عقد مؤخرا في العاصمة البولندية، وارسو؛ ماهو، وفي جانب كبير منه ؛ إلا رسائل للتاثير النفسي على الوعي الجمعي العربي والاسلامي، بكسر الحاجز النفسي في الذي يخص التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بالاضافة الى الجوانب الاخرى على قلة اهميتها بالقياس الى العمل الذؤوب في المؤتمر على تهيئة بيئة سياسية ذات ابعاد نفسية..نلاحظ هذا وبوضوح من خلال التركيز الاعلامي على لقطات مشهدية بعينها، معززة بتغريدات لنتن ياهو ولجيسون غرينبلات. وليس فقاعة اعلامية او مهرجان خطابي او ولد ميتا، كما يعتقد البعض. المؤتمر ارادت له امريكا والكيان الاسرائيلي ان يكون منصة للتطبيع المعلن مع الكيان الاسرائيلي، وهذا الاتجاه الاعلامي المبرمج ذا ابعاد بالغة الاهمية والخطورة على مجريات الصراع ومآلته في المنطقة العربية وعلى وجة التحديد على القضية الفلسطينية. لأنهما بهذا وكما تعتقدان امريكا والكيان الاسرائيلي بانهما يخلقان واقعا سياسيا ونفسيا جديدا.. يحرف مجرى الصراع او اساسه ومركزيته الى مجرى اخر زورا وبهتانا؛ من الصرع العربي الاسلامي مع الكيان الاسرائيلي الى صراع مع ايران. صحيح ان المؤتمر لجهة الاجراء لم يكن ذا جدوى او اهمية في العمل والفعل على الارض ولكنه من الجهة الاخرى، حقق ما يراد له من عملية التطبيع المعلن وبلا حياء من المسؤولين العرب في البحرين واليمن وسلطنة عمان وغيرهم من بقية المسؤولين في دول الخليج العربي. نجاح اي مؤتمر يقاس على الضوء الهدف الحقيقي من قيامه، وعليه وكما يعتقد كاتب هذه السطور المتواضعة؛ ان هذا المؤتمر حقق هدف ما يراد منه، ألا وهو التطبيع المعلن مع الكيان الاسرائيلي. نتن ياهو قال في تغريده له من ان المؤتمر نجح في تكثيف الجهود العربية والاسرائيلية والامريكية في الحرب على النظام الايراني ثم عاد وغير المعنى؛ ليكون، النضال العربي الاسرائيلي ضد ايران..جيسون غرينبلات في تغريده له، قال ان ما جرى في المؤتمر يشرح القلب وهو في هذا علق على المائدة التى جمعت المسؤولين العرب مع نتن ياهو وايضا على اعطاء وزير خارجية اليمن مكبر الصوت الخاص به الى نتن ياهو حين تعطل مكبر الصوت الخاص بالاخير. تصريحات المسؤولون الامريكيين والاسرائيليين تثير الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة عن ما دار وراء الباب المغلق في المؤتمر؛ نتن ياهو يقول وعلى مسامع عرب التطبيع المجاني؛ من ان اسرائيل تصنع التاريخ في منطقة الشرق الاوسط. عن اي تاريخ يتحدث سفاح الشرق الاوسط ودبابته تسحق يوميا اجساد الفلسطينيين بلا رحمة وفي منتهى القسوة، وجرافاته تجرف يوميا بيوت الناس العزل وتقذف بهم الى العراء، لبناء المستوطنات على انقاض بيوت الفلسطينيين ودفعهم الى التيه والمنافي، عن هذا التاريخ يتحدث هذا المجرم القاتل، كيف لا يتحدث بهذا الرياء وهو ينظر الى عقول عرب التطبيع الخاوية وعيونهم البلهاء وهي تنظر إليه باحترام ومن موقع الدونية. بومبيو يقول وفي خطابه الذي ألقاه على مسامع العرب والمسلمين؛ من ان ايران اكبر مصدر للارهاب في المنطقة، وهو الذي يمثل دبلوماسية اكبر دولة صانعة للارهاب من العدم واللاوجود له قبل قيامها بصناعته، ليس في المنطقة العربية فقط بل في جميع اركان الكرة الارضية، يقول قوله هذا وكان قد سبقه نائب رئيس الادارة الامريكية مايك بنس بقوله في المؤتمر في الخطاب الافتتاحي الذي القاءه؛ ان امريكا دولة طيبة وانها تسعى الى زرع الامن والسلام في الشرق الاوسط. وهو صادقا في قوله لهذا القول في الذي يعني وفي جوهر ما يعني؛ وهو الغزو والاحتلال الامريكي والاتيان بمولدات الفتن والاقتتال الداخلي، لتخليق الظروف والتى بها وفي اجواءها يتم تمرير خطط الاجرام..ان اهم ما في المؤتمر من محور، من وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة؛ هو صفقة القرن التجارية وجميع المحاور الاخرى ما هي إلا لتهيئة البيئة الملائمة والمتوائمة لتمرير صفقة القرن والتى باتت حتى اللحظة جثة هامدة وهم اي المؤتمرون يريدون بعث الروح فيها والحياة.