22 نوفمبر، 2024 8:13 م
Search
Close this search box.

مشهد غامض لمستقبل العراق !

مشهد غامض لمستقبل العراق !

يبدو لي عن غالبية السياسيين العراقيين المتصدين لإمور البلاد والعباد لايعرفون إلى أين تتجه البوصلة لمشهد سياسي عراقي شديد التعقيد والغموض . ولايبدو هيّناً الإجابة على الكثير من الأسئلة المطروحة من الشارع العراقي نفسه بشأن الكثير من القضايا المفصلية في البلاد ، والتي يتحدد بموجب مخرجاتها مستقبل البلاد .
وعادة مايتهرب السياسيون من الإجابة على السؤال الجوهري والرئيسي :
إلى أين ؟
مكتفين بعموميات غير مفهومة هي الأخرى ، ولغة دبلوماسية فقيرة تزيد المشهد تشويشاً في عقولناً !
ولو طرحنا أسئلة أكثر تخصيصاً وخصوصية من طراز :
هل يستطيع البرلمان أن يتخذ قراراً بخروج القوات الأميركية من العراق ؟
في غير الحماسة والشعاراتية والهتافات في الفضائيات ، فإن أحداً لايستطيع أن يقول لك بوضوح :
نعم سيتخذ البرلمان مثل هذا القرار بالتأكيد ؟
ولو نجح في ” التأكيد ” غير الأكيد ، سيلاحقه السؤال الأكثر تحديداً لمسؤولية مستقبل البلاد :
ماذا بعد خروج القوات الأميركية ؟
وحتى لانحرج المجيب وندخله في شبكة العنكبوت السياسي في قضية شائكة مثل هذه لاتختص بالشأن العراقي ، ففي بال المواطن سؤال لايدخل في تشابكات المشهدين الإقليمي والدولي والصراعات الحائرة في المنطقة ، ماذا لو سألنا :
هل يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد حقيقة والضرب بيد من حديد تحت الحزام تحديداً ؟
ستأتينا أجوبة الإرادة والإرتباط بتعاون الجميع ودور المواطن..الخ من محاولات الهروب من الإجابة بوضوح وشفافية وجرأة :
يقدر أو لايقدر ؟!
نقطة رأس سطر !!
لن يجيبنا حتى عبد المهدي بالوضوح الذي نريده وسيحيلنا الى مجلس مكافحة الفساد الذي أسسه وسط إنتقادات واسعة من مختصين بإعتباره جهازاً فائضاً عن الحاجة بوجود النزاهة والمفتشين والرقابة المالية ونزاهة البرلمان ، سيتركون الإجابة على السؤال “الأصلي” ليدافعوا عن الوليد الجديد ويقولوا لك ” إنه الجامع للجميع ومسهل التساهيل ” !
أما إذا طرحنا سؤلاً من طراز :
من يفعل ومتى يفعل وكيف سيتم حصر السلاح بيد الدولة والدولة فقط ؟
فـ “جيب ليل وأخذ عتابه ” لأننا بكل وضوح لانحصل على جواب شاف وكاف ومقنع ، رغم إن السلاح المنفلت أهم وأخطر عناصر الدولة المهلهلة التي لاتستطيع فرض “هيبتها ” على ” الآخرين ” ، وهو السلاح الذي أبقى وسيبقي مستقبل البلاد مجهولاً حتى الآن !
ولو تقربنا من الخطوط الحمر وتجرأنا بالسؤال عن ، قدرة الحكومة والدولة على “تخفيف” ، وليس إنهاء ، السطوة الإيرانية على القرار العراقي السياسي والسيادي ومنها سطوة التنصيب والترئيس والتوزير من رئيس الحكومة ” وإنت نازل”، فإن الاجابة والإجابات ، ستحيلك الى خانة المندسين والحاقدين والطائفيين ، فيبقى السؤال وتضيع الإجابات ؟!!
أسئلة لاحصر لها عن ملفات مستقبل العراق لاإجابة عنها من أصحاب القرار ونصفه ، لنواصل النظر إلى اللوحة السياسية في البلاد وهي في أقصى درجات التشوّش والتشويش بإختلاط الألوان وتمازجها وتداخلاتها غير المنسجمة .
لوحة لاتتيح لنا رؤية مستقبل العراق إلا مشوشاً وغامضاً لانستطيع فك شيفراته ولو إستعّنا بالمنجمين وقراء الفناجين وفتاحي الفأل ..!
والسبب واضح وشفاف وهو :
لدينا طبقة سياسية حاكمة لاتعرف ماذا تريد ولا تصوّر لديها عن مستقبل البلاد ، وكما قيل ” إذا كنت لاتعرف ماذا تريد فإن كل الطرق ستودي إلى لاشىء” !!
هذه هي إجابتنا الشافية عمّا نحن فيه وعلينا أن لانصدق ما لايمكن أن يكون ، كما تقول الحكاية الشعبية الأكرانية !!

أحدث المقالات