الکثير من الخوف والقلق والترقب يفرض نفسه بقوة على الاوساط السياسية الحاکمة في إيران ولاسيما بعد أن تزايدت الاشارات السلبية تجاههم دوليا وإن تزايد الاعتجاجات الداخلية ونشاطات معاقل الانتفاضة التي تتزامن أيضا مع تصاعد حدة الصراع بين الجناحين الرئيسيين في النظام وتصاعد الانتقادات الموجهة الى بعضهما البعض شدة، يعطي الکثير من الانطباع بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صار يعلم جيدا بأن ماتخفيه الايام بين ثناياها لاتبشر بالخير أبدا.
طوال 40 عاما من الحکم الديکتاتوري الصارم في إيران، وهذا النظام المتاجر والحاکم بإسم بالدين وتحت غطائه، يستغل أفظع الطرق وأکثرها قسوة من أجل إحکام سيطرته على الشعب الايراني وضمان إستمرار حکمه القمعي الاستبدادي، وعلى الرغم من الانتقادات والادانات الدولية المتزايدة والمتصاعدة ولاسيما صدور 65 قرار إدانة دولية ضده لإنتهاکاته الصارخة لحقوق الانسان، لکنه وبدلا من أن يرتدع عن نهجه هذا ويرعوي، فإنه يتمادى أکثر بما يمکن أن نصفه بأنه تحد ليس للإرادة الدولية فقط وانما للمبادئ والقيم الانسانية والحضارية، وقد صار مٶکدا لتلك الدول التي راهنت على إمکانية إعادة تأهيل هذا النظام وجعله عضوا مفيدا في المجتمع الدولي من خلال مسايرته وممشاته، بأنه لافائدة ولا أية نتيجة ترجى من وراء هکذا محاولات مع هذا النظام.
تمادي هذا النظام في ممارساته القمعية وفي نهجه المشبوه بتصدير التطرف والارهاب الى دول المنطقة والعالم، أثر ويٶثر سلبا على السلام والامن والاستقرار ويوفر الارضية والمناخ المناسب لنشوء وبروز المزيد من التنظيمات والجماعات المتطرفة والارهابية والتي لها علاقة بصورة أو بأخرى مع هذا النظام، ولذلك فإن المجتمع الدولي بدأ ينتبه الى خطورة هذا الامر خصوصا بعد أن بدأت تصريحات ومواقف هنا وهناك تٶکد على إن هذا النظام هو أکبر راع للإرهاب في العالم، وکيف لا وهو بٶرة التطرف والارهاب ويمسك بزمام أمر هذه الظاهرة المعادية للإنسانية.
الترکيز الدولي على نشاطات وتحرکات النظام الايراني من خلال الاجتماعات والمٶتمرات والجلسات الهامة التي عقدت وتعقد في العديد من المحافل الدولية الهامة و تجديد العقوبات الدولية ضده، ليس له أي معنى أو تفسير سوى إن المجتمع الدولي بات يسأم من هذا النظام وإن صبره قد نفذ معه بعد أن جرب معظم الطرق معه وثبت من إنها لاتنفع جميعها ماعدا طريقة واحدة وهي استخدام اسلوب ونهج الحزم والصرامة ضده، فهي اللغة والطريقة الوحيدة التي يفهمها وتجدي نفعا معه، وقد سبق للزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، أن أکدت دائما على إن “نظام الملالي لايفهم ولايفقه سوى لغة الحزم والصرامة”، وإن إستخدام هذا النهج معه هو المطلوب وبإلحاح خصوصا وإن تصرفاته طوال 40 عاما قد أکدت ذلك.