26 نوفمبر، 2024 9:47 م
Search
Close this search box.

المالكي يرقص على جثث الحويجة

المالكي يرقص على جثث الحويجة

بينما كانت أنظار العالم مشدودة إلى المجازر التي ترتكب يوميا في سورية حتى استفاق العالم بأسره على مجزرة جديدة لكنها ليست سورية  هذه المرة إنما هي مدينة عراقية اسمها الحويجة مدينة المنكوبين وأم التضحيات  ويصعب على المتابعين  للشأن الأمني العراقي  أن  يصفوا حال الحويجة مجزرة مروعة تكاد تكون  الأفظع بعد مجزرة حديثة الشهيرة التي تسببت  بها القوات الأميركية آنذاك , والمراقب و منذ  انطلاق الحراك الشعبي لم تكن الحويجة  ذات  الطبيعة العشائرية بمعزل بين مناطق العراق التي شهدت حراكا ملحوظا خاصة بين أوساط الشباب وقد نظموا اعتصامات  وانشأوا  ساحة أطلق عليها ساحة الغيرة والشرف هدفها كباقي المحافظات السنية العراقية المنتفضة هي الحرية والكرامة  وإطلاق سراح  الأبرياء  والموازنة بين مؤسسات الدولة كافة واعتبارهم جزءا من هذا العراق , وسرعان بدأت تتوالي ردود الأفعال حيال مجزرة الحويجة بين الأوساط الداخلية والخارجية وحتى المراجع الدينية الشيعية والسنية تنديدا بالجريمة هكذا تم وصفها إلا المالكي لم يظهر علينا لا منددا ولا حتى مستنكرا لا أعرف جوابا  لهذا الصمت صمت غريب وكأن الرجل يرقص فرحا بذلك مباركا للعملية , و المتابع للملف العراقي خاصة الشأن السياسي منه، سُرعان ما يلحظ ويلاحظ أن الساحة السياسية العراقية منذ سنوات هي تشهد تأزما ملحوظا على كل الأصعدة والبيت السياسي العراقي إن صح التعبير أو جاز أن نطلق عليه أنه غير مستقر.
ويعاني جملة من الاضطرابات وفي كل لحظة يدخل مستشفى الإنعاش السياسي للعلاج إما خارج البلاد أو داخلها وعلى ما يبدو فإن رحيل القوات الأمريكية عسكرياً وسياسياً من حياة العراق، لم يكن بالأمر المفرح ولا ساعة الانفراج التي كانت تنتظر منذ أن دخلت تلك القوات البلاد محتلة، ولا حتى بصيص من أمل نحو عراق مستقر مستقل، من هنا بدأت الأحداث تتسارع يوم بعد آخر لنشهد تطورات يمكن وصفها بالخطيرة بين أقطاب العملية السياسية خصوصا هذه الأيام فالساحة تشتعل بموجات عدة مثل التصريحات النارية والاعتقالات والاتهامات وخلق الأزمات ,الأزمة تحولت من سياسية  إلى شعبية هذه المرة تمثلت باستهداف  العراقيين السلميين العزل  الأمر الذي شكل منعطفا خطيرا في تاريخ السياسة العراقية الحديثة وتاريخ الجيش العراقي  وتحديدا  شكل العلاقة بين الموطن كمواطن مع الدولة برئاسة المالكي هذا التصعيد الذي وصف بالأخطر من نوعه جاء بعد توترات كبيرة  فمن أزمة بين المركز والإقليم    أرادت  أن تحرق الخضر واليابس  الأزمة التي لم نتهَ فصولها بعد ومن قبلها قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورافع العيساوي تتفكر قليلا لتطرح سؤالا هاما يدور في فلك كل العراقيين سياسيين وأكاديميين، إلى أين يسير نوري المالكي بالعراق وإلى أين تتجه البوصلة السياسية نحو خراب أم دمار أم همجية سلطان لا يعرف من الحكم إلا الدم وإشعال النيران وافتعال الأزمات بين أطياف البلد الواحد لكسب ما يدور بنفس يعقوب من حاجة، أم هي سياسة جديدة للمالكي يكشر عن الوجه الحقيقي له؟ ليقول لكل الطبقة السياسية والشعب ها أنا الحاكم قادم! وضرب الحويجة إلى حلقة من سلسلة لها بداية وليست لها نهاية في ملفات الرجل  ، ولكن الرسالة وصلت إليهم من قبل ذلك القائد الأوحد.. مفادها أنا القائد والحاكم معا فمن أحب أهلاً وسهلا ًوإذا لم يعجبكم فذاك شيئا يرجع لكم يا أحبه شهر العسل والود والصداقة انتهى مع انتهاء رحيل آخر جندي أمريكي؟ إن ما يجري الآن في العراق يمكن وصفه مركب ملحمة فتنة جديدة ربّما شرارة واحدة تشعلها  وقد اشتعلت النيران وانفجر البركان و شعرة معاوية  قطعت كما يقال  حيث شهدت مدن عراقية عدة مواجهات مسلحة ..’ الأنبار والموصل وصلاح الدين ‘الذين خرجوا حاملين السلاح رافضين ومنددين باستهداف  الحويجة  ، قوّة التوتر أجبرت المتظاهرون إلى قطع الطريق الرئيس الرابط بين صلاح الدين كركوك على الجيش وانتشر  أبناء العشائر مدججين بالأسلحة  ما يفتح الباب واسعا لاحتمال عودة العراق مجددا إلى مربع الطائفية الأسود الذي ضرب مناطق عدة عام ‘2005…2006’ قتل على إثرها الآلاف من العراقيين سنة وشيعة هذا الذي يسود فعلا من تفكير لمعظم أطياف الشعب العراقي.
يقابله التوتر والإحباط والاستهداف الطائفي والقلق بالعودة إلى العراق من جديد إلى سياسة لا حاكم بعد اليوم إلا المالكي !بالأمس القريب كنا نتساءل ونتحدث عن الإقصاء والتهميش لطبقة بعينها في أحداث مضت من حقبة صدام حسين ونتقدها بشدة.
أما اليوم فنحن نرى ونسمع انتشارا واسعا للطائفية بين مؤسسات الدولة بل وصلت الأمور إلى حد لا يطاق بعد اليوم وأصبح اعتقال السني إن كان مسؤولا أو مواطنا أمرا عاديا طبيعيا  في ظل دولة القانون أخيرا إن الشارع السني متوتر، ويشعر بالقلق وبغموض يحيطه مع التضارب في رسائل الدولة في مشروع المصالحة الوطنية من جهة والأزمة لإبعاد الرموز السنية عن الحكم والمشاركة بالقرار المنفرد من جهة أخرى.

أحدث المقالات