أكدت السيدة جينين هينيس بلاسخارت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها؛ أن السيد السيستاني يمثل صوت العقل والحكمة..وحدد في لقاءه مع البعثة أولويات الحكومة، ويأمل أن يرى ملامح قوتها لا سيما في مكافحة الفساد.
طالما كانت المرجعية ناصحة للطبقة السياسية، ومعروفة بإعتدالها ووسطيتها، وراسمة لخارطة طريق النجاح الوطني، إلاّ أن الأداء السياسي كان مخيبا للآمال.
في الزيارة الأخيرة لممثلة الأمم المتحدة حدد المرجع الاعلى الأولويات الملحة للحكومة؛ وتتمثل في إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب واعادة النازحين، ومجابهة الفساد وتحسين الخدمات العامة، داعيا المنظمات الدولية ودول العالم الى المساعدة، وبهذا الصدد صدر بيان المرجعية. ذكر البيان أن أمام الحكومة الجديدة مهام كبيرة، وينبغي أن تظهر ملامح التقدم والنجاح في عملها في وقت قريب، وبالخصوص في ملف مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة المواطنين، والبصرة بالتحديد.
كما حددت أن على الكتل السياسية تغيير مناهجها للتعاطي مع القضايا لحل الأزمات الراهنة، سيما وأن العراقيين دفعوا ثمناً باهضاً في التصدي للهجمة الإرهابية، وهناك تركات الشهداء والجرحى والمدن المدمرة، والكلف المالية الباهضة، والحاجة الى إعادة النازحين بعد تأهيل مدنهم، وردم الهوة المجتمعية والأفكار المتطرفة، بطمأنة هؤلاء بالعودة ومساعدة المنظمات الحكومية والدولية.
شددت المرجعية أيضاً، على أهمية إلتزام جميع الأطراف مواطنين ومسؤولين، بمتطلبات السلم الأهلي، وعدم التفريق بين المكونات وحماية الأقليات، بتطبيق القانون على الجميع، وحصر السلاح بيد الدولة، والوقوف بشدة بالضد من التصرفات الخارجة عن القانون، وبالذات عمليات الخطف والقتل، ومحاسبتهم بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية والفكرية، والعراق يطمح أن تكون له علاقات طيبة مع دول الجوار وسائر الحكومات والشعوب، على أسس المصالح المشتركة، دون التدخل بالشؤون الداخلية والخارجية، ويرفض أن يكون محطة إنطلاق للعدوان على أيّ بلد.
كلام المرجعية ترجم الى سعادة الممثلة الدولية بلقاء المرجعية، ووصف السيد السيستاني بصوت العقل والحكمة، وإعتبرتها داعمة لخطط الأمم المتحدة في ترسيخ الإستقرار والإعمار وتطوير الخدمات، والمجلات الإنسانية وإزالة الألغام من الموصل، وبإستثمار الإستقرار الذي يشهده العراق، للتعاون في المجالات الإنسانية، لتجاوز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي في عموم المحافظات.
. يمثل حديث المرجعية لممثلة البعثة الدولية، خارطة طريق للقوى السياسية العراقية، وفرصة آخرى لتدارك الوقت المتبقي من أجل إنجاح عمل الحكومة، ويبدو أن هذه الأولويات التي حددتها المرجعية، ملحة للحفاظ على السلم الأهلي وخدمة المجتمع، ولكن الأمر يبقى بيد القوى السياسية ورئيس الوزراء، ونجاح الأخير يحتاج للمساندة السياسية، وطالما مانع بعضها من كشف الفساد لتعلقه بحزبه، وبالنتيجة تراجع الخدمة وتأخر عودة النازحين، وإضعاف القانون والحكومة.
رغم كثرة نصائح المرجعية وتوجيهاتها، تلميحا او تصريحا..لكن من يستمع لها كانوا قلة..وكلنا شاهد نتائج ذلك..فهل سيتكرر نفس السيناريو مع حكومة السيد عبد المهدي، لننتظر ونرى؟!