“ذا ناشونال” تترقب “المرشد الأعلى” القادم .. الإصلاحيون والأصوليون يتأهبون لساعة رحيل “خامنئي” !

“ذا ناشونال” تترقب “المرشد الأعلى” القادم .. الإصلاحيون والأصوليون يتأهبون لساعة رحيل “خامنئي” !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يُعتبر موضوع خليفة المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، من الموضوعات الشائكة بالدائرة الداخلية لـ”الجمهورية الإسلامية الإيرانية”؛ ومن أكبر المحظورات في الخطاب العام، وفقًا لما ذكرته صحيفة (ذا ناشيونال).

يبلغ عمر النظام الديني الإيراني 40 عامًا فقط، لكن معظم قادته الثوريين يقتربون من نهاية حياتهم.. لم يشغل المنصب الأعلى داخل الطبقة الحاكمة لـ”إيران”، سوى “خامنئي”، وقبله؛ آية الله “روح الله الخميني”، مؤسس “الجمهورية الإسلامية”، الذي توفي عام 1989.

الحالة الصحية لـ”خامنئي”..

كان المرشد الأعلى الحالي؛ هو رئيس “إيران”، عندما توفي “الخميني”، لكن العديد فوجئوا بصعوده. كان يبلغ من العمر، وقتها 49 عامًا، وكان رجال دين آخرين من كبار السن. لكن كرئيس، كان السيد “خامنئي” متصدرًا لمشهد الحرب “الإيرانية-العراقية”، وكان له مكانة عامة مهمة ويعتبر من المدافعين المتشددين للثورة.

لكن بعد أن شغل “خامنئي”، هذا المنصب، لثلاث مرات، فإنه بات يقارب الثمانين ربيعًا بحلول تموز/يوليو القادم. وقد خضع لعملية جراحية في البروستاتا، في عام 2014، وهي عملية قالت بعض وكالات الاستخبارات إنها تهدف إلى إزالة الخلايا السرطانية.

قالت الصحيفة أن صحة “خامنئي” كانت موضع تكهنات، منذ غيابه الطويل في عام 2007، لكن يبدو أنه لم يعرقله ذلك التدهور. وكثيرًا ما تصل خطاباته العامة لمدة ساعتين، وهي مهمة يقول الأطباء إنها تصعب على شخص يعاني مرضه.

“خامنئي” هو رئيس الدولة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعين رؤساء السلطة القضائية ويختار نصف المسؤولين الذين يقررون خوضهم الانتخابات. والأهم من ذلك، أن لديه الكلمة الأخيرة في جميع المسائل المهمة للدولة، المحلية والدولية، حيث يفوق نفوذه صلاحيات الرئيس أو البرلمان.

فرص أمام “روحاني”..

كما هو الحال، في عام 1989، من المتوقع أن تتم معالجة مسألة الخلافة التالية من قِبل اللجنة الدينية العليا في “إيران”، والتي تعرف باسم “مجلس الخبراء”، ولها صلاحيات بموجب الدستور لتعيين، ورصد وإقالة القائد الأعلى، إذا لزم الأمر. وهم مجموعة تضم 88 من آيات الله، وتشمل الرئيس الحالي لإيران، “حسن روحاني”، الذي تم اختياره كزعيم محتمل.

من المحتمل أن تكون فرص السيد، “روحاني”، الأعلى؛ لو كان لا يزال في منصبه كـ”رئيس للجمهورية” عندما يموت السيد “خامنئي”. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الرئيس البالغ من العمر 70 عامًا، والذي من المقرر أن تنتهي فترة ولايته الثانية، في عام 2021، سيكون واحدًا من ثلاثة أشخاص لديهم سلطة إدارة شؤون المرشد الأعلى قبل اختيار الخلف النهائي.

والآخران هما “رئيس القضاء الإيراني” و”عضو في مجلس تعديل الدستور”، وهي لجنة أخرى من رجال الدين الأقوياء المسؤولين عن تفسير وتطبيق دستور “إيران”.

وتعمل علاقات السيد، “روحاني”، الودية مع رجال الدين المعتدلين والبراغماتيين في صالحه بشكل كبير في سبيل الإستحواذ على هذا المنصب. ومع ذلك فهو أقل شعبية لدى المتشددين في البلد الأكثر محافظة، الذين يحتفظون بالكثير من السلطة داخل “مجلس الخبراء”.

كما فقد “روحاني”، قبل عامين، حليفه الأكبر في “الجمعية العامة”؛ بوفاة آية الله أكبر “هاشمي رفسنغاني”، رئيس “إيران”، في الفترة ما بين 1989 و1997، وكان أحد أقرب مساعدي “الخميني”، وكان منافسًا للسيد، “خامنئي”، على منصب القائد الأعلى في الفترة الرئاسية الأخيرة.

ولا تزال عدة وظائف في “مجلس الخبراء” شاغرة بسبب أعداد وفيات أعضائه؛ وكان آخرهم آية الله “محمود هاشمي شاهرودي”، والذي كان مرشحًا قويًا للحصول على وظيفة المرشد الأعلى، حيث كان لديه دعم واسع من كوادر الطبقة الحاكمة، بالإضافة إلى أنه كان يتمتع بعلاقة قوية مع السيد “خامنئي”.

لكن وفاة “شاهرودي”، المفاجئة بسبب السرطان في كانون أول/ديسمبر الماضي، أبرزت فجوة بين رجال الدين وبين عامة السكان، حيث ولد أكثر من 60 في المئة منهم بعد “الثورة الإيرانية”. يعتقد الكثيرون أن هناك حاجة إلى شخص أقرب إلى عمر ومصالح ومطالب شباب البلد، وليس من ذوي عمر السبعين والثمانين.

في الوقت الحالي؛ لا يمتلك المتشددون مرشحًا بارزًا للقائد الأعلى. وقد فشل أبرز رجال الدين، بمن فيهم آية الله “إبراهيم رئيسي”، الذي يسيطر على “أستان قدس رضوى”، وهي أغنى مؤسسة دينية في البلاد بمدينة “مشهد” المقدسة، في كسب التأييد الشعبي في الانتخابات الأخيرة، التي تُعتبر اختبارًا مهمًا للترشح إلى أعلى منصب في “الجمهورية الإسلامية”. لذا على هذا النحو، يتبارى المنافسون على النفوذ في “إيران”. وستؤدي وفاة “خامنئي”، في نهاية المطاف، إلى إثارة جدل داخلي حول إتجاه “إيران” في المستقبل وإشعال معركة حاسمة بين الإصلاحيين والمتشددين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة