قضاء المدائن جنوب محافظة بغداد ينتظر كارثة بيئية كبيرة تهدد أكثر من نصف مليون مواطن بالتسمم و الفيضانات الناتجة عن زيادة منسوب نهر ديالى بسبب الأمطار و اطلاق كميات كبيرة نحو حوض هذا النهر بعد أن قطعتها عنه منذ حوالي عقدين من الزمن في الوقت الذي ظل وجود معوقات كثيرة تحد من أمكانية استيعاب حوض النهر لهذه الكمية الكبيرة من المياه و تصريفها مما أثر على السدود الجانبية لهذا النهر و احتمال انهيار أجزاء منها و خاصة المنطقة المحصورة بين منطقة الرستمية و مصب النهر في نهر دجلة و البالغة أكثر من خمسة كيلو متر ..
فبعد أن كان هذا النهر يشهد زيادة كبيرة جدا في مناسيب مياهه تسبب بفيضانات كثيرة على مناطق عديدة على طول حوض هذا النهر و حتى المصب و كانت أخر زيادة كبيرة حدثت في هذا النهر في عام 1988 حيث هددت بغداد و باقي مناطق جنوب بغداد بالفيضان .. أصبح منذ أن قطعت أيران المياه عنه منذ احتلال العراق في 2003 م و الذي تسبب في موت الأراضي الزراعية حول حوض النهر و جفاف بساتينها صبح حوض النهر مهجورا و كثرت التجاوزات عليه و إهمال سدوده و أصبح المصدر الوحيد للمياه التي تجري فيه هو مجاري محافظة بغداد التي تصب فيه في منطقة الرستمية .. و بتزامن عجيب و كأن لا عودة للحياة في هذا النهر وأن أيران سوف لن تعيد فتح المياه فيه مرة أخرى .. تم نصب جسر أنبوبي قريب عن الجسر الحديدي و الجسر الكونكريتي اللذان يربطان منطقة الزعفرانية بناحية جسر ديالى وهي منطقة قريبة لا تبعد عن المصب بنهر دجلة اكثر من كيلو متر واحد و كان هذا الجسر يسمح لتصريف مياه لكميات لا تتناسب و حوض النهر وهي تصرف مياه مجاري بغداد نحو نهر دجلة و تنشر فيه كميات كبيرة من السموم على مدار السنة لتلوث المياه من نقطة التقاء مصب نهر ديالى فيه إلى مصبه نقطة التقائه بنهر الفرات بالقرنة..
ولهذا اصبح حوض نهر ديالى للمنطقة الواقعة بين الرستمية و نهر دجلة و هي عبارة عن مستنقع اسن لمياه المجاري و أثرت على البيئة و الزراعة بشكل كبير جدا وهي مصدر لتسمم مياه نهر دجلة ..
و بالرغم من الكوارث الكبيرة التي سببتها ايران بقطع المياه عن هذا النهر و بالرغم من المناشدات و الصرخات الكبيرة التي يطلقها المواطنون في محافظتي ديالى و بغداد ألا أن الحكومة لم تقم باي جهد لحث ايران على فتح المياه طيلة السنوات الماضية .. و بعد أن حققت هدفها و ألضرار الكبيرة التي لحقت بأبناء شعبنا و الأضرار الكبيرة التي لحقت بحوض النهر و الذي اصبح لا يستوعب ألا كميات قليلة من المياه و تراكم المياه الأسنة فيه و السموم بكميات كبيرة .. قامت بفتح كميات كبيرة من المياه عجزت عن استيعابها السدود الخاصة لهذا النهر مما تسبب في تهديد مناطق شاسعة بالفيضانات و تسريب القاذورات و السموم إلى نهر دجلة و حرمان قضاء المدائن و نواحيه من المياه و خاصة مياه الشرب و سوف تنتقل هذه السموم إلى مناطق و محافظات عديدة يمر بها هذا النهر ..
وبهذا فهي جريمة كبيرة أخرى ترتكب بحق شعبنا و ننحمل ايران الجزء الأكبر منها و الحكومة العراقية التي لم تعمل بجد للحفاظ على البيئة و سلامة حوض نهر ديالى و عليها أن تعمل على تلافي اي أضرار أخرى سوف تحدث في هذا الوقت و العمل على سلامة المواطنين و مصالحهم ..