18 ديسمبر، 2024 11:43 م

شقاوات بغداد مشروع مسلسل درامي قابل للتنفيذ

شقاوات بغداد مشروع مسلسل درامي قابل للتنفيذ

لكتابة عن التراث والشخصيات الاجتماعية التي ظهرت خلال فترة العقود الماضية مسألة جد خطيرة بل ومثيرة للجدل والخلاف في عالم اليوم قد تصل بالمتصدي لها بان يدفع ثمنا يصل الى حدود شخصيته وقد تكون الكتابة او ما يرد في أي كتاب يتناول تلك الشخصيات صحيحة او غير صحيحة لكنها في كل الاحوال حكايات تم نقلها من اناس عاشوا تلك الفترة وقد تكون هذه الحكايات معرضة للكذب والتلفيق في ضوء التراكمات التي يحملها الراوي سواء كانت هذه التراكمات سلبية او ايجابية عن الشخص المنوي الكتابة عنه وتبقى هذه الحكايات في كل الاحوال حكايات بعيدة عن السياسة .. حكايات طريفة تشبع نهم القارئ الذي مل السياسة للتعرف على المشاعر الشخصية لشخصيات كان لها الاثر الكبير في التأثير على الجماهير خاصة وان المواطن بات اكثر حاجة للعودة لروح النوادر والطرائف التي تعودنا سماعها في مجالسنا من اجل ان نخفف من قساوة واقع الحياة الاجتماعية التي نعيشها حاليا والتعرف على كوامن الشخصية القيادية التي سادت المنطقة عموما والعراق خصوصا .. وقد لمست من خلال استعراض تلك الاحداث قبل وبعد طبع كتابي «شقاوات بغداد» استحسانا من الكثير من الاصدقاء من المثقفين الذين رحبوا بالفكرة واعتبروها نمطا جديدا من السرد لم يتطرق اليه كاتب وهي عموما احداث يجب توثيقها للمحافظة عليها من الاندثار .. وقد لمست ذلك من خلال الندوات الثقافية التي اجريت لاستعراض فصول من الكتاب الذي حقق نجاحا منقطع النظير من خلال اعادة طباعته بعد ان حقق رواجا كبيرا في طبعتيه الاولى والثانية ولم تأتِ الكتابة عن تلك الشخصيات حالة عفوية بل جاءت بعد تمحيص وبحث مضنٍ وهي في كل الاحوال سرد ممتع يجعل القارئ يعيش في عالم غريب يختلف عن عالم اليوم خاصة وان الناس تعشق الحكايات الطريفة حتى إن علموا زيفها وقد تكون الحكاية من بذرة الحقيقة في الأصل إلا أنها تحرف وتضخم من قبل مختلقي الإثارة أو الذين يخدمون مصالحهم الشخصية أو الدينية أو السياسية وتغدو الحكاية مختلفة تماما عن بداياتها.
ولا يخلو العراق من هذه الظاهرة كغيره من البلدان ومن الطبيعي أن تكون أغلب الحكايات عن الشخصيات الشهيرة في الماضي لأنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بعد وفاتهم وقد يكون هناك من يقسم أن الحكاية صادقة بل أنه كان شاهدا عليها وكم هو كبير عدد الكذابين في العالم. وقد ذكرنا في الكتاب بعض الحكايات التي ذكرت في التاريخ العراقي الحديث .. وهي في كل الاحوال محاولة للعودة الى التراث البغدادي الاصيل الذي مازال عدد كبير من ابناء الجيل الجديد يجهل هذا العالم الغريب الذي برزت فيه تلك الشخصيات .
وقد كان لقائي مع القناة العراقية في مقهى البيروتي غاية في الوضوح خاصة وان الكتاب «شقاوات بغداد» قد اثار لدى المشاهد الفضول لمعرفة المزيد من هذه الشخصيات خصوصا وانها شخصيات انتهت مع تقدم ونموا المجتمع الذي يحتمي غالبا بقوة القانون بعد ان كان القانون مفقودا في تلك العقود من الزمن الماضي وهناك عتب على الجهات العراقية ذات العلاقة لتجسيد هذا الكتاب في عمل درامي مثلما فعل اخواننا المصريون عندما جسدوا تلك الحكايات في مسلسلات وافلام ما زالت حديث الشارع المصري والعربي مثل مسلسل «الحرافيش» وغيره من الاعمال الدرامية التي الهبت مشاعر المشاهدين خاصة وان الكتاب يجسد حياة اكثر من خمسين شخصية من الشقاوات الذين ظهروا في احياء بغداد القديمة ونهايتهم بقصص تستحق المشاهدة خاصة وان قدرات الفنان العرقي لاتقل كفاءة عن كفاءة او قدرات الفنان المصري فهو عطاء دائم وهذا العرض مشروع قابل للتنفيذ خاصة وان اماكن ظهور الشقاوات مازالت اثارها باقية تحكي حكاية شخصيات ظهرت فارعبت الخصوم وهي شواهد لماضٍ زاخر بالعطاء مثلما هو زاخر بالمآسي والنكبات .