بعد فشل تركيا بإقامة المنطقة العازلة ، وتوجه الحكومة السورية لتحرير شمال حلب ومحافظة ادلب بالكامل من المجاميع الارهابية التي سيطرة عليها بدعم تركي، فاجئ فلاديمير بوتين اوردكان بطرح العودة الى تطبيق اتفاقية اضنة التي تم توقيعها بين سورية وتركيا عام 1998.
اتفاقية اضنة والاسباب الموجبة لها …
في تسعينيات القرن الماضي كانت العلاقات بين سورية وتركيا في حالة توتر مستمر، بسبب وجود حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله اوجلان في شمال سورية، وبصورة تدريجية تحول هذا التوتر الى تدهور بين الدولتين حتى وصل الى درجة تحشيد القوات التركية على الحدود الشمالية لسورية، وبمبادرة من امانة الجامعة العربية عن طريق مصر كونها رئيس القمة العربية في حينها وبمشاركة ايران حصل تبادل للرسائل بين الطرفين ونتيجة لذلك تم التوصل الى اتفاق اضنة في 20-10-1998 ، الذي ضم مطالب ونقاط اجرائية بين الطرفين واليات قانونية لتنفيذه، وانهاء الخلافات الحدودية بين الدولتين، والحق لتركيا بالدخول بعمق خمسة كم داخل الاراضي السورية ان لم تستطع اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لحماية الشريط الحدودي بينها وبين تركيا.
ماذا يعني العودة الى اتفاق اضنة 1998؟
1- عدم قدرة ترامب الايفاء بوعده لاوردكان بإيجاد المنطقة العازلة في شمال سورية، وهذا ما اشار اليه الرئيس التركي عندما قال اذا لم تلتزم واشنطن ( ليس لديها القدرة) بما وعدت به فان تركيا ستذهب باتجاه اتفاقية اضنة 1998.
2- سيطرة الدولة السورية على الحدود المشتركة مع تركيا وهذا يعني تحرير ادلب (المسيطر عليها حاليا من قبل جبهة النصرة) وشمال حلب وعودة جميع الاراضي التي تتواجد عليها عليها قوات سورية الديمقراطية في الرقة والحسكة ودير الزور الى سيطرة الحكومة السورية، اي عودة الاوضاع بين البلدين من الناحية العسكرية على الحدود الى ما كانت عليه في زمن توقيع الاتفاقية.
3- اسقاط كل الخطط والشعارات التي رفعتها تركيا سابقا فيما يخص تغير خارطة الحدود مع سورية والعراق من خلال تعديل اتفاقية لوزان التي وقعت عام 1920 بين الدولة العثمانية ودول المحور المنتصرة في الحرب العالمية الاولى.
4- المعاملة بالمثل؛ أي ان سوريا ووفق الملحق الاول تلتزم بعدم السماح بانطلاق أنشطة من داخل حدود سوريا موجهة لزعزعة الاستقرار في تركيا، أي أن ذلك مرتبط بممارسة الحكومة التركية للأمر نفسه تجاه الأنشطة المنطلقة من داخل تركيا لزعزعة للاستقرار في سورية.
5- قطع الطريق امام اكراد سورية نحو اقامة حكم ذاتي كما في العراق، ودفعهم للعودة مجددا تحت مظلة الدولة السورية الموحدة، وبالتالي ابعادهم عن المشروع الامريكي الرامي لاستخدامهم كورقة لتقسيم سورية والضغط على تركيا.
6- رفض روسيا وايران وسورية للمنطقة العازلة، ومن ثم الضغط على تركيا ودفعها لتغير سلوكها السياسي مع الحكومة السورية والرئيس بشار الاسد بل الاعتراف به وبشرعيته.
7- الاتفاقية ثنائية بين سورية وتركيا تندرج في اطار وجود علاقات بينهما ولتطبيقها لابد من عودة العلاقات، التي توجب ان يكون هناك تمثيلا دبلوماسيا تتكون من خلاله لجان مشتركة وتمثيل عسكري وخط ساخن بين البلدين على المستوى الامني، وبالنتيجة هي خطوة اولى رئيسية لعودة العلاقات بين الطرفين.
8- الحديث عن العودة الى اتفاق اضنة بين سورية وتركيا يأتي بالتزامن مع حراك سياسي عربي لعودة سورية الى الجامعة العربية واخرها اجتماع وزراء خارجية مصر والاردن والسعودية والامارات والكويت والبحرين في عمان الذي ناقش عودة سورية في القمة العربية خلال الشهر الحالي في تونس الذي اكد رئيسها” الباجي قايد السبسي ، ان بلاده تدعم أي قرار من شأنه عودة سورية الى الجامعة العربية.