19 ديسمبر، 2024 6:57 ص

كما يراها الإيرانيون .. “صفقة القرن” ومحاولات تغيير الجغرافيا الفلسطينية !

كما يراها الإيرانيون .. “صفقة القرن” ومحاولات تغيير الجغرافيا الفلسطينية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

صرحت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مقترح مشروع “صفقة القرن” لحل الأزمة الفلسطينية، وفشلت حتى اللحظة في البداء في المراحل الأولية للمشروع.

ذلك المشروع الذي أثار، بمجرد الإعلان عنه، موجة كبيرة من المعارضة في “فلسطين” والمنطقة. وفي هذا الصدد أجرى، “سید علي کرماني”؛ مراسل صحيفة (نجم الصباح) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع، الدكتور “أصغر زارعي”، محلل الشأن الإقليمي، فيما يتعلق بضروريات هذا المشروع بالنسبة للكيان الصهيوني و”الولايات المتحدة”..

“صفقة القرن”.. المشروع الثالث الذي سبقه مشاريع فاشلة..

“نجم الصباح” : ما هي ضروريات “صفقة القرن” بالنسبة لـ”الكيان الصهيوني” و”الولايات المتحدة” ؟

“أصغر زارعي” : “صفقة القرن” واحدة من جملة المشاريع المطروحة لحلحلة أزمة العرب و”إسرائيل”؛ والفصل في “القضية الفلسطينية”.. فقد أصدر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، “شيمون بيريز”، كتاب (الشرق الأوسط الجديد)، في العام 1993، وينطوي على تطلعات “الكيان الصهيوني” والإدارة الأميركية بشأن توسيع نفوذ الكيان في المنطقة.

أصغر زارعي

وتطرق مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى شكل العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، لكن بعد اغتيال، “إسحاق رابين”، وصعود التيار المتطرف بقيادة، “بنيامين نتانياهو”، وإسناد العمل في “إسرائيل” إلى المتطرفين، تعطل مشروع السلام تحت تأثير إحتدام وتيرة الصراعات مع المقاومة الفلسطينية على خلفية تطوير وتوسيع المستوطنات اليهودية.

ثم طُرح مشروع السلام في عهد، “جورج بوش”، باعتباره حلاً جديدًا لأزمة العرب مع “إسرائيل”. في تلك الفترة سعى الرئيس الأميركي إلى تغيير جغرافيا المنطقة وطرح مشروعًا جديدًا باسم “الشرق الأوسط الكبير”، يراعي تكوين أجواء آمنة للكيان الصهيوني.

لكن سرعان ما أُغلق الملف بسبب التطورات الإقليمية. ومع صعود، “دونالد ترامب”، إلى السلطة؛ طرح المشروع الثالث باسم، “صفقة القرن”، ويقتضي استمرار تحسين علاقات الدول العربية مع “إسرائيل”. حيث تنص الصفقة على توطين الشعب الفلسطيني مقابل الإعتراف العربي الرسمي بـ”إسرائيل”.

وبالتأكيد فإن تشكيل حكومة فلسطينية منوط، ضمن بنود الصفقة” بعدم عودة أي لاجيء فلسطيني إلى الأراضي المحتلة.

لن تنال الضغوط الإسرائيلية والمتحالفة من تيارات المقاومة..

“نجم الصباح” : ما هو في رأيكم موقف “حماس” من هذا المشروع ؟

“أصغر زارعي” : حركة “حماس” من جملة التيارات الثورية داخل الأراضي المحتلة، لكن هناك وجود لفصائل ثورية اُخرى؛ مثل “الجهاد الإسلامي”، والتيارات اليسارية وغيرها.

وثمة معارضة حقيقة للصفقة داخل هيكل “حماس” ترفض التطبيع مع “إسرائيل”. وأتصور أن “الولايات المتحدة” تسعى، بالتعاون مع حلفاءها من العرب في دول المنطقة، لإجبار هذا التيار على التطبيع والتراجع من خلال وقف المساعدات وفرض القيود.

لكن لن تفلح القيود والضغوط، (بالنظر إلى نجاحات المقاومة في المنطقة)، في إجبار تيار المقاومة في الأراضي المحتلة على التراجع.

ولقد ساهمت سياسات توسيع مساحات المستوطنات اليهودية، وعمليات تخريب الأماكن المقدسة أو نقل المستوطين اليهود إلى هذه الأماكن وغيرها من المناطق ذات الكثافة العربية، في رفع مستوى نفور واستياء جبهة المقاومة الفلسطينية، وأبدى الرأي العام العالمي، لاسيما في “منظمة الأمم المتحدة”، ميلاً لمساندة الشعب الفلسطيني.

إتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني في اختيار قياداته..

“نجم الصباح” : كيف ترى السبيل لحل الأزمة الفلسطينية ؟

“أصغر زارعي” : إجراء انتخابات شاملة ونزيهة؛ يكون بمقدور جميع الفلسطينين واللاجئيين والمشردين المشاركة فيها.

على أن تشرف المراجع والمحاكم الدولية المستقلة على هذه الانتخابات، وتكون نموذجًا لعملية تحديد المصير استنادًا إلى منشور “الأمم المتحدة”.

كذلك؛ وكما أكد مقام المرشد الإيراني مرارًا، يتعين على دولة “إسرائيل” المزيفة مغادرة الأراضي المحتلة والإعتراف رسميًا بحقوق الشعب الفلسطيني. لأن أساس “إسرائيل” يقوم على التزوير والإعتداء والاحتلال واستمرار هكذا وضع لا يعدو مجرد كونه جريمة. ولو تمكن الصهاينة من القضاء على تاريخ الشعب الفلسطيني، فسيكون بمقدورهم تغيير جغرافيا هذه الأمة، لكن الشعب الفلسطيني وتاريخ هذا البلد حي وسوف يدافع عن جغرافيته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة