19 ديسمبر، 2024 10:17 ص

“الجزيرة” و”العربية” .. تشعلان الخلافات بين المغرب والسعودية !

“الجزيرة” و”العربية” .. تشعلان الخلافات بين المغرب والسعودية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

إزدادت الأزمة بين المملكتين المغربية والسعودية تأزمًا في الآونة الأخيرة، حيث وصل الأمر إلى إعلان “المغرب” انسحابه من المشاركة في العمل العسكري مع “التحالف العربي”، الذي تقوده “السعودية”، في الحرب اليمنية.

وبحسب وكالة (أسوشيتد برس)؛ قال مسؤول حكومي مغربي، أمس الخميس، إن “المغرب” لم يُعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده “السعودية”.

وتابعت الوكالة، أن المسؤول الحكومي المغربي لم يشرح التفاصيل المتعلقة بمشاركة “الجيش الملكي المغربي” أو الانسحاب من المشاركات العسكرية في “اليمن”.

ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) الأميركية، عن أحد المصادر، قولها إن: “المغرب رفض استقبال ولي العهد السعودي، في موقف وصفه المصدر بأنه كان (مأزقًا غير عاديًا) للأمير الشاب”.

وأوضح المصدر؛ أن السلطات المغربية تحججت برفض استقبال، “محمد بن سلمان”، بـ”جدول الأعمال المزدحم” للعاهل المغربي، الملك “محمد السادس”.

وأضافت الوكالة، أن “المغرب” استدعى سفيره إلى “المملكة العربية السعودية”، لإجراء مشاورات بعد بث التقرير، وفقًا لمسؤول حكومي مغربي آخر.

وأكد مسؤولان حكوميان آخران نبأ الاستدعاء، لوكالة (أسوشيتد برس)، لكنهما رفضا الكشف عن هويتهما لأنهما لا يُخول لهما الحديث إلى الإعلام.

برنامج لـ”العربية” ردًا على حوار “الجزيرة” مع “بوريطة”..

يأتي الخلاف “المغربي-السعودي”، بعد أيام قليلة من إجراء قناة (الجزيرة) القطرية حوارًا مع وزير الخارجية المغربي، “ناصر بوريطة”، كشف فيه رفض “الرباط” استقبال ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، فيما خصصت قناة (العربية) السعودية؛ برنامجًا بنبرة إيجابية للغاية عن “جبهة البوليساريو”.

وتناولت (العربية) هذا الأسبوع، موضوع “الصحراء الغربية”، حيث حرصت على إبراز وجهة نظر “البوليساريو” على حساب “المغرب”، مشيرة إلى إعتراف الكثير من الدول بـ”الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية”؛ المُعلنة من طرف واحد.

وتُعتبر “السعودية” من المؤيدين تاريخيًا لـ”مغربية الصحراء”، وساهمت في تمويل الحرب، وفي المقابل كان “المغرب” يقدم لها مساعدات عسكرية وينسق معها الكثير من المواقف السياسية عربيًا وإسلاميًا ودوليًا.

طعنةً في الظهر..

وعلى الرغم من برودة العلاقات التي كانت تمر بين “الرباط” و”الرياض”، لم تُقدم الأخيرة على استعمال ملف “الصحراء” ضد “المغرب”، لكنها ركزت هذه المرة، على ملف “الصحراء” الذي يُعد أولوية في أجندة الدولة المغربية، الأمر الذي يعتبره المغاربة طعنةً في الظهر. وتاريخيًا، لم تعكس وسائل الإعلام السعودية، ولا سيما العمومية أو المملوكة من طرف الأمراء موقف “جبهة البوليساريو”.

تصريحات مناهضة للسعودية..

برنامج (العربية) يأتي ردًا على المقابلة التليفزيونية التي أجرتها قناة (الجزيرة)، الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية المغربي، “ناصر بوريطة”، وكشف فيها عن معطيات أقلقت ولي العهد؛ وهي التأكيد الرسمي لـ”المغرب” بالانسحاب من “حرب اليمن”، وتحفظ “المغرب” على استقبال “بن سلمان”، بالإضافة إلى عدم تضامن “المغرب” مع “السعودية” في الحملة التي تتعرض لها بسبب جريمة اغتيال الصحافي، “جمال خاشقجي”، كما تبنى “المغرب” موقف الحياد في حصار “الإمارات والبحرين والسعودية”، لـ”قطر”، بل قام بمساعي للحوار.

تسببت في إحراج السعودية..

تصريحات “بوريطة” أحرجت “السعودية”؛ إذ أكد غياب التنسيق بين الأنظمة الملكية، وهو التنسيق الذي راهنت عليه “الرياض” كثيرًا لتبدو بمثابة الدولة التي تتزعم الملكيات العربية.

ويأتي الخلاف “السعودي-المغربي”، في وقت حساس بالنسبة لـ”المغرب”، الذي يرمي بكل ثقته من أجل استعادة الدعم الأميركي، بعد إتخاذ “واشنطن” مواقف لا تخدم “الرباط” في قضية “الصحراء الغربية”، وأيضًا في ظل التقارب الكبير بين “بن سلمان” وإدارة “ترامب”، تطورات لا تخدم في هذا الظرف “المغرب” حاليًا، إذ سيجد نفسه اليوم في مواجهة غير مسبوقة مع “الرياض” وأذرعها الإعلامية.

وصفت المغرب بالمحتل..

عن الخطوة “السعودية”، قال متابعين للشأن الجيوسياسي الدولي، أنها تأتي ردًا على مواقف “المغرب” من قضايا الشرق الأوسط؛ مثل “قطر” ورفضه استقبال ولي عهد السعودية، الأمير “محمد بن سلمان”، حيث بثت  قناة (العربية) في برنامج لها، مسيرة وتاريخ “جبهة البوليساريو”؛ وقدمت هذه الحركة مثل حركة ذات نضال تاريخي مشروع في مواجهة “الاحتلال” المغربي، كما قدمتها كممثل لما سمته “الشعب الصحراوي”، وقامت بتبخيس الموقف المغربي وغيبت وجهة نظره في البرنامج.

وتناقل وسائل إعلام دولية، أنه لا يمكن فصل الاهتمام الإعلامي لـ”السعودية” بـ”جبهة البوليساريو” عن العلاقات الباردة بين “المغرب” و”العربية السعودية” خلال السنة الأخيرة، بعد إقدام “المغرب” على تجميد مشاركته في الحرب ضد “الحوثيين”، وهو ما أقلق “الرياض” كثيرًا.

دعم “قطر” ورفض التضامن في قضية “خاشقجي”..

كما أن “المغرب” رفض الإنخراط في الأزمة القطرية الخليجية، وحصار “قطر”، حيث انفتح على هذا البلد بشكل ملفت للنظر مثل تبادل الزيارات وإرسال المواد الغذائية عند بدء الحصار.

بالإضافة إلى رفض “المغرب” التضامن مع “السعودية” في جريمة اغتيال، “جمال خاشقجي”، خلال تشرين أول/أكتوبر الماضي، في “القنصلية السعودية” في “إسطنبول”، ووجه صفعة لولي العهد، “محمد بن سلمان”، عندما رفض استقباله خلال الجولة التي قام بها في العالم العربي متوجهًا إلى “الأرجنتين” للمشاركة في “قمة الدول العشرين”.

ومؤخرًا، بدأت وسائل إعلام سعودي بالتطرق إلى مواضيع تهم “مخيمات تندوف”، وتقديم “المغرب” في صورة مُستعمر، للأراضي الصحراوية، واعتبار الصحراء “صحراء غربية” وليست “مغربية” في إبتزاز واضح من “الرياض”.

مطالب مغربية بتمتين العلاقات مع قطر..

إلى ذلك؛ تداول العشرات من المغاربة تدوينات تدعو “الرباط” إلى تمتين علاقاته مع “قطر”، التي تُبين من خلالها تصويتها لملف “المغرب” في التنافس على تنظيم “مونديال 2026″، أنها البلد المُعول عليه للوقوف بجانب المملكة، بعيدًا عن المواقف الإبتزازية لولي العهد السعودي، الذي تلطخت يديه بدماء الصحافي، “خاشقجي”، وأصبح مطلوبًا دوليًا للمحاكمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة