خاص : ترجمة – آية حسين علي :
كشف أحدث تقرير لـ”منظمة الأغذية والزراعة”، التابعة لـ”الأمم المتحدة””، حول الأمن الغذائي، أن هناك 5 دول تشهد صراعات تعاني من أوضاع إنسانية خطيرة وتحتاج إلى مساعدات عاجلة، وأشار إلى أن هناك 46.8 ملايين شخص يحتاجون إلى الحصول على الغذاء بصورة فورية في “أفغانستان” و”إفريقيا الوسطى” و”الكونغو” و”جنوب السودان” و”اليمن”.
وذكر التقرير، الذي أعدته “منظمة الأغذية” بالتعاون مع “البرنامج العالمي للغذاء”، التابع لـ”مجلس الأمن”، أن الأوضاع في “الصومال” و”سوريا” و”بحيرة تشاد” تحسنت بفعل تحسن الظروف الأمنية بها، وكشف أن هناك 56 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في 8 دول تم فحصها.
حروب ممتدة منذ سنوات..
قال المحلل في المنظمة، “لوكا روسو”، إن الحرب العالمية الثانية استمرت لخمسة أعوام فقط، ومع ذلك لا تزال تطرأ ذكرياتها على الأذهان حتى الآن، وهو ما يجعلنا نفكر في أحوال البلدان التي تشهد حروبًا منذ ما يقرب 20 عامًا، مثل “جنوب السودان” و”الصومال”، ثمة ما يدعو إلى التفكير في الأوضاع هناك، وأشار إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة؛ ارتفعت حدة المجاعات في 5 دول تشهد صراعات.
وأوضح “روسو” أن “الكونغو”، جاءت في المرتبة الثانية بعد “اليمن”، في ترتيب الدول الأكثر إحتياجًا للمساعدات الغذائية، رغم أنها تعتبر من البلدان الغنية بالماء والتربة الخصبة، وهما العاملان اللذان قد يجعلاها غنية بالغذاء، من الناحية النظرية، لكن الصراعات السياسية والقبلية وقفت عائقًا أمام تحسن الأحوال بها.
وتتفق تصريحات “روسو” مع “إعلان الأمم المتحدة”، الذي صدر في آيار/مايو الماضي، وأعترف بوجود هذه التحديات وحث على ضرورة التكاتف من أجل حماية الإنتاج الغذائي وسُبل الحياة، حتى في المناطق التي تشهد عنفًا وعدم استقرار.
60 % من الجوعى في مناطق تشهد صراعات..
قال المحلل بالمنظمة الدولية: إن “أحد التقارير الحديثة؛ كشف أن 60% من الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في العالم يعيشون في مناطق تشهد صراعات، وبحسب التقديرات الأولية للدراسة الجديدة فإنه من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة”.
وأردف: “الحرب في بعض الدول لا تكون بين جيشين؛ وإنما هي ميليشيات مسلحة تتقاتل مع بعضها ويسيطر بعضها على الطرق وحركة السير ويطلبون دفع مبالغ مالية من أجل السماح بعبور المساعدات الإنسانية، وهو ما يعرقل وصولها إلى عدة أماكن”، وذكر التقرير أن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية يتعرضون للعنف أثناء أداءهم لعملهم، وخلال أول 10 أشهر، في عام 2018، سجلت 338 قضية عنف ضدهم، تضمنت العنف الجسدي ضد أطقم العمل، وإجبار عدة منظمات على وقف برامجها، ومنع فرصة السكان في الحصول على المساعدات، وخلال أول 8 أشهر من، العام الماضي، قُتل 8 من العاملين من أجل توصيل المساعدات.
بيانات باردة لأزمة ساخنة..
كشف التقرير عن أعداد الأشخاص الذين لا يحصلون على كميات كافية من الغذاء في عدة دول تشهد صراعات ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأولها “اليمن”، الذي يوجد به 15.9 مليون شخص جائع، إذ تدهورت الأوضاع به منذ عام 2017.
وفي “الكونغو” هناك 13.1 مليون شخص لا يأخذون كفايتهم من الغذاء، وترتبط الأزمة الإنسانية بزيادة حدة الصراع المسلح، أما في ريف “أفغانستان” فهناك أكثر من شخصين من بين كل 5 أشخاص يعيشون، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية فورية؛ خاصة خلال فصل الشتاء، وترجع أسباب هذه الأزمة إلى الجفاف والصراعات السياسية.
ويعاني 59% من شعب “جنوب السودان” من عدم أمن غذائي شديد الخطورة، ويحتاج إلى إتخاذ إجراءات سريعة، بينما شهدت أزمة غياب الأمن الغذائي في “إفريقيا الوسطى” تدهورًا، وإزدادت الأعداد بنسبة 13% عن بيانات تقرير، آذار/مارس الماضي، وترجع الأسباب أيضًا إلى الصراع المسلح.
وكتب مدير عام المنظمة، “خوسيه غرازيانو دا سيلفا”، في مقدمة التقرير، أن: “هذا التقرير يبرز تأثير العنف المسلح على حياة ملايين النساء والرجال والأطفال، وأدعوكم بقوة إلى أن تضعوا في اعتباركم أن هذه البيانات الباردة تتعلق بأشخاص حقيقيين يعانون من ارتفاع معدلات الجوع بشكل غير مقبول في القرن الـ 21”.
اليمن يحتاج إلى إغاثة..
أوضح “روسو” أن الانتظار حتى يعلن المجتمع الدولي، “اليمن”، كدولة تشهد مجاعة من أجل البحث عن حلول، يعتبر إستراتيجية خاطئة، هناك أشخاص يموتون من الجوع كل يوم، ولقد رأينا كيف كان الصمت على الأزمة في “الصومال” خطأ، وسوف يتحول الأمر إلى أزمة طاحنة، لقد مات 200 ألف شخص في “الصومال”.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي؛ طلبت “الأمم المتحدة” مساعدات عاجلة من أجل إغاثة 16 مليون شخص في “اليمن”، وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون من المجاعة، في “اليمن”، بحلول نهاية العام الماضي، وصل إلى 63500 نسمة، رغم أن المجتمع الدولي حتى الآن لا يعتبرها دولة في مجاعة.