19 ديسمبر، 2024 1:21 ص

من حق أي نظام سياسي أن يشيد بنفسه ويتفاخر أمام شعبه في حال کونه قد قدم الکثير من المکاسب والمنجزات لشعبه وحقق تغييرا إيجابيا کبير على مختلف الاصعدة بحيث لايمکن إنکار ذلك أو التغاضي عنه، ولکن وفي حال کان الشعب قد وصل الى أوضاع مزرية ووخيمة في ظل ذلك النظام ولم يکن قد حصل على شئ، فإن تفاخر ذلك النظام بنفسه هو کلام فارغ ولايوجد من أي معنى أو إعتبار له، کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهو يحتفل بالذکرى الاربعين لتأسيسه.
السٶال الذي يجب طرحه کمدخل من أجل معرفة حجم ماقدمه هذا النظام للشعب الايراني، هو؛ هل کانت أوضاع الشعب الايراني بعد قيام هذا النظام أفضل أم قبله؟ من الواقع بأنه ليس هناك من بإمکانه القول بأن أوضاع الشعب الايراني بعد قيام هذا النظام هي الافضل، ذلك إن التدقيق في مجمل الاوضاع القائمة تدل على إن الاوضاع قد ساءت کثيرا وإن الشعب الايراني بالاضافة الى إن أوضاعه المعيشية على أسوأ ماتکون فإن البلاد تعيش إحتمالات الحروب والمواجهات التي هي أساسا في غنى عنها.
النظام القائم في إيران، لاينظر إليه الشعب الايراني بإعتباره إمتداد للثورة الايرانية أو معبر عنها، بل إنهم ينظرون إليه على أساس إنه متقاطع ومتناقض مع الاهداف والمبادئ الاساسية التي حملتها الثورة ومن أهمها الحرية، حيث إن هذا النظام وطوال العقود الاربعة الماضية قد قام بقتل وإبادة أکثر من 120 ألف إنسان أغلبهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، کما إن سجونه مليئة بأضعاف طاقاتها الاستيعابية الى جانب إن معدلات تنفيذ أحکام الاعدامات قد بلغت مستويات غير مسبوقة حتى وضعت هذا النظام في صدر قائمة البلدان المنفذة لأحکام الاعدامات، أما فيما يخص إنتهاکات حقوق الانسان فحدث ولاحرج.
الشعب الايرانية وقواه الثورية والوطنية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، تعتبر هذا النظام قد صادر الثورة الايرانية وقام بتحريفها عن مسارها الحقيقي، ولذلك فإنه وبعد 40 عاما على الثورة الايرانية، فإن المساعي کلها منصبة بإتجاه إجراء عملية تغيير جذرية في البلاد وذلك من خلال إسقاط هذا النظام وإعادة الثورة الايرانية الى مسارها وطريقها الصحيح.
ليس من حق قادة النظام الايرانية بأي وجه من الوجوه التحدث عن الثورة الايرانية وخصوصا وإنهم قد فعوها بإتجاه وسياق متعارض تماما مع أهدافها ومنطلقاتها، ذلك إن الثورة التي إندلعت من أجل الحرية والکرامة الانسانية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فإن کل ذلك لاوجود له في ظل هذا النظام، فعن أية ثورة يتحدثون؟

فاتح المحمدي

أحدث المقالات

أحدث المقالات