خاص : ترجمة – لميس السيد :
يعيش الأشخاص الذين يملكون “اليخوت” مخاوف عديدة.. فهل اليخت استثمار مالي جيد ؟.. عادة لا..
هل يقوم مجموعة من الأشخاص الحاقدين على الأغنياء بفك “اليخت” من مرأبه؛ الذين يشنون الحروب الطبقية بفك القارب من قفصه. وارد أن يحدث ذلك. لكن هناك قلق أخير يعاني منه أصحاب “اليخوت” الفاخرة: هل يُعتبر “اليخت” حقًا مكانًا جيدًا لتخزين مجموعة فنية، تقدر قيمتها بأعلى من قيمة “اليخت” نفسه ؟
حوادث اللوحات النادرة على اليخوت..
يوجد حاليًا على الكرة الأرضية (2098) ملياردير، حيث أن هناك عددًا متزايد بينهم يجد أن تخزين القطع الفنية على “اليخوت” يأتي بمجموعة من المشاكل الخاصة به، وفقًا لتقرير جديد صادر عن صحيفة (الغارديان) البريطانية.
في إحدى الحالات، قام أطفال ملياردير بتدمير لوحة للفنان الأميركي، “جان باسكيات”، من خلال رمي رقائق الذرة عليها، وزاد أفراد الطاقم من الطين بلة عندما حاولوا مسح آثار تلك الحبوب.. وشهد يخت آخر حادث مؤسف؛ بعدما طار فلين زجاجة شامبانيا على لوحة بملايين الدولارات. ومن ناحية أخرى، أدى شجار بالوسائد بين أفراد طاقم أحد اليخوت إلى كسر مصباح قيمته 75 ألف جنيه إسترليني دون قصد.
وتبدو هذه الحوادث على صلة بالسلوك الإنساني؛ أكثر من الصلة بالإحتفاظ بالأشياء الثمينة على متن “اليخوت”.
ليس من أجل الإستحواذ على الفن النادر..
وربما لا تثير الدهشة، الأخبار التي تفيد بأن الأثرياء لا يقتصرون على شراء “اليخوت” التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات فحسب، بل وملء “اليخوت”، الضارة بالبيئة، بأعمال الفن التي تُقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، في حين أن هناك أناس يتسلون بالحصول على دواء الأنسولين عبر موقع (GoFundMe).
وأشار موقع (فوكس) الأميركي؛ إلى أن الأشخاص الذين يحتفظون بهذه الأعمال الفنية، باهظة الثمن، ويكافحون من أجل إمتلاكها، لا يدفعون الضرائب الكافية، ويجدر بالذكر أن استخدام “اليخوت” الفاخرة، كمعارض فنية عائمة، ليس مجرد وسيلة للتباهي بشأن مقدار المال الذي يملكه هؤلاء المليارديرات، بل إنه في بعض الحالات شكل من أشكال التهرب الضريبي القانوني.
ويُعتبر مدى استخدام “اليخوت” والمقتنيات الفنية، للتهرب من دفع الضرائب، غير معروف، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعقيدات “قانون الضرائب الدولي” والآليات المعقدة التي يستخدمها الأثرياء لحماية ثروتهم من السلطات الضريبية. في عام 2017، كجزء من تحقيق وثائق “أوراق الجنة” السرية، وجد “الكونسورتيوم الدولي للصحافيين التحقيقيين” أن الأثرياء في “أوروبا” غالبًا ما يستعينون بالمحاسبين ومديري الثروة؛ لمساعدتهم على تجنب دفع ضريبة القيمة المضافة الإجبارية على المشتريات الفاخرة، مثل “اليخوت” و”الطائرات”.
وكثيرًا ما يتم تسجيل هذه السيارات الفاخرة في حسابات خارجية – وهي ممارسة قال عنها “أليكس كوبهام”، الرئيس التنفيذي لـ”شبكة العدالة الضريبية”؛ ومقرها “المملكة المتحدة”، أمام “المعهد الدولي لأبحاث الإنترنت”: “إنها أحد أعراض عدم المساواة في العالم”.
تُعتبر قدرة المليارديرات على تجنب دفع الضرائب على “اليخوت” و”السيارات الرياضية”؛ ليست مجرد عرض من أعراض عدم المساواة، بل أن التهرب الضريبي غير القانوني والتهرب الضريبي القانوني يساعدان الأغنياء على تخفيف عبء الضرائب، مما يعني أنه بإمكانهم خزن الأموال بفعالية، والتي كان يمكن استخدامها لولا ذلك لتوفير الخدمات الاجتماعية للجماهير التي لا تملك يخوتًا فارهة. كما أن تجنب الضرائب يتفشى في سوق الفن، والذي يشار إليه في كثير من الأحيان على أنه أكبر سوق غير منظم في العالم.
قال “تيم شنايدر”، محرر موقع (أرت نت) الفني الأميركي، في حديثه لموقع (فوكس)، أن قانون الضرائب، بشكل عام، يعمل لصالح الأثرياء. وأضاف: “الأثرياء هم الذين يمكنهم تحمل تكاليف توظيف المحاسبين والمحامين الذين يمكنهم العثور على جميع الثغرات”.
المزادات غير القانونية..
ويمكن لـ”اليخوت” أيضًا مساعدة المليارديرات على تجنب اللوائح الأخرى. في عام 2015، صادرت السلطات الفرنسية لوحة “بيكاسو”، بقيمة 26 مليون يورو، من يخت الملياردير الإسباني، “خايمي بوتن”، مدعيًا أن “بوتن” كان يحاول تهريب اللوحة إلى “سويسرا” بطائرة خاصة من أجل بيعها في مزاد علني في “لندن”. ويمنع القانون الإسباني المواطنين من تصدير “أي ممتلكات منقولة تعود للتراث التاريخي الإسباني” دون إذن، وفقًا لـ (أرت نت نيوز). من جانبه، قال “بوتن” إنه كان يبحر فقط على يخته.
وقالت “أندريا ماريشال واتسون”، وهي صحافية مستقلة تكتب عن المساحات الفنية؛ ولديها مجموعات فنية من “اليخوت” الفاخرة، أنها سمعت عن وجود أشخاص يمارسون مزادات فنية على “اليخوت” من أجل الخروج من دفع ضريبة القيمة المضافة.
وأضافت “واتسون” أن “اليخوت” يمكن أن تكون مكانًا مثاليًا لتخزين الفن. “لا يتعين عليك فعلاً أن تذهب إلى خطوات إضافية للحفاظ على الفن على يخت”.
وقالت: “يمكن القول أن اليخوت أكثر أمنًا وأكثر تحكمًا في المناخ مثل أي منزل فخم”. مستطردة: “تبقى درجة الحرارة والرطوبة ثابتة، وربما تكون قد حصلت على عدد أكبر من الناس الذين يخدمون يختًا مقارنة بأي منزل، حيث أن عدد قليل جدًا من الأشخاص لديهم 50 موظفًا في المنزل. لكن الكثير من مالكي اليخوت لديهم طواقم من 50 شخصًا أو أكثر”.