في أول زيارة بابوية لمهد الإسلام .. “بابا الفاتيكان” يخرج عن مظاهر الرفاه ويفتح ملفات مسكوت عنها !

في أول زيارة بابوية لمهد الإسلام .. “بابا الفاتيكان” يخرج عن مظاهر الرفاه ويفتح ملفات مسكوت عنها !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

استغل بابا الفاتيكان، “فرانسيس الثاني”، فرصة زيارته لدولة “الإمارات العربية المتحدة”، التي استغرقت حوالي 40 ساعة، في كسر المحرمات وفتح ملفات شائكة في بلد الخليج العربي؛ ونشر الرسائل المؤيدة لمباديء الاهتمام بالفقراء، في أول زيارة بابوبة غير مسبوقة لدولة في شبه الجزيرة العربية، مهد ديانة الإسلام.

تعرض بابا الفاتيكان لقضيتي إنهاء الحرب، في ذاكرى نشوب “حرب اليمن” بالتحديد – حيث تقود “الإمارات” حربًا وحشية داخل جارتها العربية ضمن قوات “التحالف العربي” – كما تحدث عن ضرورة ضمان حقوق المواطنة في جميع أنحاء منطقة الخليج للأقليات الدينية.

صراحة موجعة !

كقاعدة عامة؛ لا يطرح “بابا الفاتيكان” موضوعات نقد أو هجوم في الدول المضيفة له، ويتجنب لفت الإنتباه غير المبرر للقضايا التي يفضل حكامه عدم مناقشتها. وبدلاً من ذلك، إما أن يعرض قضاياه الدبلوماسية قبل هبوطه في البلد المضيف أو ينتظر حتى الخروج من من حدودها.

رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن “البابا فرانسيس” قد قام، خلال زيارته الأولى للجزيرة العربية، بممارسة الصراحة الشديدة في خطاب القاه أمام مئات الزعماء من طائفة واسعة من المعتقدات.

قال “فرانسيس”، في صرح “زايد” المؤسس في “أبوظبي”: “تتطلب الأخوة البشرية منا، بصفتنا ممثلين لأديان العالم، واجب رفض كلمة (الحرب)؛ بكل عواقبها المشؤومة على وجه الخصوص في اليمن وسوريا والعراق وليبيا”.

وتحتفظ “الإمارات المتحدة” بحقوق المواطنة للمسلمين المولودين على أراضيها. يوجد مليون مسيحي في البلاد، لكن في جميع أنحاء المنطقة الأكبر هم يعانون من الإضطهاد وسفك الدماء ويختفون في ظروف غامضة أحيانًا.

ومن التفاصيل اللافتة للنظر خلال الزيارة؛ تعمد “البابا فرانسيس” أن يكون رمزيًا من خلال اللجوء لأبسط المظاهر خلال زيارة البلد الخليجي الثري.

رمزية الزيارة..

وصل “بابا الفاتيكان” إلى قصر الرئاسة، في “أبوظبي”، على متن سيارة (كيا) عائلية بسيطة، محاطًا بسيارات أخرى فارهة للتأمين، وهي لفتة اعتبرت تضامنًا منه مع قضايا الاهتمام بالفقراء. وتعتبر السيارة التي استقلها من طراز (كيا)، من السيارات البسيطة والتي يركبها الأشخاص العاديون في “الإمارات”، حيث ظهر الفارق بين مستوى سيارته وسيارات حرس الموكب.

وتُعد سيارة (كيا) من السيارات الأرخص سعرًا في “الإمارات” بسبب انخفاض الضرائب ولا تتعدى قيمتها سوى 15 ألف دولار فقط، بينما يصل سعر سيارة الموكب الواحدة إلى أكثر من 60 ألف دولار أميركي من طراز سيارات (جي. إم. سي) الأميركية.

واعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الحصول على المواطنة في “الإمارات” من الأمور الصعبة، كما أن الطوائف الدينية، غير المسلمة، تمارس عباداتها خلف الجدران المغلقة فقط.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه تم حظر جماعات حقوق الإنسان في “الإمارات” التي كانت تقوم بإجراء بحوث في البلاد.

بعد كلمته؛ وقّع “البابا فرانسيس”، والشيخ “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر، “وثيقة الإخاء الإنساني”. وهي بيان السلام بالنسبة للديانتين التي أزهق أتباعهما دماء بعضهم البعض لعدة قرون، حيث دعت “جميع المعنيين إلى التوقف عن استخدام الأديان للتحريض على الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والإمتناع عن استخدام اسم (الله) لتبرير أعمال القتل والنفي والإرهاب والقمع”.

وأضاف الإعلان أن: “تعددية وتنوع الأديان” أمر يحث عليه الله، “وبالتالي، فإن حقيقة إجبار الناس على التمسك بدين أو ثقافة معينة يجب رفضها”.

ودعا “البابا” إلى وقف اضطهاد المهاجرين المسيحيين والمسلمين والفقراء من جميع الجهات، سواء كانوا من الشرق الأوسط أو أوروبا أو الولايات المتحدة، كما حث زملائه من الزعماء الدينيين إلى معارضة “تسليح الحدود ورفع الجدران”.

وجاء هذا الخطاب في اليوم الذي أكد فيه مسؤولو “الفاتيكان” على أن “البابا فرانسيس” تلقى دعوة من الرئيس، “نيكولاس مادورو”، لتسهيل الحوار في الأزمة السياسية العميقة في “فنزويلا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة