الاكراد (2)
( الدول التي تتدخل بالقضية الكردية المانيا – فرنسا – اسرائيل – العراق – ايران – سوريا – امريكا – روسيا – بريطانيا – الصين وحديثا كانت الامارات وقطر والكويت )

كما قلت ان مايهمني هو الاكراد بعد عام 2003 على ان ذلك لايمنع الحديث عن القضية الكردية من عام 1922 لغاية الاحتلال ولكن باختصار …. بعد انهيار الدولة العثمانية الشيخ محمودحفيد زاده البرزنجي ( محمود الحفيد ) وهو ينتمي الى اسرة كردية معروفة من السليمانية , في ايلول 1922 اعلن نفسه حاكما على مدينة السليمانية وقبل ذلك بسنين كانت الدولة العثمانية تعيش في صراع مع بريطانيا للحفاظ على نفوذها في العراق وهنا وضع العثمانيون لواء السليمانية تحت تصرف الشيخ محمود الا انه بعد انتصار بريطانيا قام بتسليم السليمانية الى بريطانيا وكافئه الانكليز بتعيينه حاكما على السليمانية ويشاركه رائدين بريطانيين الا ان ذلك لم يعجبه وكان يتطلع الى مناصب ومناطق نفوذ اخرى وبدا ينقلب على الانكليز فقام بانقلاب عسكري في السليمانية لكن بريطانيا شنت حملة عسكريه عليه واسرته ونفته الى الهند استغلت تركيا ذلك الامر وارسلت حملة عسكرية تمكنت من احتلال مدن كردية (( ويرجى الانتباه منذ ذلك الحين وتركيا تدخل الى داخل العراق )) هنا فكرت بريطانيا بالاستعانة بالبرزنجي ليقف امام المد التركي فاعادته عام 1922 وعينته حاكما للسليمانية .. بدا البرزنجي يشعر بان بريطانيا تريده ورقة ضغط على الحكومة العراقية فاعلن نفسه ملكا على كردستان في تشرين الثاني 1922 وبعد اعلان معاهدة لوزان ارسلت الحكومة العراقية حشدا عسكريا للقضاء على البرزنجي وسيطر الجيش على السليمانية في تموز 1923 ولجا البرزنجي الى الجبال وبدا بشن حرب العصابات وبذلك تكون هذه اول حرب تخوضها الحكومة العراقية مع الاكراد .. انا لااود التطرق الى الحركات الكردية في مناطق اخرى غير العراق لكن من المهم ذكر ( جمهورية مهاباد) حينما اعلن الاكراد ( الحزب الديمقراطي الكردستاني )في شمال غرب ايران عام 1946 الجمهورية واتخاذ مدينة مهاباد عاصمة لها واصبح قاضي محمد رئيسا للجمهورية ومصطفى البرزاني قائدا عاما وفي ايار من تلك السنة انسحبت القوات السوفياتيه ( يمكن تسميتها اللدغة الثانية ) من ايران وتركت الجمهورية الجديدة لحملة قوية من ايران لتقضي نهائيا على الحكم الكردي( ولم نسمع من ذلك الحين اي نشاط للحركة الكردية ) وليشنق قاضي محمد ويهرب مصطفى البرزاني الى الاتحاد السوفياتي ليبقى فيها .. اما في العراق فبقت العلاقة متوترة بين الحكومة العراقية الناشئة وبين الاكراد ( العصاة ) الذين تعودوا حياة السلب والكر والفر وحرب العصابات . وكان انقلاب بكر صدقي عام 1936 وهو ضابط عراقي من اصل كردي (وهو اول انقلاب عسكري في المنطقة ) وان لم يكن هذا الانقلاب بأسم الاكراد الا ان الاحداث اثبتت ان بكر وفي الفترة القصيرة التي قضاها في الحكم كانت دفعة قوية للحركة الكردية … واصبح الملا مصطفى قائدا للحركة الكردية من عام 1946 حتى وفاته عام 1979 في واشنطن في دار تابع للمخابرات الامريكية .. وتشاء الصدف ( لتاكيد مظلومية الاكراد ) ان يكون اّخر رئيس وزراء في العهد الملكي هو احمد مختار بابان وهو كردي ووزير الداخلية سعيد قزاز ايضا كردي … بعد ثورة 14 تموز 1958 دعاه عبد الكريم قاسم للعودة الى العراق وصدر عفو عام عن البرازانيين وعاد الى العراق الملا مصطفى مع عائلته وخصص له بيت نوري السعيد في بغداد مع راتب شهري ( 500) دينار وهو مبلغ كبير علما ان راتب عبد الكريم قاسم كان ( 180) دينار واعطت ثورة تموز بعض الحقوق للاكراد لعل اولها ان مجلس السيادة وهو بمثابة رئاسة الجمهورية كان مؤلفا من ثلاثة اشخاص احدهما كردي هو العقيد خالد النقشبندي .. الا ان ذلك على مايبدو لم يعجب البرزاني ولم تتماشى ما قدمه قاسم مع طموحاته .. وجاءت القشة التي قصمت العلاقات بين قاسم والملا حين شاركت البيشمركة البرزانية بتاييد الشيوعيين في احداث الموصل وكركوك عام 1959 وقاموا بمجازر وبدفع من دوائر خارجية امريكية وبريطانية بالاضافة الى شركات النفط يقول عبد الكريم قاسم (( لقد صرفت السفارة البريطانية مايقارب نصف مليون دينار على هذه الاعمال العدوانية .. ))

وتدهورت العلاقة بين الاكراد وقاسم حينها شن الجيش العراقي حملة عسكرية كبيرة عام 1961 ضد الاكراد

ونشرت صحيفة نيويرك تايمز مقالا بقلم دانا شميدت يقول (( ان الملا مصطفى زعيم الثورة في المنطقة الشمالية يطلب المساعدة الامريكية بالحاح )) .. وايضا مثل كل مرة هرب البرزاني الى الاتحاد السوفياتي …وجاءت ثورة 8 شباط 1963 واستلم حزب البعث السلطة ومن اول يوم ارسل حزب البارتي برقية تهنئة للثورة (( ان ضربات الشعب الكردي تلاحمت بالثورة المجيدة على العدو اللدود للقوميتين الشقيقتين العربية والكردية على الجلاد الاوحد .. الخ )) برقية عجيبة . قد يكون من المناسب التكلم عن هذه الفترة واللاحقة في الحلقة القادمة