18 نوفمبر، 2024 3:35 ص
Search
Close this search box.

العمليات الارهابية في العراق ومن يقف خلفها وينفذها ؟ – 1

العمليات الارهابية في العراق ومن يقف خلفها وينفذها ؟ – 1

هنالك ظاهرة حقيقية معاشة ويذهب العراق بكل ما فيه ضحية لها الا وهي ظاهرة الارهاب , والارهاب لا يعني فقط القتل واراقة الدماء  بل هو الغدة السرطانية الخبيثة والتي تجهز على  وتدمر كل شئ في بلدنا , ولنا الحق ان نسال  لماذا كل هذا الاصرار عليه من قبل دوائر متعددة دولية واقليمية وداخلية ولماذا كل هذا الحقد على العراق ومن يقود كل هذا التدمير الممنهج فيه ؟؟ … فهذه الظاهرة تعني امورا متعددة علينا الانتباه اليها جيدا حتى نستطيع معالجتها والتصدي لها ومنها:
1- هناك قرار دولي واقليمي متعدد الاطراف والاهداف بجعل بلدنا مسرحا دائما للتدمير والتخريب والقتل المنظم والفوضى العارمة لجعله عاجز تماما عن النهوض والعيش بحرية وكرامة
2- السبب الرئيسي في ذلك هو الخوف من شعب العراق والتهيب منه وعدم السماح له باطلاق طاقاته الهائلة الكامنة فيه والواعية والمنظمة والطموحة
3- الارهاب لم يعد  نتاجا فرديا او لمنظمة وحزب ما (كتنظيم القاعدة او البعث مثلا) بل هو جهد دولي مشترك بقيادة عليا وتشترك فية حكومات وانظمة اجرامية بشعة وظالمة اصدرت حكمها بقتل شعب العراق وتدمير الوطن كله 
4- للارهاب قيادات عليا داخلية سياسية وعسكرية وامنية متنفذة و مرتبطة بالدول الكبرى والاقليمية وممولة ومدعومة من قبلها تخطط وتنفذ هذه الجرائم وما البعث والتكفيرين الا ادوات بسيطة او جزء صغير من المنظومة الارهابية الكبرى تلك
5- ما المنظمات الارهابية المعروفة والمعلنة الا كاوراق التوت التي تحاول بعض القيادات السياسية الداخلية والحكومات الاقليمية والدول الكبرى استخدامها لستر عوراتها حنى لا يفضحها الشعب وينكشف جرمها وبشاعتها
6- هناك اهداف ومصالح يجب التبصر بها وكشفها تدفع هذه الدول والحكومات وبعض السياسيين ومن يرتبط بهم  للقيام بالعمليات الارهابية في العراق
7- هناك علماء دين ودور افتاء خاضعة ومرتبطة بهذه الحكومات والمنظومة الدولية القائدة لها  تدفع وتوجه وتفتي للقيام بالعمليات الارهابية
8- هناك ماكنة اعلامية كبيرة وعلى مستوى عال وواسعة الانتشار وخاضعة للحكومات الاقليمية والدول الكبرى حاضنة ومحرضة وداعمة للارهاب
فما هي مصلحة واهداف الدول الافليمية والدولية والتي تدفعهم للقيام بكل هذا الاجرام في العراق ؟ وكيف توحدوا واشتركوا وتناغمت مصالحهم واهدافهم لتدمير العراق وقتل شعبه ؟
حتى يتوضح الجواب علينا اولا التمعن في الدوافع والنتاثج المطلوب تحقيقها من خلال العمليات الارهابية التي يقومون بها في العراق حتى نعرف وندرك ما يتوافق منها مع مصالح واهداف الدول الكبرى والدول الاقليمية ومنها ما يلي :
1-تفكيك النسيج الاجتماعي او المجتمعي في العراق وصولا للتقسيم وانهاء وجود الدولة العراقية  : وهنا علينا ملاحظة ان مخططهم التقسيمي يقوم على الاعتبارات والمسلمات الاتية  :
أ‌-لايمكن للقوى الكبرى تقسيم العراق وتحويلة لدويلات متعددة بقرار سياسي فوقي او من الخارج او عبر الاحتلال المباشر له او عبر الاحزاب السياسية الموالية لها وتوليها للسلطة فيه او حتى عبر الصراع السياسي السلمي بينها وذلك لتماسك النسيج المجتمعي فيه ولوجود قوى مجتمعية وقيم وروابط جامعة له , وقد فشلت جميع تلك المحاولات التي قامت بها هذه الدول عبر تبني واستخدام  هذه الوسائل  بالوصول الفعلي لحالة التقسيم 
ب‌-ان تبني الارهاب والقيام بعمليات اجرامية كبرى منظمة ومنسقة ومتتالية ومتصاعدة ذات طابع طائفي وعرقي وبتغطية وترويج اعلامي وتثقيفي كبير له مع توجه سياسي وديني حاضن وداعم ومحرض ومروج ومبرر له ومدافع عنه سيؤدي حتما لتفكك النسيج المجتمعي الموحد وبالتالي سيسهل كثيرا تقسيم هذا المجتمع او الدولة وتتحول لكيانات عرقية وطائفية منغلقة على نفسها ومتناحرة ومتصارعة مع الاخر الذي اصبح عدوا لها بعد ان كانت شريكا له في الوطن
ج- بالارهاب وحده وما يستتبعه من فتن وماسي ومحن وجرائم كبرى سينهار السلم الاهلي وينشا ويزداد الاقتتال الداخلي او مايشبه الحرب الاهلية وتزداد الفرقة والقطيعة بين مكونات المجتمع العراقي وقياداته المختلفة والمتعددة وهذا بالضبط ما تريد تحقيقه وتسعى اليه الدول الكبرى والاقليمية في العراق من اجل تقسيمه وتفتيته 
2-الحيلولة دون قيام  الدولة المدنية وبناء مؤسساتها :
لا يمكن لاحد ان يتصور امكانية لوجود  الدولة المدنية او الديموقراطية ومؤسساتها  وعدم عسكرة الدولة في ظل وجود ظاهرة الارهاب المزمنة والمستفحلة في العراق , فمع وجود الارهاب ستنتشر القوى الامنية و العسكرية في كل مكان داخل المدن وخارجها وستكون هناك حالة طوارئ دائمة ومواجهات ومداهمات وسيطرات عسكرية مكثفة وغيرها وكل مفاصل الدولة ستكون في ظل حماية وتدخلات العسكر ان صح التعبير وستزيد معاناة المواطن وتخنق حرياته العامة والخاصة وتزيد المظالم والاجراءات التعسفية بحقه ومن جميع الاطراف وتنمو ظاهرة الدكتاتورية والقبضة الحديدية الامنية مجددا في العراق … والارهاب هو اقصى واعلى انواع الدكتاورية والظلم والاقصاء والالغاء وقتل الاخر وبالتالي سينتج عنه فعل قاسي وعنيف ومروع وهذا يعني رد فعل مشابه له ولربما اكثر عنفا وقسوة منه اي الصراع الدائمي والمستمر وغير المتوازن والمنضبط وبذلك يكون المواطن هو الخاسر الاكبر وتضيع معه احلامه ببناء الدولة المدنية الامنة والتي تحفظ حقوقه وكرامته وحريته , اذن من اهداف الارهابيين هو منع المواطن العراقي من بناء مؤسسات دولته المدنية ونيل حريته وحقوقه وهو نفس الهدف للدول الكبرى وبعض دول الاقليم .
3-تهديد المواطن ومنعه من المشاركة الفاعلة لبناء دولته والنظام السياسي الذي يريده :
لا يوجد احد في العراق غير خاضع للتهديد بالقتل من قبل الاعلام والمنابر المتحدثة باسم الارهابيين ما دام عاملا ضمن مؤسسات الدولة ويريد تقوية بنائها ويشترك في تطوير مؤسساتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية وغيرها ….فليس فقط السياسيون والعسكريون والامنيون معرضون للقتل والتهديد بل اصدر الارهابيون احكامهم بقتل كل من يعمل ضمن الدولة بمستوياتها ومفاصلها المختلفة وعموم المواطنين الساندين والداعمين والناشطين والعاملين في العراق , وهذا لايهدف فقط لتعطيل كل بنى الدولة ومنظومتها المتكاملة بجميع نواحيها ولكنه يهدف ايضا  لارغام جهات مختلفة سياسية وغير سياسية من الناشطين او المساهمين والمشاركين في بناء الدولة للانسحاب منها و الاصطفاف معهم والعمل معهم لهدم هذا البناء واعطاء الذرائع وتمهيد الارضية امام السياسيين الانتهازيين والطائفيين والمرتبطين بالخارج والجهلاء والنفعيين وممن لايملكون اصطفافا شعبيا من حولهم كي يقوموا بنشاطاتهم المناوئة والمعرقلة للجهود المبذولة لخدمة المواطن وبناء الدولة , اي انهم يريدون ايجاد حواضن سياسية وحزبية ورسمية واعلامية وعشائرية ودينية للارهاب كي ينطلقوا في مشروعهم التدميري الاكبر . وهذا ما وجدناه واضحا وما قد حصل فعليا خلال الاشهر القليلة الماضية وقد اصطفت العديد من الجهات مع الارهاب من حيث تعلم او لا تعلم وقد وجدناها  تبحث عن مبررات كثيرة علها تقنع الاخرين بل حتى نفسها لاتخاذها هذا الموقف الجبان والمتناقض مع مصالح الشعب والوطن  والكارثي والجاهل وقصير النظر. وهذا ما تسعى له الدول الكبرى والاقليمية لتبرير تدخلها في الشان العراقي الداخلي ودعمها وتبنيها العلني والرسمي للارهاب ومنظماته وشخصياته وحواضنه المختلفة    
4-ارباك مجمل العملية السياسية ورفض مبدا الديمقراطية والشراكة الوطنية  واسقاط الدستور :
وهذا اصبح واضحا جدا ومعلنا بجميع الخطابات والبيانات التي تطلقها الجماعات الارهابية وحواضنها ومنابرها ومحطاتها الاعلامية وتحت حجج وذرائع مختلفة ولا نحتاج الى سرده وتقديم الادلة عليه  ..  وما يهمنا قوله ان العمليات الارهابية الكبيرة والمنسقة والنوعية  والمتكررة والتي تطال كل مرافق الحياة في العراق واستهداف المواطنين الابرياء اينما وجدوا وحتى في اماكن العبادة المقدسة وفي الطرقات و الاسواق وغيرها من الاماكن العامة والمكتظة مع استهداف الاجهزة العسكرية والامنية ومؤسسات الدولة الرسمية وكل مسؤولي الدولة سواء في المركز او المحافظات والاحزاب والنخب العلمية والادارية والسياسية فان كل ذلك يستهدف ارباك الوضع الداخلي والفوضى السياسية الشاملة وخلخلة النظام و القانون العام في الدولة وكذلك من اجل اضعاف العراق على المستوى السياسي والعسكري والامني والاقتصادي وعدم قدرته على ممارسة دوره و تاثيره الاقليمي والدولي الفاعل والقوي .. فالمطلوب بالنسبة لدول الاقليم والدول الكبرى ابقاء العراق ضمن دائرة العنف  والارباك السياسي والفوضى والضعف والانكفاء والتقهقر الى الوراء وكل ذلك لايتحقق الا من خلال دعم الارهابيين للاستمرار بهذه الهجمات لمنع العراقيين من استكمال بناء نظامهم الجديد وتطوير بنى الدولة والحفاظ على وحدة واستقلالية بلدهم وحرية شعبه ورقيه ونمائه … وسنتحدث لاحقا  عن المبررات الواهية والغير حقيقية والساذجة والظلامية التي يطلقها دعاة الارهاب  والحكومات الارهابية الممولة لهم كي يبرروا عملياتهم الجرمية الكبرى بحق شعب العراق وكانما كل هذا القتل المروع والاجرام البشع المرتكب بحق شعب العراق المظلوم والبرئ  له ما يبرره ويدفع اليه ويحمل بعض المطالب والمظالم , وكانما المجرمين القتلة يعرفون معنى الحياة الانسانية ومعنى الاصلاح والتغيير والبناء ولهم صفات انسانية واخلاقية ومبادئ وافكار وقيم . 
5-عرقلة النمو الاقتصادي والارتقاء بمستوى الخدمات والمعيشة وعرقلة عجلة التقدم بالعراق :
زعزعة الاوضاع الامنية والاصرار على بث حالات الرعب والخوف والتضخيم الاعلامي المرافق لها والاضطرابات السياسية والاجتماعية المفتعلة وغير المفتعلة واظهار القوى الامنية واجهزة السلطة على انها عاجزة عن الحفاظ على الامن وارواح وممتلكات المواطنين ومرافق الدولة ومنشاتها المختلفة يؤدي حتما وبالنتيجة الى الكساد الاقتصادي وصعوبة تقديم الخدمات وعرقلة النمو والتقدم على جميع الاصعدة خصوصا اذا ترافق ذلك مع الاعلان والايحاء الاعلامي  ان الفساد مستشري بكل اجهزة الدولة دون استثناء ولا وجود لاي نزيه في العراق من اوله الى اخره وهذا ما تعمد اليه بعض الاجهزة الاعلامية والتي  تمنع  اظهار اي مشروع وانجاز تنموي في البلد ولا تتحدث عن الجوانب والمتطلبات الكثيرة الاخرى المعرقلة للنمو الاقتصادي فيه ولا تعمل على كشفها ومناقشتها والمشاركة في وضع الاليات والحلول المناسبة لها , وغير مدركين ايضا ان الارهاب نفسه هو اعلى درجات الفساد  والبيئة المناسبة لاستشرائه وحمايته  …
 وباعتقادي  ان استهداف الاقتصاد العراقي بجوانبه المتعددة هو من اهم اهداف ومخططات القوى الارهابية والحكومات الداعمة لها ..لان اي نمو اقتصادي في العراق سيجعله المنافس الاكبر لهذه الدول وسيفقدها الكثير من امتيازاتها وارباحها   وينهي سطوتها  مما لايجعلها المتحكمة الرئيسية والوحيدة بسياسات المنطقة وتنفيذ مخططات الاعداء فيها …فالاقتصاد هو العامل الاهم في قوة اي بلد  وفي تقدمه واستقراره السياسي والاجتماعي وحفظ الامن فيه  وفي تنمية علاقاته الدولية وتاثيره الاقليمي وجذب الاستثمارات والخبرات العلمية وكل متطلبات التطور والحداثة وتقديم الخدمات الامثل للمواطنين . ولذلك فان استهداف الاقتصاد وعرقلة مشاريع انمائه واستنزافه يعني فقدان القدرة على بناء منظومة الدولة وتقوية وترصين مرافقها المختلفة والعجز عن خدمة المواطن وتنمية قدراته وتحسين اوضاعه المعيشية وتعني تفاقم المشاكل الداخلية والمزيد من الحرمان والمظالم وتعني المزيد من الضعف السياسي والعسكري والامني وفقدان فرص التقدم والتطور والحداثة.
6-استهداف الجيش والقوى الامنية :
لم يعد خافيا ان استهداف الجيوش العربية والاسلامية عموما وتفكيكها والغاء جودها او اضعافها عدى التابعة منها او الحليفة لحلف الناتو والغرب هو احد اهم الاهداف الاستراتيجية لامريكا والغرب لحفظ امن اسرائيل واركاع امتنا وتقسيم دولنا المختلفة وان السبيل الامثل والطريق الانسب والانجح لتحقيق هذا الهدف هم الارهابيون عبر الحكومات الاقليمية الحليفة لامريكا والحاضنة والممولة لهم … وما عاد الامداد بالسلاح والاموال والدعم اللوجستي والسياسي الرسمي والاعلامي الكامل الذي تقدمه هذه الحكومات وبعض الدول الغربية للجماعات الارهابية سرا بل اصبح علنيا ومكشوفا وصريحا …فهناك تبني رسمي معلن من قبل هذه الحكومات وبعض الدول الغربية للارهابيين من اجل انهاك وضرب منظومة الجيوش العربية عموما والمعادية  لاسرائيل خصوصا .. بل اصبحت هناك حركات وقوى سياسية واسلامية عربية واقليمية  راعية وحامية لهذه الجماعات والمنظمات الارهابية وتعمل على تحقيق نفس الاهداف من اجل اطماع سلطوية وفئوية واحقاد شخصية  وتوجهات اقصائية ودكتاتورية بغيضة .. ولذلك فان استهداف الجيش العراقي بالعمليات الارهابية شبه اليومية ومنع بنائه على اسس قوية ومقتدرة ومتطورة وتزويده بالسلاح والتشهير به واتهامه بشتى الاتهامات من هنا وهناك ومنع انتشاره على كل الارض العراقية وحدود الوطن باكملها  وكذلك استهداف الاجهزة الامنية عموما والسلطة القضائية انما ياتي في هذا السياق والمخطط المتكامل المنفذ في منطقتنا ولابقاء العراق ضعيفا ومفككا وقابلا للتقسيم وغير قادر على حماية اراضيه وتحت التهديد المستمر والانتهاكات والاعتداءات الخارجية المستمرة ولتسهيل عملية عبور وتسلل الجمات المسلحة اليه او من خلاله الى الدول الاخرى … فضمان وحدة العراق واستقلاله واستقراره الامني وحماية السلم الاهلي فيه ودرء الفتن عنه  وحماية اراضيه ومنع الاعتداءات الخارجية عنه وحماية بنية الدولة ومؤسساتها وتمكينها من القيام بواجباتها انما يكون بوجود جيش وطني قوي واجهزة امنية كفوءة ومقتدرة وكل ذلك غير مسموح فيه في العراق من قبل هذه الدول الداعمة للارهاب …
وهنك للارهاب اهداف مهمة اخرى لايسعنا الحديث عنها الان وسنتركها لقادم الايام او لوقتها بمشيئة الله تعالى و منها مثلا ما يتعلق بالجانب الثقافي  والتطرف والفتن والطائفية وخيانة الاوطان وتحريف الدين وتشويهه ومحاربة العلم واشاعة الجهل والتخلف والغاء دور المراة في المجتمع والتداعيات الاجتماعية الكثيرة الاخرى للقتل الجماعي العشوائي وغيرها ..                     
ما المشروع الاصلاحي والتغييري للارهاب ؟؟ وهل يمكن للارهابيين ان يحملوا مشروعا وطنيا او ثوريا او تنمويا ؟؟  وهل يمكن ان يكونوا بديلا للانطمة الدكتاتورية او الفاسدة والظالمة ؟  وهل يمكن للشعوب الانقياد لهم ؟ للحديث والجواب عن ذلك بقية ان شاء الله تعالى .

أحدث المقالات