26 نوفمبر، 2024 12:22 م
Search
Close this search box.

عراقياً – سياسياً : ظاهرةٌ لا يظهر تفسيرها !

عراقياً – سياسياً : ظاهرةٌ لا يظهر تفسيرها !

على الرغم من أنّ الظواهر ” الأجتماعية والسياسية وغيرها , وعبر التأريخ ” وفي معظم دول العالم , قد جرى تفكيك رموزها واصولها وسيّما الدوافع والمسببات اللواتي ساعدت على ترسيخها وترويجها , حيثُ إتّخذت عملية التفكيك كلّ الجوانب والاعتبارات السوسيولوجية والسيكولوجية مع المستويين الثقافي والعلمي وحتى الأقتصادي , وتوغّلت الدراسات الأكاديمية والعلمية الى الأعماق ! حتى شملت الأساطير والخرافات التأريخية القديمة والحديثة , لكنّ ما يشذّ عن الواقع وهذه الوقائع هو المتغيرات التي طالت وأصابت فئاتٍ وشرائحاً وقطاعاتٍ من الشعب العراقي الكريم , وقطعاً بالأبتعاد الشاسع عن سمة التعميم .

لاشكّ ولا ريبَ أنّ وسائل التواصل الأجتماعي قد كانت عاملا حيوياً في الكشف وتعرية عمّا يختبئ في صدور وأدمغة البعض الكثير , وسلّطتْ اضواءً كاشفة على نسبة الصدأ الفكري واللون الذي اصبحت فيه مع تراكم السنين , ولعلّ أحد الأمثلة ” التي كأنها ” وسائل إيضاح ” إعلامية , هو اعتزاز بعض المواطنين في التعبير عن مشاعره الذاتية عبر السوشيال ميديا في نشر صورة أحد رؤساء العراق او أحد قادة العهد الملكي ووصولاً الى رئيس النظام السابق قبل عام 2003 أو الإطراء والترحّم على أحد هؤلاء الرؤساء ” من الحقبتين الملكية او الجمهورية ” حتى نتفاجأ في الفيس بوك من سرعة الرّد ” التي كأنها أسرع من سرعة الضوء ” من بعض المرء الآخر , في كيل الشتيمة والمسبّة وبأقبح واقذر المفردات البذيئة ” المعيب نشرها وتلفّظها قبل ذلك ” وإلصاقها بأحد الرؤساء والزعماء السابقين < الذين فارقوا الحياة منذ زمنٍ سواءً بموتٍ طبيعي او بالإعدام > , ولا يكتفون هؤلاء بذلك بل يُجيّرون مفرداتهم الفاقدة للّياقة الأدبية , ويلصقوها بصاحب المنشور او الصورة .! , وكأنّ آراءهم الفردية ينبغي أن تفرض نفسها فرضاً على المجتمع العراقي .! ومحظورٌ مخالفتها وفق شريعةٍ سماويةٍ غير موجودة .!

إنّ نشر هذه الردود والتعليقات ” السوقية ” قد يساعد لا في انتشارها فحسب , بل يعزز في ترسيخ افكارٍ وصورٍ ذهنيةٍ خاطئة ومشوّهة لدى الأجيال الحديثة عن التأريخ القريب , بجانب التشجيع اللا مباشر على استخدام المفردات الجارحة لدى المبتدئين والساذجين في استخدام السوشيال ميديا .

ما يُلفت النظر ومن زاويةٍ حادّة عدم مبادرة الأنتلجنسيا ” النخبة المثقفة ” والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني في الكتابة ” بصورةٍ جمعيةٍ مشتركة ” الى ادارة الفيس بوك او سواها في منع نشر هكذا تعليقاتٍ وردودٍ تخدش الذوق والأخلاق ” وهي من الشروط المحددة التي تستجيب لها ادارة الفي بوك ” , فعلامَ ولماذا هذا الصمت المستغرب .!

The most spectacular – الإكثر إلفاتاً للنظرِ والإثارة , أنّ هذه الأساليب والطرق والأفكار المتصدّئة وبمفرداتها ومحتوياتها المتّسخة لغوياً لم تكن معشعشةً في المجتمع العراقي قبل الأحتلال وعلى مدى نحو قرنٍ من الزمن , بالرغم من عدم وجود الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الأجتماعي , ونقصد هنا عدم ملاحظتها ومراقبتها كامنة في أذهانٍ وقلوب .! ولعلّها كانت مستوطِنه في إحدى زوايا الأمعاء الغليظة .!

 

أحدث المقالات