18 نوفمبر، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

حرب المقابر السورية … !

حرب المقابر السورية … !

سوريا بلد المحبة والتنوع والتعايش السلمي تتعرض لكارثة إنسانية ومجتمعية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي اختلف اقطابه الرئيسون على إسقاط النظام السوري وتركوا سوريا وشعبها وتاريخها  وعيشها الثقافي والاجتماعي المشترك كله يسقط ويصبح فريسة لحرب شرسة مدمرة بدأت بشكل ثوري وهدفها المعلن إسقاط النظام السوري والتغيير السياسي أسوة بدول الربيع العربي .. وتحول الصراع الى حرب طائفية مدمرة تغذيها وتشترك بها اطراف عدة خارجية وداخلية .
سكوت المجتمع الدولي عن انقاذ الشعب السوري في بداية الثورة حين كانت مظاهرات سلمية غير مسلحة جعل السوريين يستعينون بالشياطين في نهاياتها من اجل حسم هذا النزاع وانهاء الأزمة لأي طرف من الأطراف المعارضة او حتى السلطة .. الكثير من ابناء الشعب السوري يريدون رؤية نهاية قريبة لهذا الصراع الدموي الذي دمر سوريا شعبا واقتصادا وعسكرا دون ان يفرز فائزا للان لا احد يعلم من سيحسم الصراع ولكن الكل يعلم ان سوريا دمرت وقتل شعبها … الادارة الامريكية وإسرائيل تعتبر الوضع في سوريا مثاليا خصوصا بعد ان اصبح طائفيا ودخل تنظيم القاعدة الدولي على خط الصراع من الجانب السني وحزب الله من الجانب الشيعي .. فرصة لأمريكا ان تضعف النظام السوري من جهة وتشغل حلفاءه حزب الله وإيران بقتال القاعدة على الاراضي السورية وهذا برايي ما يجعل إدارة أوباما مترددة بالتدخل العسكري لانها باختصار لا تريد ان ترى منتصرا فيه ..
اسرائيل تقصف وتطمئن …! حالة غريبة شهدناها هذا الاسبوع حين أقدمت اسرائيل على قصف ما ادعت انه  أسلحة لحزب الله وبينت بعد يوم من الحادث ان القصف ليس دعما للجيش الحر ولكن منعا لحزب الله من ان يستغل انتشاره في سوريا لتهديد اسرائيل بأسلحة إيرانية هذا ما قالته اسرائيل ..
بعد ان تحولت الحرب السورية من سياسية تريد تغيير النظام الى طائفية تريد تغيير الخارطة السياسية في المنطقة برمتها .. ظهرت اساليب متعددة للقتال في هذه الحرب منها الإبادة الجماعية  حرق وتهديم دور العبادة الخطف الجماعي السيارات المفخخة .. ظهر اسلوب جديد من اساليب هذه الحرب الا وهو حرب المقابر .. او حرب القبور ابتدأته المنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة حين استهدفت المراقد المقدسة الشيعية ( قبر السيدة رقية ) وقبر السيدة زينب بنت علي التي تعرض لقصف وتفجيرات متعددة وبلغت حرب المقابر أوجها حين دخلت  مجموعة مسلحة تنتمي للقاعدة قبر الصحابي حجر بن عدي وأعلنت عن نبش قبره ونقل رفاته الى جهة مجهولة على حد قولهم …
الحادث أستفز الشيعة بالعالم اجمع وأعلنت المؤسسات الدينية في النجف وباقي دول العالم عن غضبها من ادخال مراقد الشيعة المقدسة في هذه الحرب الامر الذي جعل حالة الاستنفار الشعبي في المجتمعات الشيعية على أشدها ،،
من الطرف الاخر اعلن تنظيم مسلح اخر دخوله في طرف النزاع لحماية هذه المراقد مثلما اعلن وهو لواء ابو الفضل الذي يتكون غالبيته من شيعة عراقيين ينتمون لتنظيم العصائب المنشق من التيار الصدري والمدرب في ايران ..
حرب المقابر هذه جعلت اللعب اصبح مكشوفا والقوى التي كانت تدخل سوريا ملثمة اناطت اللثام عن وجهها بعد اعلان حرب المقابر السورية ….
السؤال كيف سينتهي هذا النزاع في ظل هذا التأزم المستمر والممتد والمنتشر في كل الاراضي السورية .. مقاتلون من كل انحاء العالم  حتى من استراليا التي اعلن وزير خارجيتها ان مئات من حملة الجنسية الأسترالية انضموا الى سلك القتال في الحرب السورية ملبين نداء جمعيات اسلامية في استراليا دعت الى الجهاد ضد النظام السوري .. إذن المشهد اصبح مشهدا لحرب عالمية مصغرة تشترك بها كل الجنسيات ومن جميع الأطراف
ولايوجد بها خاسر حقيقي الا الشعب السوري الذي هجر الملايين منه في دول الجوار واغتصبت بناته في معسكرات اللاجئين الاردنية والتركية وقتل عشرات الالاف من شبابه طوال العامين المنصرمين
لا يوجد للان من يستطيع ان يخلص سوريا وشعبها المسكين من لعنة الحرب والتدمير غير الله خالق السموات والارض .. هو وحده الذي باستطاعته انقاذ هذا الشعب .. خصوصا وان المجتمع الدولي قد اشترك فعليا بجرائم قتل الشعب السوري حين ظل ساكتا عن ما يجري فيها
حرب القبور السورية التي اشتعلت يبدو انها ستحول ارض الشام الى مقبرة كبيرة يدفن بها تاريخ ونضال وثقافة شعب شرق اوسطي عريق اسمه الشعب السوري المظلوم

أحدث المقالات