خاص : ترجمة – محمد بناية :
توجه نائب الرئيس الإيراني، “إسحاق جهانغيري”، على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى إلى “الجمهورية السورية”، التي تدين بأجواءها الهادئة الراهنة لرجال صمدوا أمام الإرهاب، رجال نزلوا ميدان المعركة أحيانًا يرتدون ملابس القوات المسلحة السورية، وأحيانًا أخرى احتشدوا من كل دول العالم دون إلتفات إلى اللون والبشرة والعرق والدين، وكل ما يعنيهم هو إحباط مخططات وحروب الأعداء التي أخجلت البشرية. بحسب ما نشرته صحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية؛ الأصولية.
وهذا اللقاء إنما يعكس، بخلاف استمرار المقاومة على مدى أربعين عامًا منذ انتصار “الثورة الإيرانية” وحتى الآن، الرفقة الإيديولوجية التي لا تأبه للمكاسب المادية وخداع العالم، رفقة لا تأبه للمغريات مهما كانت خيالية.
“جهانغيري” في دمشق..
بالأمس الأول؛ بدأ نائب الرئيس الإيراني زيارته، التي تستغرق يومين، إلى “الجمهورية السورية” بغية اللقاء والتشاور مع المسؤولين رفيعي المستوى.
والتقى “إسحاق جهانغيري”، رئيسا الجمهورية، “بشار الأسد”، والوزراء، “عماد خميس”، وعددًا من المسؤولين السوريين، وتناولت المباحثات سُبل تطوير التعاملات الثنائية وسُبل تسريع ملف التعاون “الإيراني-السوري” على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وشارك، في الوقت نفسه، باجتماع اللجنة “الإيرانية-السورية” المشتركة العليا، ومراسم التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائية، لاسيما اتفاقية التعاون الجامعة بين البلدين، وألقى خطابًا في “مؤتمر التجارة الإيراني-السوري”، وزار حرم “السيدة زينب” و”السيدة رقية”، وكذلك “المسجد الأموي”.
وقيل إن “جهانغيري”؛ قد أصطحب معه وفدًا من 40 ناشطًا اقتصاديًا في القطاع الخاص الإيراني، لمناقشة خطط كيفية الاستثمار بين البلدين، بخلاف تنسيق مجالات التعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص في “إيران” و”سوريا”.
العلاقات “الإيرانية-السورية”.. ليست للبيع !
تقول “مائدة شیرپور”، الصحافية بجريدة (السياسة اليوم) الإيرانية: “العلاقات (الإيرانية-السورية) عميقة لدرجة إنهما ساندا كلامها الآخر حتى في أكثر الفترات تأزمًا، فحين رفض العالم أن يبعنا السلاح، وحين كانت مدننا تتعرض لقصف نظام البعث العراقي، جمع حافظ الأسد السلاح لأجلنا؛ والآن يسعى المستشارون الإيرانيون، تحت التهديدات والعقوبات، للحصول على لقب حليف القرن الوفي ومساندة الحكومة القانونية والشرعية وإقرار الأمن الشامل في سوريا”.
متابعة: “ولم يتورع، لا بشار الأسد ولا وليد المعلم، عن دعم وجود المستشارين الإيراني في سوريا؛ رغم التهديدات الغربية، وطرح الأسد مجددًا عرض المملكة العربية السعودية، قبل أشهر، بشان فك الإرتباط (الإيراني-السوري)، قائلاً: “عرض السعوديون علينا تكلفة قطع العلاقات مع إيران، لكن العلاقات (الإيرانية-السورية) ليست للبيع، ولا يجرأ أحد على تحديد التكلفة”. وكانت بعض الدول، ومن بينها السعودية، قد طرحت هذا الموضوع منذ بداية الأزمة السورية وخلال أطوارها المختلفة”.
إحياء رحلات “السياحة-الحج” إلى دمشق..
بالتوازي مع العلاقات الإستراتيجية الإيرانية مع “سوريا”؛ وعد حجة الإسلام والمسلمين، “سيد علي قاضي عسكر”، مندوب الولي الفقيه لشؤون الحج والزيارة، بإستئناف رحلات “السياحة-الحج” إلى “سوريا”؛ بالشكل الذي يساعد صناعة السياحة السورية ويضفي رونقًا على اقتصاد البلدين.
دول “سوريا-إيران-روسيا” تقضي على الإرهاب في العالم..
لا يزال التعاون “الإيراني-السوري”، على مدى الأربعين عامًا الماضية، وفي ظل الفترات المختلفة التي مر بها الشرق الأوسط، قائمًا.
من ثم فلا مجال لمناقشة وجود هذا التعاون من عدمه. لكن العنصر الجديد الذي طرأ على الحرب السورية كان الروس، وما القضاء على خطر الإرهاب في العالم إلا نتيجة للتعاون الثلاثي بين هذه الأطراف.
وقد قوى هذا التحالف، بالنظر إلى الوضع الراهن، وبحكم المصالح والتطورات الدولية، وإنطلاقًا من دعم الطرف المقابل للإرهاب، ولم تقضي “سوريا” و”إيران” و”روسيا” على الإرهاب في “سوريا” فقط؛ وإنما في كل الدول التي تستشعر خطر الإرهاب حول العالم.
وقد تحالفت الدول الثلاث إنطلاقًا من أهمية الإلتزام بالقوانين الدولية، ونظرًا للأوضاع الحالية. ورغم التهديدات والعقوبات؛ لا يمكن إنكار وجود المستشارين الإيرانيين في “سوريا”، سواءً أراد الأميركيون والإسرائيليون أم لا، وكذلك دخول مجموعة من المتطوعين لمكافحة الإرهاب، يقودهم وينظمهم قيادات إيرانية.
وعليه؛ فقد دافعت “إيران” و”سوريا” عن الشعوب المظلومة ضد عمليات الإرهابيين وقدموا الشهداء والدماء في سبيل المحافظة على أمن المنطقة، وبالتأكيد بمقدور البلدين خلق تعاون إستراتيجي أعمق. ومن ثم فوجود فريق اقتصادي إيراني في “سوريا”؛ قد يتمخض عن المزيد من التعاون بالشكل الذي يخدم مصالح البلدين.