سكان منطقة هياكل الغزالية يرفعون اصواتهم ومعاناتهم الى الحكومة ومؤسساتها لايجاد الحلول اللازمة لمشاكل المحلة، واكمال الخدمات التي تفتقر لها من اكساء وتبليط وتنظيف الشوارع وشبكات الصرف الصحي، وتخليصهم من معاناتهم الكبيرة والتي طال امدها بسبب عدم استجابة الجهات الحكومية لمطالبهم من خلال الشكاوى التي تقدموا بها الى المسؤولين.
الموقع الجغرافي لمنطقة هياكل الغزالية
تقع منطقة هياكل الغزالية غرب مدينة بغداد بالقرب من جامع ام القرى، وهي المنطقة المحصورة بين طريق سريع صلاح الدين ومنطقة الغزالية، ، وتحيط بها مناطق حي الخضراء والعدل وحي السلام والخطيب، وتتألف من اربع محلات (657،658،659) بجانب، ومحلة (446) تقع في الجانب الاخر، ويفصلهما شارع الهياكل، وهو الذي يصل الطريق السريع بمنطقة الغزالية، سميت بمنطقة الهياكل نسبة الى الدور غير المكتملة البناء، والمشيدة على اراضٍ وزعت الى ضباط الجيش العراقي السابق برتبة عميد وعقيد في تسعينيات القرن الماضي، وبمساحة (300) متر مربع لكل قطعة ارض، وبعد الاحتلال اقام الجيش الامريكي في هذه المنطقة واتخذها معسكرا ومقرا له، مما ساهم في تدمير اغلب الهياكل المشيدة بسبب حركة الجيش واسلحتهم الثقيلة، وبعد خروج الجيش الامريكي قسمت هذه الاراضي من قبل اصحابها الى مساحات صغيرة (150 و 100) متر مربع وبيعت الى المواطنين.
تعاني اليوم هذه المنطقة التي اتسعت بعد عام (2006) لتصل حاليا الى اكثر من (4500) منزل، من سوء الخدمات ونقص البنى التحتية، اذ يفتقر سكان هذا الحي الى ابسط الخدمات الاساسية من صرف صحي وكهرباء وشوارع معبدة وغيرها، وتتفاقم معانتهم في فصل الشتاء عند هطول الامطار.
اكثر من خمسة عشر الف نسمة دون مركز صحي
“رغم عدد نفوسها وكبر مساحتها الا انها تفتقد الى مركز صحي او عيادة شعبية، ويعالج المرضى في عيادات او مستشفيات خاصة، وهذا ما يزيد من اعبائنا المالية وخاصة ان اغلب سكان هذه المنطقة من موظفي الدولة وذوي الدخل المحدود. هذا ما تحدث عنه المواطن نهاد محمد، مضيفا “غالبا ما ينقل المرضى الى مستشفيات الكاظمية او الشعلة او اليرموك، مما يزيد من معاناتهم، مطالبا الحكومة ببناء مركز صحي قادر على تقديم الخدمات الصحية لهذا الحي وهو حق من حقوقنا.
الامطار وطرق غير معبدة وتكدس النفايات
اما المواطن محمد حسن بين “تزداد معاناتنا في فصل الشتاء وخاصة عند تساقط الامطار اذ تصعب وتتوقف الحياة في المدينة، وينقطع التلاميذ عن مدارسهم والموظفون عن دوائرهم، نتيجة الاوحال التي تغطيها والبرك الاسنة التي تسببها الامطار التي تختلط مع مياه الصرف الصحي، وذلك لعدم تبليط الازقة او اكسائها بمادة الحصى الخابط (السبيس) ، ولعدم وجود انابيب لتصريف مياه الامطار، بالرغم من مرور اكثر من عشرة اعوام على انشاء المدينة.
وعلى مدى تلك الفترة لم تبلط الشوارع والازقة الصغيرة، ما عدا شارع واحد هو شارع في المحلة (446) والتي نفذت لها شبكة الصرف الصحي ولم تنفذ للمحلات الاخرى ولا نعلم السبب، وبين ايضا ظاهرة انتشار النفايات في الشوارع العامة والازقة، وتكدسها باستمرار وعدم رفعها من قبل امانة بغداد مما يسبب الاوبئة والامراض وانبعاث الروائح الكريهة منها، اما الشوارع والازقة في هذه المحلات فهي ايضا معاناة كبيرة اذ يصعب السير فيها لانها غير مستوية ولم تعدل.
ويؤكد المواطن محمد انهم قدموا عدة شكاوى الى البلدية وامانة بغداد ومجلس محافظة بغداد، لغرض تعديل الشوارع ولو بمادة الحصى الخابط (السبيس) الا ان تلك الجهات لم تستجب لنا.
اكثر من عشرة اعوام والمدينة تفتقر للكهرباء وشبكة الصرف الصحي
تفتقر المحلات (657، 658، 659) الى شبكة الصرف الصحي (المجاري)، وكان من المفترض ان تكون هناك مشاريع لانشاء تلك الشبكة، الا ان العمل انجز في محلة (446) فقط ولم يباشر في المحلات الاخرى، مما استدعى بعض السكان في تلك المحلات بانشاء شبكة للصرف الصحي على حسابهم الخاص بعد جمع مبالغ مالية تصل الى مليون دينار لكل منزل، وعمل المجاري لازقتهم وربطها في شبكة المجاري الرئيسية، ولكن هذه العشوائية في العمل والتجاوز على هذه الشبكة، ادى الى الزخم وطفح المجاري لانها لا تتحمل اكثر من قابليتها الاستيعابية المصممة لهذا الغرض، اما الاخرين الذين ليس لديهم القدرة على دفع تلك التكاليف، اعتمدوا على بناء خزانات الصرف الصحي (السبتتنك) داخل منازلهم، مما تسبب التلوث والامراض اضافة الى زيادة كلف صرفياتهم نتيجة سحب المياه الثقيلة عند امتلاء تلك الخزانات، وهي طريقة قديمة وغير حضارية وقد تم تجاوزها في اغلب احياء بغداد.
اما الكهرباء فهذه المدينة كأي مدينة اخرى في بغداد، تعاني من انقطاع الطاقة الكهربائية المستمر وعدم استقرارها، وقلة عدد محولاتها وعطلها في اغلب الاحيان نتيجة الاحمال الزائدة عليها من قبل احياء التجاوز والزراعي القريبة منها، يضاف اليها معاناتهم من اصحاب المولدات وأسعار الامبير العالية والتي تصل الى عشرين الف دينار.
المنطقة لا توجد فيها مدارس وتفتقر الى خطوط نقل
رغم الرقعة الجغرافية الكبيرة التي تشغلها هذه المنطقة، لا توجد فيها مدارس لاي مرحلة من مراحل الدراسة، لذا فأن جميع التلاميذ يكون دوامهم في مدارس الاحياء الاخرى، مما يسبب لهم معاناة كبيرة في الوصول الى مدارسهم اضافة الى وقتهم الضائع وتحمل العوائل اعباء مالية نتيجة خطوط نقل ابنائهم، كما ان المنطقة تفتقر الى خطوط النقل التي تربطها بباقي المناطق، ويعتمد السكان على سياراتهم الخاصة في تنقلاتهم. وبالرغم من وجود مساحات فارغة الا انها لم تشجر من قبل الامانة رغم المناشدات العديدة لسكان المدينة واصبحت مناطق لرمي النفايات وانقاض الابنية بها، لتصبح مرتعا للقوارض والحشرات.
مواشي وكلاب سائبة
نتيجة لانتشار النفايات والاوساخ تتسع ظاهرة تربية ورعي الاغنام والماعز في المنطقة، حيث يقوم اصحاب قطعان المواشي برعيها في الازقة والشوارع وقرب حاويات النفايات، اذ يقوم الرعاة بقلب الحاويات وتفريغ محتوياتها من الاوساخ وبقايا الطعام على الارض، اضافة الى قطع النباتات والمزروعات في الحدائق المنزلية، مخلفة ورائها اثارا غير لائقة من تناثر الاوساخ وفضلاتها مما يسبب تجمع الذباب والحشرات بصورة كبيرة، والتي تعمل على نقل الاوبئة والامراض، وتشوه المدينة. ويطالب المواطنون ان تكون هناك رقابة مشددة من قبل امانة بغداد والمجلس البلدي ووضع حد لهذه الظاهرة وفرض غرامات على اصحاب الحيوانات ومنع رعيها داخل المناطق. اضافة الى انتشار ظاهرة الكلاب السائبة في الاونة الاخيرة، مما يستدعي علاج هذه الظاهرة.
ظاهرة التجاوزات
تؤثر ظاهرة التجاوزات والعشوائيات والاراضي الزراعية التي قسمت الى مناطق سكنية على البنية التحتية للمدينة، من خلال التجاوز على شبكة الكهرباء وشبكة الماء والمجاري مما تسبب تلك التجاوزات من قبل المواطنين، شحة في مياه الشرب وعطل المحولات الكهربائية بسبب الاحمال الاضافية عليها،اضافة الى تجاوزات اهالي المنطقة على الارصفة ومناطق التشجير مما يعيق حركة المشاة وحركة السيارات. ويطالب الاهالي امانة بغداد برفع تلك التجاوزات ومحاسبة المتجاوزين.
واكد المواطن ابو ليث الذي يعمل في بيع وشراء الاراضي قائلا “تحركنا كثيرا وقدمنا شكاوي عديدة الى امانة بغداد والمجلس المحلي ونشرت معاناة محلتنا في الصحف والفضائيات، نطالب بها بتوفير الخدمات وبناء المدارس وتبليط الشوارع، ولكن لم يستجيب احد لمطالبا، مبينا “منذ فترة طويل وعملنا في بيع وشراء العقارات شحيح جدا في هذه المنطقة لكونها غير مخدومة ولا تتوفر فيها ابسط الخدمات.
ويجمع اهالي المنطقة على ان منطقتهم تستحق ان تسمى بالمنكوبة، لعدم تقديم الخدمات لها من قبل الحكومة وعدم زيارتها من قبل اي مسؤول حكومي، وكأنها منطقة نائية وليست واحدة من احياء العاصمة بغداد.