العراق مهد الحضارات ووادي الرافدين، يشغل الجزء الشرقي من الوطن العربي، يمتد فيه نهرا دجلة والفرات اللذان منحاه اسم ( بلاد وادي الرافدين ) ويلتقيان في الجنوب ليكونا شط العرب.
يعتبر العراق مهبط النبوات ومنطلق اولى أضاءات الفكر البشري، على ارضه عرفت الحضارةُ مهدها الاول وأسهمت في تطور الحياة الانسانيةُ منذُ اقدم العصور، ومن حضاراته السومرية والاكدية والبابلية والآشورية والكلدانية.
يا ترى هل سيكتب التأريخ عنا كما كتب عن اقوامنا الاولى ؟ وهل سيذكر ما يحصل اليوم في العراق ؟
قطعاً سيكتب ولكن ماذا سيقول!!!
في لحظات عندما افكر ينتابني شعور واحياناً شك بأن هذا البشر الموجود اليوم في العراق هو ليس كذاك الذي صنع الحضارة ومد الحياة الانسانية بألاضاءات الفكرية والعلمية، ما الذي حصل! هل تغير الفرد العراقي ، ام ان هناك جرثومة نفذت الى داخل المجتمع، وقامت بتغيير جميع المفاهيم والمعتقدات وربما حتى شكل البشر وأن مصدرها قوات الاحتلال الامريكي، لانها برزت بشكل واضح بعد عام 2003 .
في نهاية كل شهر تصدر احصائية للحصيلة النهاية لمجمل اعمال العنف والخسائر التي تحدث بالارواح، مع ملاحظة ان هذه الارقام تأخذ بالازدياد وليس النقصان، واذا استمر هذا الحال على ما هو عليه، فلا عجب ان يوما ما سيذُكر ان كل الشعب قتل ولا احد يعيش في العراق، فأن حصيلة شهر نيسان الماضي هي الاكثر دمويةً منذ نهاية عام 2012 .
فالاعمال التي تحدث في طبيعتها سياسيةً وذات ميول ربما تكون طائفية.
فهناك جهات تحاول استغلال الوضع السياسي المربك لاثارة النعرة الطائفية في البلد بين هذا المكون وذاك، والاغرب منه ما يقوم به ملوك السياسة والعقول المدبرة للسيناريوهات عبر تصريحاتهم في وسائل الاعلام الموجهة والبعض منها تخدم مصالح معينة وتعتاش على مثل هذه الاوضاع .
ليس بعيدأ ن ذلك وقفة شيوخ العشائر العراقية الاصيلة وما قامت به من دورشجاع في احنك الظروف واشد المناطق سخونة للتعبير عن رأيهم ووقوفهم صفأ واحداً لمحاربة الارهاب والبراءة منهم ، نعم يدأ بيد لنتكاتف ونبني وطننا ونحمي عوائلنا وابنائنا من السيئين ومن الافكار الخبيثة، لنصنع مصلاً لقتل جرثومة الافكار المريضة والعقائد المنحرفة، ولا عجب !!
ان بلدنا سيجتاز هذه المرحلة كما فعل سابقاً، فعمقه التأريخي وصناعته للحضارات هي التي تقول ذلك، وهو باقي لان الانطلاقة الاخرى لأضاءة البشرية من جديد ستكون من هنا وستملئ الارض قسطاً وعدلً كما ملئة ظلماً وجورا.
بسم الله الرحمن الرحيم ( سلاماً قولاً من رب رحيم ) صدق الله العظيم .