دخلت القوات العراقية اليوم بلدة سليمان بك بمحافظة صلاح الدين الغربية اثر انسحاب المسلحين سلماوفقا لاتفاق سلام رعته العشائر وانقذها من حمام دم بعد انتهاء انذار القوات الامنية للمسلحين بالانسحاب منها اليوم قبل مهاجمتها فيما يعد المحتجون لتوسيع تظاهراتهم في جمعة “خرق المطالب” بالتراففق مع رفع السلطات حظرا التجوال فرضته الليلة الماضية في العديد من مناطق البلاد الغربية والشمالية بينما لم تظهر اي استجابة للقادة العراقيين بعد لحضور اجتماع دعا اليه الوقفان الشيعي ليعقد مساء اليوم .
القوات العراقية تدخل بلدة سليمان بك بدون قتال وتقوم بتمشيطها
وبعد ترقب استمر 48 ساعة ومخاوف من مواجات دامية بين القوات العراقية والمسلحين الذين سيطروا على ناحية سليمان بك بمحافظة صلاح الدين الغربية فق نجح اتفاق رعته عشائر المنطقة بانسحاب المسلحن منها ودخول القوات سلميا اليها حيث تقوم الان بتمشيط مناطقها بحثا عن اسلحة او معدات خلفها المسلحون الذيت تم ضمان سلامتهم.
وجاء هذا التطور اثر اتفاق عقد بين محافظ صلاح الدين احمد الجبوري وبين العشائر المسيطرة في ناحية سليمان بك على تسليم الناحية الى الاجهزة الامنية مقابل عدم اقتحام البلدة وضمان سلامة المسلحين الذين اخلوا المدينة فجر اليوم تماما.
وتواصلت في الساعات الاخيرة تعزيزات القوات المسلحة العراقية بكثافة حول مدينة سليمان بك التي يسيطر عليها المسلحون الذين امهلوا 48 ساعة تنتهي اليوم لمغادرتها بعد ان فرضوا سيطرتهم عليها عليها بعد معارك دامية ضد قوات الامن التي انسحبت منها.
وبحسب اجهزة الاستخبارات العراقية فان حوالي 175 مسلحا كانوا موجودون في سليمان بك هم 25 عنصرا مفترضا من القاعدة و150 من جيش النقشبندية الذي يضم في صفوفه ضباط سابقين في جيش نظام الرئيس السابق صدام حسين ترتبط بنائبه السابق عزة الدوري.
واليوم نفت وزارة الدفاع لعراقية سقوط اي طائرة لها في المناوشات مع المسلحين وقالت في بيان صحافي اليوم “تناولت بعض وسائل الاعلام عن سقوط طائرة مروحية تابعة الى قيادة طيران الجيش في محافظة صلاح الدين وان القيادة تنفي سقوط أي طائرة في قاطع المحافظة وندعو وسائل الاعلام الى توخي الدقة في نقل المعلومات من المصادر الرئيسية”.
وقد شهدت الساعات الاخيرة تصاعد الاشتباكات المسلحة بين القوات الامنية وجيش رجال الطريقة النقشبندية بقيادة عزة الدوري الامين العام لحزب البعث النحظور نائب الئريس السابق صدام حسين في المناطق السنية غربا وشمالا فقد اصدرت السلطات العراقية قرارات بحظر التجوال في هذه المناطق شملت محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى لكنها رفعته اليوم اليوم الجمعة حيث عادة مايحتشد الالاف لاداء صلاة موحدة . وتتخوف السلطات من حصول صدامات مسلحة بين المحتجين اليوم والقوات الامنية التي صدرت لها اوامر بالابتعاد عن ساحات الاعتصام.
وخلال الايام الثلاثة الماضية من المعارك فقد قتل حوالي 200 شخصا واصيب 286 آخرون بينهم عدد كبير من عناصر الشرطة والجيش الحكوميين. وتعتبر هذه الاضطرابات الاشد دموية التي ترتبط بتظاهرات احتجاج ضد رئيس الوزراء نوري المالكي انطلقت في 25 من كانون الاول (ديسمبر) الماضي في المناطق ذات الغالبية السنية في هذا البلد الذي يشكل الشيعة اغلبية سكانه.
وفيما اعلن جيش النقشبندية عن نقل عملياته المسلحة الى العاصمة بغداد فقد اشار في سلسلة بيانات على مدى الساعات الاخيرة الى قيام عناصره وبمساندة من مسلحي العشائر بتنفيذ عمليات مسلحة استباقية في بلدة سليمان بيك لمنع وصول التعزيزات العسكرية اليها. وقال انه قام بحرق عجلة همر تابعة لقوات دجلة في ناحية سليمان بيك واسار الى انسحاب ١٧ الية عسكرية و٤٠ عجلة من قوات سوات المكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية و بينها عجلات مدنية محملة بجنود فروا من ساحة الاشتباكات والمواجهات وتوجهوا الى بغداد .
واضاف انه تم ايضا التصدي لرتل مكون من 3 همرات للقوات العراقية كانت قادمة من تكريت الى ناحية سليمان بيك وتم حرق احداهن كما تمت مهاجمة فوج للشرطة بقذائف الهاون شمال الفلوجة ..وكذلك حرق همرين قرب قرية بئر الذهب التابعة لناحية سليمان بيك وحرق همر اخر قرب قرية الغماز التابعة لناحية سليمان بيك ايضا والدخول باشتباكات عنيفة مع الشرطة والجيش . واوضح ان قام ايضا
بتدمير عجلتي همر بالقرب من فلكة العلم في مدينة تكريت. وقال انه تصدى لقوة كانت قادمة من البصرة الى محافظة صلاح الدين بالقرب من ناحية سليمان بيك بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة فتوقفت القوة ما يقارب ٢٠ دقيقة وبعدها عاد افرادها هاربين . واضاف ان عناصر النقشبندية والعشائر هاجموا ثكنتين تابعتين للجيش العراقي قرب قرية الهيازعية في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك الشمالية وتم حرق 4 همرات بما فيها.
واضاف جيش النقشبندية ان عناصره هاجموا سيطرة المحمودية الواقعة على طريق المنزله في قضاء الحويجة والاستيلاء على جميع اسلحة جنودها وذخائرها بعد ان سلم افراد السيطرة انفسهم لجيش رجال الطريقة النقشبندية الذين قاموا بإستهداف طائرة عسكرية للجيش في ناحية الشورى والاستيلاء على نقطتين للجيش في سامراء حيث تم هروب ٦٠ فرد من مغاوير الداخلية .. كما تم الاستيلاء على ١٣ مركبة عسكرية نوع همر مع جميع اسلحة افرادها قرب قرية سن الذبان التابعة لقضاء الحويجة
وايضا قام جيش رجال الطريقة النقشبندية وبمساندة العشائر العراقية بحرق وتدمير عجلتين نوع همر قادمة لإسناد قوات دجلة قرب قرية المفتول الواقعة بين منطقة لنجانه.
امير الدليم : المعركة القادمة في بغداد
واعلن امير عشائر الدليم علي حاتم سليمان أن “المعركة القادمة” ستكون في بغداد وحذر من ان ”جميع القطعات العسكرية” ستكون “مستهدفة” في حال قصفت القوات الامنية قرية سليمان بيك.
وقال إن “المعركة القادمة ستكون في بغداد وذلك بعد ان نحرر الانبار وصلاح الدين وبقية المحافظات” واشار الى ان “معركة بغداد ستكون في المنطقة الخضراء لإسقاط الحكومة “ولن نهاجم الوزارات و الاسر البغدادية .. واذا قدمنا الى بغداد لن تكون مشكلتنا مع الصدريين او المجلس الاعلى مشكلتنا الوحيدة هي مع المالكي وعلي غيدان (قائد القوات البرية) وكل من اصدر اوامر بقتلنا سيكون هدفا لنا”كما نقلت عنه وكالة القدس برس.
وتساءل قائلا “هل يرضى اهل بغداد بالذي جرى علينا من قتل وتشريد لعوائلنا وشبابنا”، مشددا على أنه “في حال هاجمت القوات الامنية قرية سليمان بيك سنعلن عن سياسة الارض المحروقة وسيتم استهداف كل القطعات العسكرية الموجودة في كل المحافظات”. ووجه سليمان رسالة الى قائد القوات البرية علي غيدان قائلا “لن نقدم النصيحة لك بل نتوعدك ونقول لك نحن قادمون اليك وان طال الزمان، سننال منك، وسنثأر لدماء المعتصمين والابرياء”. واضاف أنه “لا داعي بعد الان للحديث مع الحكومة ، ولا مفاوضات بعد اليوم ولن نجلس على طاولة حوار مع القتلة”. وقال “لن نسمح لأي شخص مهما كان بان يكون طرف ثالث او وسيط يدعو الى التهدئة، ومن يدعو الى التهدئة فهو انسان عفن ولا يملك من الدين ذرة”. وأضاف “نحن كنا نترقب خطاب رئيس الوزراء نوري المالكي لكنه كان خطابا مسموما ومراوغا وكاذبا ويدفع الناس إلى الفتنة”.
جمعة حرق المطالب ومبادرة الوقفين الشيعي والسني
وقد اعلنت اللجان التنسيقية للاحتجاجات ان الحراك الشعبي في المحافظات المحتجة اليوم سيكون تحت شعار جمعة حرق المطالب. وقالت اللجان أنها أطلقت اسم جمعة “حرق المطالب” في المحافظات ”المنتفضة” مؤكدة أنها تمثل المرحلة الأولى من مراحل “التصعيد” ضد حكومة المالكي مؤكدة أن مرحلة التفاوض معها انتهت.
ولم يعرف بعد فيما اذا كان القادة العراقيون سيستجيبون لمبادرة اطلقها الاربعاء الوقفان الشيعي والسني للاجتماع اليوم الجمعة لحل الأزمة السياسية ووقف التصعيد الطائفي . ووجه الوقفان الدعوة للمشاركة في الاجتماع إلى كل من: رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائبي رئيس الوزراء صالح المطلك وحسين الشهرستاني ووزير المالية رافع العيساوي ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي والشيخ احمد ابو ريشة أضافة إلى ممثل عن اقليم كردستان في بغداد.
يذكر ان محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام والغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.