اغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات العراقية في الساعة الخامسة مساء اليوم السبت بالتوقيت المحلي وسط اقبال متواضع على التصويت الامر الذي دفع مراجع الشيعة الاربعة الكبار يتقدمهم السيستاني بتوجيه نداء الى العراقيين في اخر ساعات لمشاركة واسعة ف بينما سجل مراقبون خروقات لقوائم كبار المسؤولين يتقدمهم المالكي والنجيفي والصدر والحكيم فيما حذر علاوي من تزوير نتائج الانتخابات .
فقد اغلقت 32 الف و102 محطة اقتراع ابوابها في المحافظات الاثنا عشر الت شهدت الاقتراع في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (2 غرينتش بعد الظهر) بعد ان استمرت عمليات التصويت 10 ساعات سجل فيها اقبال ضعيف على التصويت تراوح بين الثلث والنصف من عدد الناخبين البالغ 13 مليون و800 الف مواطن يبدو انه كانت نتيجة لعدم ثقة المواطنين بالمرشحين واحباطهم من سوء اداء الحكومات المحلية في محافظاتهم التي انتخبوها عام 2009 .
وقالت مفوضية الانتخابات انها بدأت على الفور عمليات عد وفرز اصوات الناحبين في صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية المنتشرة في المدن والأقضية والأرياف بحضور المراقفبين من الكتل السياسية يتبع ذلك تسجل الأصوات وتقييدها في سجل وبعدها تعاد كل استمارة إلى صندوقها الأصلي ويختم بأختام جديدة مرقمة وترسل الصناديق إلى مركز العد والفرز الرئيسي في بغداد من أجل إعادة العملية وبحضور المراقبين ايضا. واشارت المفوضية الى انها ستعلن خلال الساعات المقبلة نسبة اولية للمشاركة في الاقتراع لكن النتائج النهائية للانتخابات لن تظهر قبل الخميس المقبل.
وقد دفع ضعف الاقبال على التصويت المراجع الشيعية الاربعة الكبار في العراق آيات الله السيد علي السيستاني والشيخ محمد أسحاق الفياض والشيخ بشيرالنجفي ومحمد سعيد الحيكم الى توجيه نداءات الى المواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات اليوم لاختار أعضاء مجالس المحافظات.
واكد المرجع الاعلى السيستاني على اهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات المحلية لاختيار الافضل والانزه. واشار الى ان المرجعية ليس لها موقف داعم او سلبي من اي قائمة او مرشح مشددا على انها تقف على مسافة واحدة من جميع المتنافسين في هذه الانتخابات المحلية.
ومن جهته شدد المرجع محمد سعيد الحكيم على ضرورة ان تكون مشاركة المواطنين فاعلة ومؤثرة في الانتخابات فيما دعا المرجع الشيخ بشير النجفي المواطنين الى المشاركة في الانتخابات واختيارمن هو اصلح وامثل. ومن جانبه شدد المرجع الديني اسحق الفياض على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وعدم العزوف عنها واختيار من يسهم في تقديم افضل الخدمات للمواطنين.
وابلغت مصادر عراقية تتابع الانتخابات في بغداد “أيلاف” ان نسبة التصويت في الانتخابات قبل اغلاق صناديق الاقتراع بساعتين تتراوح بين الثلث والنصف من عدد الناخبين متوقعة تمديد فترة الاتراع لساعة واحدة او اثنتين.
وقد اعلنت الحكومة العراقية يوم غد الاحد عطلة رسمية في المحافظات التي شهدت الاقتراع من اجل تسهيل نقل صناديق الاقتراع من المحافظات الى المركز الرئيسي للعد والفرز بمقر المفوضية العليا للانتخابات في العاصمة بغداد.
قالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان صدر عصر اليوم إن “تقرر تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الأحد المصادف 21 من نيسان 2013، في المحافظات التي جرت فيها الانتخابات المحلية للعام 2013″، مضيفة أن “ذلك يأتي من أجل تسهيل عملية نقل صناديق الاقتراع”.
خروقات لقوائم كبار المسؤولين العراقيين وعلاوي يتوقع تزوير النتائج
ومن جهتها قالت شبكة شمس لمراقبة الانتخابات في تقرير اولي لها عن عمليات التصويت تسلمته ”ايلاف” ان الاقتراع بدأ في الساعة السابعة من صباح اليوم في عملية الانتخابات لمجالس المحافظات في 12 محافظة، إضافة إلى فتح مراكز الاقتراع للمهجرين في محافظات إقليم كردستان و كركوك و نينوى و الانبار.
وقالت الشبكة انها تشارك بـ 5611 مراقباً، توزعوا على 7000 مركز و 45000 محطة اقتراع في كافة المحافظات. واوضحت انه تم في غالبية المحافظات فتح المراكز في موعدها المحدد، باستثناء بعض المراكز في بغداد، منها في مدينة الصدر ببغدا مدرسة علي الكعبي لمدة 45 دفيقة نتجة عدم وصول أوراق الاقتراع، مدرسة يافا في منطقة الرشاد، كان تأخر افتتاحها لنصف ساعة. وفي البصرة الجنوبية تأخر فتح 4 مراكز داخل المدينة لمدة ساعة، بسبب عدم وجود وكلاء الكيانات السياسية. وقسم آخر تأخروا بسبب ارتباك الموظفين لعدم معرفتهم الاجراءات المطلوبة منهم في ادارة عملية التصويت.
وفي كربلاء كان التأخير في الافتتاح في مركز العترة الطاهرة، رقم المركز 169003.. فيما تم في محافظة اربيل غلق محطة رقم 2 في مركز عين كاورة لتصويت المهجرين، بسبب كون كل المهجرين في هذه المحطة من النازحين في الموصل. وفي محافظة بابل، منطقة المدحتية، تم تغيير مركز نوارس الابتدائية ونقلها إلى مدرسة دير ياسين.
واضافت انه قد تواجد في اغلب المراكز والمحطات الانتخابية اعضاء فريق الاقتراع، ولم تسجل اية ملاحظة تذكر في هذا الشأن واوضحت انه في اغلب مراكز ومحطات الاقتراع تواجد ممثلو الكيانات السياسية باستثناء المراكز الخاصة بالمهجرين في اربيل ودهوك والبصرة.
واكدت وصول المستلزمات الحساسة إلى اغلب مراكز الاقتراع والمحطات، لكن شمس رصدت تأخر في وصول اوراق الاقتراع في مدينة الصدر، وكان هناك اخطاء في اسماء الناخبين، بجانب عدم وجود اسماء الناخبين، منها في منطقة البوعيثة هناك مركزان، في الفضيلية المركز 111803 و111806 و 109405ومدرسة الأبرار 209405 حيث شهدت هذه المراكز تجمهر الناخبين لعدم وجود اسمائهم في سجل الناخبين. وكانت هناك حالة من الأرتباك نتيجة عدم انتظام سير العملية الانتخابية في مركز الابرار.
وفيما اذا طبقت الأجراءات الأصولية لافتتاح المراكز اشارت الشبكة الى انه قد تم فتح المراكز بحسب الاجراءات المطلوبة لكن بشكل متفاوت، منها لم يتم عد اوراق الاقتراع في بعض المراكز، منها في محافظات أربيل، والبصرة، والمثنى، وبابل. وقالت انها رصدت عدداً من ابرز الخروقات، منها استمرار الدعاية الانتخابية خارج المراكز الانتخابية وداخلها، خاصة لقائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي في كربلاء وبابل والنجف.. وفي محافظة المثنى الجنوبية كانت الدعاية على عجلات حكومية لـ “تجمع اهل المثنى تيار الاحرار”الممثل للتيار الصدري.
وفي ديالى وصلاح الدين كان رجال الأمن ينشرون دعاية لمصلحة قائمة متحدون 444 بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي . وفي محافظة البصرة ارتدى ممثلو الكيانات السياسية ملابس موحدة ترمز إلى قائمة 411 ائتلاف المواطن بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم . وقالت ان كربلاء شهدت خطأ جسيماً في ورقة الاقتراع حيث كان الرقم المسجل لقائمة الاعتدال الوطني 480 فورد الرقم في ورقة الاقتراع 490، ويجري تصحيحها يدوياً، مما يعني ابطال ورقة الاقتراع. ومن المحتمل ان تعاد الانتخابات في كربلاء بسبب هذا الخطا الكبير.
واكدت شبكة شمس رصد مراقبيها وقوع حالات خرق امني في محافظات بغداد وصلاح الدين وبابل وديالى.
علاوي وعبد المهدي يحذران من تزوير نتائج الانتخابات
ومن جهتهما فقد حذر زعيم القائمة العراقية اياد علاوي والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي نائب رئيس الجمهورية سابقا عادل عبد المهدي عقب الادلاء بصوتهما من عمليات تزوير لنتائج الانتخابات.
ودعا علاوي في تصريحات للصحافيين العراقيين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات مؤكدا دعم خطاب المرجعية الدينية العليا الداعي الى الترسيخ السلمي للسلطة. وقال ” اطالب الشعب العراقي الى الذهاب للانتخابات للقضاء على ظاهرة التهميش والاعتقالات العشوائية موضحاً أنه “لا يمكن تحقيق الديمقراطية من دون اجراء الانتخابات”. واكد وجود خروقات امنية كبيرة في العاصمة بغداد ومحافظة بابل وقال ان الحكومة غير قادرة على حماية العملية الانتخابية.
واتهم علاوي الحكومة بشن حملة اعتقالات واسعة في مناطق شمال بابل ومنع المواطنين في جنوب بغداد من التوجه الى مراكز انتخابات.. وشدد بالقول “من الممكن حصول تزوير لنتائج الانتخابات من خلال التلاعب بعملية عد الاصوات”. وقال أن ” السلطات الحكومية بدأت عاجزة عن منع اغتيال مرشحي العراقية والذين بلغ عددهم 15 مرشحا واشار الى ان ائتلاف قائمته سيقدم شكاوى للمفوضية عن الخروقات التي حصلت خلال الحملة الانتخابية والاقتراع العام .
واوضح علاوي ان قائمته قريبة من قوائم متحدون بزعامة النجيفي والمواطن بزعام الحكيم وكذلك من
قائمة التيار الصدري الا انه اشار الى ان قائمة دولة القانون بزعامة المالكي “لا تريد ان نقترب منها للاسف”.
اما القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي نائب رئيس الجمهورية سابقا عادل عبد المهدي فقد حذر بدوره من التلاعب بنتائج انتخابات مجالس المحافظات معتبرا انه في حال حدث ذلك سيؤثر سلبا على تحديد مستقبل العراق
واضاف ان إجراء الانتخابات في العراق مؤشر ايجابي على إن العراق سيصل إلى نهاية المطاف بعد عمليات القمع والتهجير التي شهدناها طيلة السنوات الماضية باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير . وقال
ان “الشعب العراقي اصبح هو الحاكم الوحيد الذي تصدر باسمه القوانين ولا بد له ان يؤكد ارادته من خلال مشاركته الفاعلة في الانتخابات. وعبر عن الامل في سيرعملية الانتخابات بدون اي تلاعب بالنتائج الانتخابات لان التلاعب سيؤثر سلبا على مستقبل العراقيين الذين عليهم ان يحددوا مصيرهم بأنفسهم واختيار المرشح الاجدر.