يبدو ان معظم الاحزاب في العراق، اصبحت من الامراض التي لا دواء ولا شفاء لها، وما ان اعطيتها جرعة خفيفة ينتشر وبائها ويعطل الحواس الاخرى، التي كانت تعمل بقوة الضمير الذي بقي اوهن من خيط العنكبوت؛ في ظل الرشوة والاستيلاء على المال العام، وساسة الصدفة واليانصيب ولا يستثنى منها احدا الا النزر القليل.
فأحزاب المحافظات الغربية، كانت وما زالت وستبقى نهر الدم الدافق، وثرامات الاجساد وتقطيع اوداج الطيبة والكرم والاواصر الاجتماعية والعشائرية؛ التي بني عليها اساسيات التعايش السلمي، والاخلاق التي اصبح سمائها ملبد بغيوم الطائفية وهوائها برائحة الموت، وارضها الجرداء وبيوتها منزل الاشباح وشوارعها تحتها المفخخات، كل هذا واكثر نتيجة اكذوبة الدين والعقيدة والدفاع والتضحية، التي تحملها عامت الناس ودفع ضريبتها بدخول داعش لمدنهم.
الاحزاب الكردية والعزف على اوتار الانفصال، والرقص على انغام القومية والدولة المستقلة؛ وحصر الشعب الكردي في زاوية العراق الشمالية، وادخال مواطنيه بمشاكل وصراعات اساسها الاحزاب والفئة المستفيدة منها؛ من اجل الظفر بأكبر عدد من المناصب والرئاسات، كي تصبح تلك المواقع نهرا دافق بالمقاولات والشركات الوهمية، والفضائيين بقوى الامن والمؤسسات الاخرى، التي اصبحت ورثة الاحزاب المتنفذة.
ولا تختلف عن هذا معظم الاحزاب الشيعية في جنوب العراق، التي اصبحت اشد وطئة على تلك المحافظات المنكوبة، منذ 1920 لا مؤسسات صحية ولا خدمية ولا بناء عمراني؛ الا مقرات الاحزاب صاحبة تخمة الوظائف والتعيينات، والمقاولات والشركات الوهمية وكومشنات، وجيوشها الالكترونية التي اصبحت مظلة الفاسد والقاتل وبائعي الضمير الوطني؛ تحت لافتة الدفاع عن المذهب والدين والجهاد، من اجل الوطن التي لا تطبق هذه المبادئ على اولاد اصحاب السيادة.! الذي جل وقتهم في اروقة اوربا، منعمين على الشاليهات.
تعسا لأحزابكم