هنالكَ منَ الأخبارِ أخبارٌ قد تثير أيّ إنسانٍ بسيط , وقد تستفزّ رؤى ومشاعر آخرين وحتى اكثر من ذلك , وبغيةَ أنْ لا نتّهم ” الخبر ” بالضلال او الكفر والخروج عن الملّة ! , ولا حتى الذين قاموا بتحرير الخبر وفق المواصفات الإعلامية المطلوبة , فأنّ علائم الإستفهام واصابع الإتهام تتّجهُ مسرعةً الى ساسةٍ كبار وتصريحاتهم التي لا يستسيغ هضمها ولا مضغها أيّ إمرءٍ او مواطنٍ داخل وخارج البلد .
في ظهيرةِ يوم امس الجمعة , مُقلّباً ” الآيباد ” عمودياً وأفقياً وذات الشمالِ وذاتَ اليمين , فوجئتُ بخبرٍ موثّقٍ بصوره المرفقة , ومصدر الخبر هو موقع < بغداد – اليوم الإخباري Baghdad Today News > ولا ادري عدد المواقع الإخبارية الأخرى ووسائل الإعلام المختلفة التي نقلت ونشرت تفاصيل هذا الخبر , أمّا فحواه وبنصوصٍ حرفيةٍ مؤطّرة : – فأنّ < المالكي ناقشَ مسألة تواجد القوات الأمريكية في العراق مع مسؤول ملف شؤون العراق وايران في وزارة الخارجية الأمريكية السيد ” اندرو بيك ” وبحضور السفير الأمريكي السيد ” دوغلاس سوليمان ” > , ثُمّ ووفقاً للبيان الذي اصدره المكتب الأعلامي للمالكي فأنّ اللقاء بحثَ : < مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والمساعي لإكمال الكابينة الوزارية بالأضافة الى مناقشة مسألة تواجد القطعات الأمريكية في البلاد > , وعاد بيان ذلك المكتب الإعلامي ليكرّر : < تأكيد المالكي على اهمية الإسراع في إكمال الكابينة الوزارية للوصول الى حكومة قادرة على النهوض ومواجهة التحديات .. الخ ! > , كما دعا رئيس ائتلاف دولة القانون او حزب الدعوة : < الى مواصلة العمل المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق > .!
أقلّ ما نقوله ويقولوه كافة المواطنين :- فهل هنالك من حاجةٍ للتصريح على أهمية إكمال الكابينة الوزارية .! , وهل هنالك من يعترض ويخالف ذلك .؟ وهل كلام المالكي هذا يتوجّب طرحه وعرضه على المسؤول والسفير الأمريكي ! وهل هما لا يدركان ذلك .! واليسَ هذا الحديث هو شأنٌ عراقي – داخلي , ومن المعيب طرحه على الأمريكان والأجانب .! ولا نتطرّق هنا الى إصرار ” دولة القانون والمالكي على ترشيح الفيّاض لوزارة الداخية كشرطٍ لإنهاء إكمال الكابينة الوزارية ! وكأنّ جهاتٍ واطرافاً واحزاباً أخرى تصرّ بألحاحٍ على تبوؤ السيد الفياض وتستميت لتعيينه للداخلية .! نعم لا نتطرّق الى ذلك ولا نخوض مع الخائضين في غمار تفاصيله .!
ثُمَّ : وبغضّ النظر ودونما إبداء رأيٍ ” هنا ” على مسألة تواجد القوات الأمريكية التي غدت تنتشر وتوسّع سعة ومساحة انتشارها براً وفي قواعدٍ جويةٍ داخل القطر , فما هو دور وقيمة ورأي وزارة الخارجية العراقية في هذا الشأن الذي حسمه المالكي مسبقاً ” لمغادرة القوات الأمريكية للأراضي العراقية – تناغماً مع المطلب الأيراني ” ! كما علامَ تجاهل اعتبارات وزارة الدفاع في صفقاتٍ اسلحةٍ امريكيةٍ حديثة وتفرض وجود مدربين وخبراء فنيين لأغراض التدريب والصيانة عليها وسبل استخدامها ميدانياً وعملياً .! , لكنّما الأهم من كلّ ذلك وعلى ضوء ما ابلغه المالكي للزائرين الأمريكيين , فما دور رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية منْ كلّ ذلك .! وماذا لو كانَ رأيهما او أحدهما مخالفاً لرأي المالكي .؟ , فَمنْ هي الدولة ومَنْ هي الحكومة ومَنْ هو رئيس العراق .! ؟